برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ممثلاً بمستشاره المحامي سليمان علوش، احتفلت "ثانوية السفير" بدخول طالبتها بنان ناصر الدين موسوعة غينيس عن تسجيلها وقتاً قياسياً بذكر واحصاء تسميات عظام جسم الإنسان كلها بلغ 5 دقائق و37 ثانية.
واقيم الاحتفال بالمناسبة في قاعة الإحتفالات في الثانوية - الغازية بحضور فاعليات تربوية والهيئتين الإدارية والتعليمية في المدرسة وجمع من الطلاب والأهالي.
افتتاحاً بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد "السفير" ثم تقديم وترحيب من عريفة الإحتفال جوانا روماني حيث اشارت الى ان "ألقُ الجوائزِ يدفعُنا إليها، وبريقُها يجعلُنا في سعيٍ حثيثٍ نحوَها، وهجُها يُشعلُ في كيانِنا حماسةً خلّاقةً".
وقالت "موسوعةُ غينيس للأرقامِ القياسيّةِ هدفُها جمعُ الحقائقِ المرجعيّة، وحسمُ الجدلِ فيها، والوصولُ إلى رقمٍ يخوّلُك الدّخولَ في هذه الموسوعةِ دونَه الكدُّ والعمل؛ دونه التّدرّب، دونه الإصرار، دونه شغفُ التّحدّي وعزيمةُ الفوز".
جرى بعد ذلك عرض "فيديو " عن انجاز الطالبة بنان ناصر الدين وهي تحصي أسماء جميع عظام جسم الإنسان مسجلة الرقم القياسي الذي خولها دخول "غينيس" وجاء نتيجةُ كدٍّ وعملٍ وتدريبٍ وإصرارٍ وعزيمةٍ وشغف.
والقت الطالبة ناصر الدين كلمة استعرضت فيها تجربتها في خوض تحدي الدخول بموسوعة غينيس فقالت "45 دقيقة، كانَت المدّةَ لأوّلِ تجربةٍ بترتيبِ العظامِ.بخمسٍ وأربعين دقيقةً بدأتِ القصّةُ، لتنتهِيَ، بل لتبدأَ، بخمسِ دقائقَ وسبعٍ وثلاثينَ ثانيةً وأَدْخُلَ موسوعةَ غينيس للأرقامِ القياسيّةِ. إنّها خمسُ دقائقَ تمّ تحقيقُها بعزمٍ وشغفٍ وصبرٍ وإصرارٍ.إنّها خمسُ دقائقَ تمّ تحقيقُها بحِضنٍ ومحبّةٍ ودعمٍ وتحفيزٍ.يقالُ: "مَنْ يزرع يجنِ". فرحتي اليومَ لا توصفُ بما جنيناه. للزّراعةِ طعمٌ آخرُ! ففرحتي الأكبرُ بخوضِ تجربةٍ كهذه بدأت منذ سنتين ، ولم نتوقف رغم كل الصعوبات والأزمات .. وفي كلِّ مرّةٍ كنتُ أرى المدَّةَ تقلُّ من 13 دقيقةً لـ 12 لـ 7 لـ 6، كنتُ أطيرُ من الفرَح. حرفيًّا أطيرُ من الفَرَح، فينبضُ قلبي نبضاتِ حماسٍ ودافعيّة".
وأضافت" العمودُ الفِقْريّ، وهو مجموعةُ مِنَ العظامِ، وظيفتُه الأساسيّةُ حمايةُ النّخاعِ الشّوكي ودعمُه وإعطاؤه القوّةَ كَيْ يعملَ. وأنتم كالعمودِ الفِقْريّ، فعلى قَدْرِ جمالِ التَّجْرِبةِ وقيمتِها إلّا أنّها لم تَكُنْ سهلةً لولا وجودُ الدّعمِ القويّ، متوجهة بالشكر الى كل من دعمها وساندها في هذه التجربة " مدرستها ثانويّةَ السّفيرِ الدّاعمُ الأوّلُ والمربّي وفاتحةُ أبوابِ التّألقِ والنّجاحِ لنا، ومعلمتها آمنة علّوش شريكةَ التّجرِبةِ وقائدتَها، والمهندس قاسم حلّال ، والمحكّمين السّيّدين محمد عاكوم وربيع برّو ، والدّكتور سلطان ناصر الدّين مديرًا، وأباً ومعزِّزًا ومحفِّزًا، وعائلتها التي آمنت بقدراتها، وكانت السَّند، وعائلتها الثّانيةِ، الأساتذة والأصدقاء لوقوفهم بجانبها ودعمِهم النّفسيّ لها ، ووزارة الثّقافة التي بها تُزهرُ الثّقافةُ ، ويفوح شذاها". وختمت بالقول ""كلُّ من سار بخطًى واثقة وصل".
ثم تحدثت المعلمة المشرفة على "برنامج غينيس" الأستاذة آمنة علوش فقالت" إحدى العظام الشمالية الموجودة في التجاويف الأنفية إسمها" Left Inferior Nasal Concha " بعد تدرّبي على قرأتها شغلّت جهاز ضبط الوقت لمعرفت المدة الزمنية وكانت كحد أدنى إثنان فاصلة صفر إثنان ثانية (2:02). خطوة واحدة 2:02 ثانية.هناك تسعة وسبعون عظمة تمتلك إسم مركب يتعدى الكلمتان - وأربعة وسبعون عظمة لها رقم تسلسلي لموقعها حيث عند تسميتها يجب ذكر رقم العظمة بحسب الموقع. أنت يا بنان كيف استطعت إنهاء كل خطوة: تميّز العظمة - ذكرالاسم كاملا - تحديد الجهة يمينا أو شمالا وتحديد الرقم التسلسلي لها في ثانية لا وأحياناً في جزء من الثانية. كيف استطعت في جزء من الثانية بوجود ظروف لا يرغبها الجهاز العصبي ليؤدي دوره بشكل طبيعي: بوجود الجمهور والحكام والكاميرات و عامل الوقت. أليست قوة خارقة؟؟ ..أم فقط ما يصنعه منتجّي الأفلام الأجنبية من شخصيات سوبر مان وسبيدرمان هم قوة خارقة؟ أنت قوة خارقة.. هم قوة خارقة جسدية مسبّبة بفعل خارجي.. أنت قوة خارقة ذهنية مسببة بفعل داخليّ.. فلحظات التقديم لغينيس ليست لحظة عبثية أو حظ ما هي إلا وليدة علم، عمل، تدرّب، وإتقان، ممزوجة بإصرار وصبر وعزيمة وشغف. هذه مكونات مشروع غينيس.وإن ثانوية السفير لن تتبنى أي مشروع وإن كان رائداً عالمياً ما لم يكن له هذه المكونات ذات الفائدة التربوية.إننا نبحث عن نقاط القوة الشاملة و إخراجها إلى النور بطرائق مبدعة ، قبل ذلك كان علي غدار واليوم بنان ناصر الدين وغدا نقول "الأتي أعظم" ..السمكة القوية هي التي تستطيع السباحة ضد التيار، في حين يستطيع السمك الميت ان يعوم مع التيار!. نحن ثبتنا وطوّرنا أسس التحدي العالمّي في العلم، فخيارنا كان السباحة عكس التيّار ونجحاتنا هدية للبنان".
بعد ذلك القى مدير الثانوية الدكتور سلطان ناصر الدين كلمة، استهلها بالقول "في الرّابعةَ عشرةَ من عمري، جلستُ مع حكيم حيث نشأتُ في جبل الرّيحان، وقلتُ له: "أَوْصني". كنّا من حَزيران ، كنّا في حَقل سنابله الذّهبيّة الممتلئة حَبًّا وحُبًّا تأسر الأفئدة. هو رجلٌ جَوّانيه صافٍ وبرّانيه. ابتسامة وجهه انعكاس لنقاء قلبه. ابتسم وقال: "اترك أثرًا طيّبًا". ابتسم واكتفى. كلّ شيء يمضي وينتهي إلّا الأثر الطّيّب. نسقي شجرةً ماء. الماء يمضي في التّراب يؤدّي وظيفته. وبعد الرّيّ لا نراه؛ لكنّنا نرى أثره الطّيّب ورقًا أخضر ، وزهرًا جميلًا، وثمرًا أنضر. نمارس الرّياضة. نمارس تمارين رياضيّة هادفة في ساعة محدّدة ومكان محدّد. يمضي الزّمكان المتعلّق بالتّمارين الرّياضيّة، ولكن يبقى الأثر الطّيّب لياقة وثقة واحترامًا. نغرس نبتة ريحان. ننكش، نحفر، نضع الغرسة في التّراب، نحضنها بالتّراب، نرويها ، نتعب. ينضح العرق من جباهنا. ينتهي الغرس، ويصبح التّعب في خبر كان، ولكن يبقى الأثر الطّيّب حُبًّا للشّجرة، وحُبًّا لأمّنا الأرض، وحبًّا لأخينا الإنسان. وهل أجمل من الحبّ قيمة تسمو بنا وتطهّرنا ؟ ونِعم ما قاله جلال الدّين الرّومي: "توضّأ بالمحبّة قبل الماء".
وأضاف "يرعى احتفالَنا وزير الثّقافة القاضي محمّد وسام المرتضى، ابن الرّيحان وجبل الرّيحان. ينتهي الإحتفال، ويصبح الزّمان ماضيًا، ويصير المكان ذكرى؛ لكنّ الأثر الطّيّب للرّعاية يبقى مستدامًا: دافعيّة مستدامة، واحترامًا مستدامًا، وحبًّا مستدامًا، وروحًا ورَيْحانًا . عام 2019، دخل علي غدّار موسوعة غينيس، وحقّق رقمًا قياسيًّا في ترتيب الجدول الدّوريّ للعناصر الكيميائيّة. مضى عام 2019، وصارت شهادة غينيس والاحتفال والمكان والزّمان من الزّمن الماضي؛ ولكنّ الأثر الطّيّب يرافق الطّالب عليًّا: الثّقة العالية وهو على مقاعد الدّراسة في الجامعة، لامعًا في الهندسة في جامعة من أرقى الجامعات الألمانيّة. ودخلت بنان ناصر الدين موسوعة غينيس، وحقّقت رقمًا قياسيًّا في ذكر عظام الجسم كلّها. مضى الإجراء استعداداتٍ وخوضَ التّحّدي. والآن نقيم احتفالًا لتسليمكِ شهادة غينيس. وبعد الاحتفال، تصبح الإجراءات من الماضي، لكن الأثر الطّيّب يرافقك: دافعيّة وثقة وبسمة تزرع البسمات وتحوّل الشّوك وردًا. في ثانويّة السّفير فلسفة في التّعليم والتّعلّم، في التّربية. ومن المبادئ الفلسفيّة الّتي نعتمدها " اترك أثرًا طيّبًا". إنّ كلّ ما نقوم به من مُدخلات ننظر إلى مُخرجاته أثرًا طيّبًا. إدراك الأثر الطّيّب قبل العمل يدفعنا إلى اختيار العمل الطّيّب. وبهذا يسمو عملنا، نتعب في الزّرع؛ لكنّ سعادتنا تكمن في الأثر الطّيّب. كلّ شيء يمضي وينتهي إلّا الأثر الطّيّب".
كلمة راعي الحفل وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى القاها ممثله سليمان علّوش ناقلاً تحياته لاسرة المدرسة واعتذاره عن الحضور شخصياً لأمر طارئ. وقال "اسمحوا لي أن ابدأ من كلمة للامام علي( ع) الذي يقول:كل وعاء يضيق بما وُضع فيه الا وعاءُ العلم فهو يتسع"..ونحن هنا امام عنوان كبير يحملنا الى فضاءات العلم والسبق ويطوف بنا في كل هذا الصعود نحو العالمية والتفوق وما الى ذلك..هذا يعني ،أن يكون العلم هو الزاد الذي نحمله في الدنيا ويحمينا في الآخرة.. أن يكون سلاحنا وقلمنا ويراعنا.. ولا قيمة للبندقية نفسها ولأخطر وسائل الصراع والتفوق بعيدا من العلم..وقد حذّرنا الله تعالى أن يكون ايماننا في منأى عن العلم والعقل.. وأشار الى اولئك الذين لهم قلوب لا يعقلون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها ولهم أعينٌ لا يُبصرون بها... ووصفهم بأنهم كالأنعام بل هم أضلّ..ولذلك فإن الإيمان الصلب والقوي هو الذي يجعل العلم ركيزته ويكون العقل هو قائده ، ومن عرف نفسه فقد عرف ربه".
وأضاف "إنني أرى أن خلاص لبنان انما ينطلق من هذه القاعدة التي يترسّخ فيها الوعي ويتعمّق فيها العلم ثم يتحول الى عمل لأنه لا قيمة للعلم اذا بقي مجرد كلمات وتمنيات.. ونحن في لبنان بأمسّ الحاجة الى أن نتفوق في كل الميادين ولكن قبل ذلك أن نتفوّق على انفسنا ونبدأ رحلة العلم والعمل والاصلاح وبث الوعي في نفوس الجميع (هذا الشعار الذي حمله وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى منذ توليه مهامه الوزارية ) لنجنب البلد المزيد من الكوارث التي بدأت تهز كياننا الاجتماعي وأخشى أن تطاول سلمنا الاهلي وسلامنا الداخلي".
وتابع "وفي هذا الإطار، لا يسعنا إلا أن نشيد بهذه الثانوية، ثانوية السفير، التي حملت لواء العلم وجالت به في فضاءات الكون، حتى دخل طلابها موسوعة غينيس، فهنيئا لها، وهنيئا للطالب علي محمد غدار دخوله تلك الموسوعة عبر تحصيله رقما" قياسيا" في ترتيب الجدول الدوري للعناصر الكيميائية، وهنيئا" للمحتفى بها الطالبة، بنان سلطان ناصر الدين دخول تلك الموسوعة أيضا" عبر تحصيلها رقما" قياسيا" رياديا" في تسمية عظام الجسم كلها، والتهنئة الكبرى لنا في لبنان بمثل هؤلاء الطلاب الذين يرفعون اسم هذا الوطن عاليا" في المحافل الكبرى حيث أننا بحاجة إلى كل من يعمل للتفوق على طريقة الشاعر: "إذا غامرت في شرف مروم/ فلا تقنع بما دون النجوم"، ولكننا نريده التفوق الواعي الذي يسمو على الأرقام حيث أنه يرسم مسار الخلاص للبلد والناس والبشرية كلها".
بعد ذلك سلم ممثل الوزير مرتضى الأستاذ علوش شهادة وميدالية وقبعة "غينيس" للطالبة بنان ناصر الدين وللمعلمة آمنة علوش.
وفي الختام كرمت أسرة ثانوية السفير ممثلة بمديرها الدكتور سلطان ناصر الدين راعي الحفل الوزير المرتضى ممثلا بالأستاذ علوش فقدم له ناصر الدين صورة لنبع الريحان مسقط رأس الوزير المرتضى ، وقال "باسمنا جميعاً، ولأنه ابن الريحان وابن هذا الجبل الأشم العزيز اخترنا له صورة العين الكبيرة او النبع الكبير – الريحان لـ"غادة ناصر الدين". ومن شاعر المدرسة وصديقها الأستاذ وهيب عجمي كتبنا عليها بيتين: "بالمرتضى وجه الثقافة يشرق / والأرز يشهد والذرى والبيرق .. هذا الغزير بعلمه وفنونه / كالنبع في ريحانه يتدفق".. من ثانوية السفير - الغازية الى معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى.