قبل عشرين عاما دهست جرافة إسرائيلية صبية أمريكية كانت تدافع عن منزل فلسطيني بوجه هادميه، في لوحة تؤكد الطبيعة الإنسانية للمعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والتوحش والإرهاب.
ظن الصهاينة أنهم بقتل راشيل كوري، وبنجاحهم في التهرب من العدالة داخل الكيان، وامام القضاء الأمريكي، يخيفون أحرار العالم كله، تماما كما حاولوا أن يخيفوا شعب فلسطين وأبناء أالامة العربية، ولكنهم اكتشفوا عاما بعد عام أن رسالة راشيل كوري قد حملتها دماؤها إلى كل بقعة من بقاع العالم، وبات الشعب الامريكي أكثر إدراكا لمخاطر هذا الكيان على أمنه ونفوذه وعلى الاستقرار في المنطقة والعالم.
ويوم "سيف القدس" خرجت الملايين داخل الولايات المتحدة تتظاهر ضد الكيان الصهيوني، كما ستخرج بعد يومين في الذكرى العشرين للحرب على العراق لتندد بالسياسات الأمريكية، والاجرام الصهيوني، والحصارات التي تنفذها إدارة أمريكية على العديد من بلدان العالم وفي المقدمة منها سورية واليمن وغيرهما من أقطارالامة.
عشرون عاما مضت وصورة راشيل كوري تواجه الجرافة الصهيونية، ما زالت في العقول والقلوب معا، وهي تؤكد أنه إذا كان لفلسطين بعد وطني وبعد قومي وبعد إيماني، فلها أيضا بعد عالمي، حيث باتت قضية أحرار العالم، وما من قضية تحولت إلى قضية أحرار العالم إلا وانتصرت، وهذه هي حتمية النصر في فلسطين، خصوصا في ظل مقاومة تتصاعد داخلها، وفي ظل مأزق بنيوي يعيشه الكيان الصهيوني، وارتباك يعيشه حلفاء هذا الكيان.وفي ظل متغيرات تعصف بموازين القوى...
الرحمة والخلود لراشيل كوري
والمجد لكل حر في هذا العالم انتصر للعدالة بوجه طغاة الأرض.