الخميس 23 آذار 2023 12:50 م |
أساتذة الجامعة اللبنانية… “يعدمون” بلا دواء وعلاج! |
* د. أنور الموسى “كشفنا صحيا، وبتنا نموت بسبب عدم قدرتنا على العلاج”!
خلاصة مرة بات يدركها أساتذة الجامعة اللبنانية بعد وفاة زميلهم الدكتور البرت بركات بعد انقطاعه عن العلاج بسبب عجزه عن تأمين ثمن الدواء…
فلو كان الراتب يكفي لشراء الدواء لما “استشهد” الدكتور المظلوم بركات، فالفتات الذي يتقاضاه المتفرغ أو المتعاقد أو المتقاعد… جعل من وضع الأستاذ الجامعي هشا لدرجة إمكانية الموت عند أي عارض صحي. نتيجة موت أستاذ الجامعة أو بالأحرى إعدامه ونحره، بات يدركها كل أهل الجامعة، ما عدا من يصم عينه قبل أذنه، ويغطي لسانه الا للتزلف للمسؤولين أو الأحزاب أو ذوي النفوذ! نعم، أعدم الأستاذ الجامعي بركات وهو رئيس قسم سابق أمام أعين أهله وأولاده وطلابه ومن خرجهم وعلمهم وسهر على أبحاثهم ورسائلهم ومشاريعهم. قتل بدم بارد من دون أن تحرك الوزارات المعنية ساكنا… ومن دون أن يعلن حتى الحداد العام، ومن دون إصدار بيان للنقابات أو الرابطة. ومن دون أن ترف للقاتل عين. نتيجة توقعها أهل الجامعة حين التف عبيد الأحزاب المتسلطة على مطالب الأستاذ، وحين أفشلوا الإضراب لدرجة أنه بات محرما على الأستاذ القول: أنا جائع.. وبات من الخطايا القول: أنا مريض. وبات من أكبر الكبائر القول: معاشي لا يكفيني للانتقال يوم واحد إلى الجامعة، ببساطة لأن معاشي لا يكفي بضعة ليترات بنزين وتكلفة سيارة! وفي المقابل، يصمت من يفترض أن يذود أو يدافع عن الاستاذ كصمت أهل الكهف، بل يتجرأ ليزايد على الموجوعين بالقول: اصبروا وستعالج الأمور قريبا، وسط تأكيدات أن أموالا تصرف لمن يطعن بالأستاذ من خلال تغطية تكلفة النقل أو مساعدات.. والكلام هنا يطول.
نعم، يا لها من حقيقة مرة … بات نخبة المجتمع من أساتذة الجامعة اللبنانية في مرمى الموت، وها هم المسؤولون يقولون لهم: موتوا أو انتحروا أو ارحلوا، سواء للقبر أو بلاد المجهول! او بيعوا بيوتكم لتعلموا الطلاب لأن الأولوية للطلاب حتى الرمق الأخير! رئيس قسم اللغة العربية ف5 المصدر : جنوبيات |