هناك أشخاص يحبّون أن تكون أعمالهم كاملة بلا أخطاء" أو كما سندعوهم بالكماليّين; لا يقبلون بجودة عادية ويعملون ضمن المعايير بشكل دائم  لأنهم يخافون  من الوقوع في الخظأ وغالبا " ما يجلبون الاحباط  للمحيطين بهم وذلك لبحثهم الدائم عن النواقص و عدم ثقتهم بأيّ عمل لم ينجوزه بأيديهم.
 

ولأسباب كثيرة تتضمن الجينات والخبرة;  الكماليون يضعون معايير عالية;  و أحيانا" تكون هذه المعايير غير واقعية;  سواء في  المظهر الخارجي; العمل أو حتى في العلاقات العاطفية;  فهم يقسون قيمتهم الذاتية عن طريق الانجاز . هذا يمكن أن يكون ايجابيا";   أو مدمرا" للذات .

من الجانب الايجابي;  يساعد  السعي الى الكمال في تحسين أداء الشخص  و شعوره بالرضا و احترام الذات. ومن الجانب السلبي;  خيبة أمل و نقد ذاتي و اكتئاب ..

وقد أظهرت الأبحاث أن الانقياد الدائم وراء الكمالية;  يرتبط بمشاكل نفسية كالقلق;  مشاكل في الشهية; و الارهاق. بالاضافة الى أن ذلك يقف عائقا" في وجع ارتباطهم  ودخولهم  في علاقات مع شريك في حياتهم ;  لأن أي خطأ بسيط  هو كارثة بالنسبة لهم فهم لا يجاملون أي شخص ، و يهتمون بالأشياء والقيم أكثر من الأشخاص وحبهم لهم.

كيف تتعامل مع هذه العادة ؟

الى حد كبير من المستحيل أن لا نفكر في الماضي أو المستقبل. بالطبع من المهم التخطيط للغد والعام القادم، ومحاولة التعلم. فاذا انجرفت للماضي او المستقبل ركز فقط على تنفسك لبضع دقائق ;  أجلس وانت تتنفس ; واستوعب كل ما هو حولك بكل حواسك لفترة قصيرة. عند القيام بأي من تلك الأشياء يمكن إعادة ترتيب نفسك مع اللحظة الراهنة مرة أخرى وتعود للحاضر. .
 و كن عطوفا: فالطريقة التي تتصرف و تفكر تجاه الآخرين  ; لها تأثير كبير على الطريقة التي تتصرف و تفكر بها تجاه نفسك. عندما تحكم وتنتقد الناس;  تميل إلى الحكم وانتقاد نفسك أكثر (في كثير من الأحيان تلقائيا دون ان تشعر). كونك أكثر لطفا إلى الأشخاص الآخرين ومساعدتهم ، تميل إلى أن تكون أكثر عطفا ومفيدا لنفسك.