عرف المسلمون السحور منذ صدر الإسلام، وكان ذلك يتم عن طريق الآذان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن بلال يؤذن بالليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم كلثوم".
 

اليوم، سنتحدث عن أهم شخصية رافقت شهر رمضان منذ القدم، وهي المسحراتي أو الطبال. فالمسحراتي كان معلمًا من معالم شهر رمضان الرئيسية وشخصية محبوبة، وينتظر ظهورها مع قدوم شهر رمضان.
 

فمن منا لم يستفق على صوته وهو ينادي "يا نايم وحد الدايم، فيقوا على سحوركم، إجا رمضان يزوركم"؟ فمن منا لم تسحره هذه العبارات الرنانة التي كان يرددها المسحراتي بصوته الجهوري الجميل في حاراتنا وأزقتنا؟

وقد بدأ ظهور المسحراتي منذ 12 قرنًا، وبالتحديد عام 853م، حيث وكلت مهمة إيقاظ الناس في مصر إلى المسحراتي، وأول من طاف شوارع القاهرة هو عنبسة بن إسحاق والي مصر أيام العصر العباسي. وفي عهد الدولة الفاطمية، أصدر الحاكم بأمر الله أمرًا إلى الجنود بأن تتولى إيقاظ الناس، إلى أن قرر تعيين رجلا أصبح يدق الأبواب بعصا يحملها، قائلا "يا أهل الله، قوموا وتسحروا"، ولاحقًا أصبح يقول "يا نايم وحد الدايم" وعرف فيما بعد بالمسحراتي."