السبت 11 آذار 2023 08:38 ص |
مصالحة تاريخية بين «العرب» و«الحزب» بعد مرور نحو الـ1000 يوم من اللااستقرار... خلدة تعود إلى الاستقرار |
* علي شاهين «انه إنجاز فعلا خصوصا في هذه الظروف التي يمرُّ بها الوطن» بهذه العبارة يصف أحد شباب العشائر في خلدة بتعليقه عما توصل إليه المفاوضون المعنيون مطلع الاسبوع الماضي من إطار تسوية للوضع ما بين العشائر في خلدة وحزب الله، ومضمون هذه التسوية يقضي بإنهاء الملف جذريا ويتوّج بمصالحة «تاريخية» بين العرب وحزب الله.. إذن السؤال هنا، وبروح إيجابية الطرح وتفاؤلية النظرة، هل ومتى تعود نسمات الاستقرار والأمان ودورة الحياة الطبيعية الى روابي وتلال وساحات خلدة وذلك على شتى الأصعدة؟، وخصوصا بعد أن عانت هذه المنطقة وأهلها وقاطنيها من الآلام والأوجاع طوال السنوات الثلاث الماضية بسبب اللااستقرار والأحداث الأمنية التي وقعت فيها طوال هذه الفترة، وهي منطقة - بالمناسبة - لها حيثيتها الاستراتيجية والسياحية والمجتمعية، تتسم بالحيوية والأهمية والمحورية. قبل الإجابة على السؤال المطروح أعلاه، لا بد أن نشير ان هذه التسوية تم الإعلان عنها مطلع الاسبوع الماضي وذلك بعد الاجتماع شبه الدوري الذي تعقده لجنة مفاوضين تمثل كل الأطراف المعنية وذلك في مقر إدارة المخابرات لقيادة الجيش، وهم النواب: نبيل بدر، محمد سليمان، عماد الحوت والمختار يونس الضاهر والشيخ علي موسى، (عن عشائر العرب) والنائب محمد شري والمسؤول الأمني علي أيوب (عن حزب الله) وبحضور كل من العميد طوني قهوجي مدير المخابرات في الجيش والعقيد طوني معوض مدير فرع مخابرات جبل لبنان.
وباختصار شديد، وبحسب المعلومات، فإنّ الحل الذي رسمته التسوية يقضي بصدور أحكام مخفّفة ومدروسة بحق معظم المدّعى عليهم وجاهياً (25 شخصاً بينهم 19 موقوفاً) وتكتمل التسوية في إقامة مصالحة شاملة بين أهالي خلدة. والمرجح أن تصدر هذه الأحكام قبل شهر رمضان المبارك ومن الممكن جدا أن يرافقها إطلاق سراح بعض الموقوفين نتيجة انتهاء مدة محكوميتهم. «بصراحة وبشفافية ان الحكمة ومنسوب الجدّية والمسؤولية والإيجابية عند كل الأطراف وأعضاء ممثليهم في اجتماعتنا وقيادة الجيش هي العامل الأساسي التي أوصلتنا الى هذه التسوية لملف صعب عانى منه أهلنا في خلدة، وكاد يؤثر على السلم الأهلي في البلد وهذا لن نسمح به أبدا»، ويشير سليمان الى ان «مضمون الأحكام لن تظلم أحدا، والناس جميعا في هذه المنطقة ستعيش مع بعضها البعض»، ويوضح سليمان (الذي يعتبر ضمنا هو نائب العرب في المجلس النيابي) «لن يسمح لأحد بأن يتاجر بدم العرب، والعشائر لن تكون وقودا لأي فتنة في هذا البلد الذي يقوم على العيش المشترك». ويختم سليمان «انه تم تحديد سقوف محددة للأحكام، والأمور متجهة بشكل صحيح وتختم بمصالحة شاملة تعيد الاستقرار الى المنطقة». النائب الدكتور عماد الحوت (بيروت) والذي شارك مع زملائه محمد سليمان ونبيل بدر بزيارة العشائر العربية في السعديات منتصف الاسبوع الماضي يتحدث لنا بهدوء وعقلية العارف ومنهج المتزن والمسؤول حيث يقول: «نعم سيعود الاستقرار والحياة الطبيعية الى خلدة بإذن الله، وبالنسبة للتسوية التي بذل جميع المعنيين جهودا مميزة تقوم باختصار على أمرين أساسيين وهما: إصدار أحكام مدروسة، والوصول الى مصالحة شاملة تعيد الحياة الطبيعية الى منطقة خلدة».
المختار يونس الضاهر (مختار القبة الشويفات، وهو من العشائر في خلدة) وهو الذي بموضوعية مطلقة من جهة العرب كان حريصا على مواظبة الحضور لكل وكافة اللقاءات التفاوضية طوال السنتين الماضيين، يقول لـ «اللواء»: الأولى، للأمانة لمسنا جدّية وحرص ومناقبية ومسؤولية وطنية عالية لدى إدارة المخابرات في قيادة الجيش، وهذا الجانب تجسّد بكل من مدير المخابرات العميد طوني قهوجي، والعميد طوني معوض مدير مخابرات جبل لبنان، وهي بالتأكيد نامية وعن توجيهات حكيمة وجادة من قائد الجيش جوزيف عون، وما أشير إليه هنا لمسناه في فن إدارة الاجتماعات (قاربت العشرين) ومهارات الإدارة التفاوضية وأساليب التحفيز عند كل الضباط: قهوجي ومعوض، وذلك حرصا من القيادة على إنهاء الملف بشكل وطني وحكيم».
ويضيف الضاهر: «أما على مستوى خلدة وأهلها العشائر هنا، حيث نعتز في الانتماء الى منطقة الجبل وارتباطنا بها ارتباط الروح بالجسد وحريصين جدا على ديمومة العلاقة الطيبة مع أهلنا في الجبل، وهنا لا بد أن أشير الى المسؤولية التي تميّز بها كل ممثلي الأطراف والأحزاب خلال العملية التفاوضية طوال ما يزيد عن السنتين رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهتنا جميعا طوال هذه الفترة». المصدر :اللواء |