أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية في الرابع من نيسان الحالي الشقيقين اللبنانيين ريمون زينة رحمة وتيدي زينة رحمة، على لائحة العقوبات. وهما حسب بيان الوزارة الأميركية استخدما ثروتهما وسلطتهما ونفوذهما للانخراط في ممارسات فاسدة، ساهمت في الانهيار الحاصل في لبنان، وقوضا بسلطتهما المالية سيادة القانون في لبنان، وهو ما يتعارض مع المبادئ الديمقراطية.

واتخذ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية هذا الإجراء، وفقاً للأمر التنفيذي 13441، الذي يسمح بفرض عقوبات على الأشخاص الذين يقرر أنهم اتخذوا، أو شكلوا ويشكلون خطراً كبيراً ويعمدون إلى اتخاذ إجراءات، بما في ذلك أعمال العنف، تهدف أو تؤدي إلى تقويض العمليات أو المؤسسات الديمقراطية، والتي تساهم في انهيار سيادة القانون في لبنان. وحسب بيان وزارة الخزانة، فقد استخدم الأخوان رحمة، أعمالها التجارية وعلاقاتهما السياسية بهدف الإثراء غير المشروع على حساب باقي المواطنين اللبنانيين.

وتأتي هذه العقوبات، في وقت يواجه فيه اللبنانيون ضائقة اقتصادية كبيرة وأزمة طاقة حادة، خصوصاً في ظل التعطيل السياسي القائم. وقد انتقد وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان إي، تأخر السلطات اللبنانية في تنفيذ الاصلاحات المالية، إذ  نوه بأهمية "تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي تمس الحاجة إليها".

من هما الأخوان رحمة؟
يمتلك الإخوان رحمة، شركة ZR Energy DMCC التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً، ولها فروع في لبنان، وقاما باستغلال نفوذهما في السلطة في التعاقد مع الدولة اللبنانية وتوريد فيول مغشوش إلى البلاد، ما أدى إلى تلويث محطات الوقود، ومن ثم انقطاع التيار الكهربائي. ووفق البيان، قام الإخوان من خلال شركتهما بتسليم منتج فاسد من الوقود إلى شركة كهرباء لبنان، ما أدى إلى تعرض المنشآت النفطية إلى أعطال متنوعة.

استخدم ريمون زينة رحمة وشقيقه  تيدي زينة رحمة، الشركة الخاضعة لسيطرتهما للفوز بصفقات من العقود الحكومية، من خلال عملية مناقصة عامة شديدة الغموض. في عام 2017، حصل الأخوان رحمة على عقد من الباطن لاستيراد الوقود لاستخدامه من قبل شركة الكهرباء الوطنية اللبنانية المملوكة للدولة، ولاستيراد الوقود نيابة عن وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، في عملية مناقصة تم الإبلاغ عنها على نطاق واسع.

وبينما حصل الإخوة رحمة على ثروة طائلة من وراء صفقة الوقود الفاسدة، عانى الشعب اللبناني وزادت البنى التحتية للبلاد من التدهور، إذ تعطلت محطات الطاقة في جميع أنحاء لبنان بشكل متزايد وزاد الانقطاع اليومي للكهرباء.

تم تصنيف ريمون زينة رحمة وتيدي زينة رحمة وفقًا لإجراء E.O. 13441 لقيامهما بتقويض العمليات أو المؤسسات الديمقراطية في لبنان. وهو ما ساهم بحسب وزارة الخزانة الاميركية في انهيار سيادة القانون في لبنان. وقد تم تصنيفZR Energy DMCC  على لائحة العقوبات، وفقًا لإجراء E.O. 13441 لكونها مملوكة و/أو خاضعة لسيطرة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لكل من ريمون زينة رحمة وتيدي زينة رحمة.

تداعيات العقوبات
نتيجة للإجراءات المتخذة من قبل وزارة الخزانة الاميركية، فإن جميع الممتلكات والمصالح في ممتلكات الأفراد المذكورين أعلاه، وأي كيانات مملوكة  بشكل مباشر أو غير مباشر، 50 بالمئة أو أكثر من قبلهم، بشكل فردي أو مع أشخاص محظورين آخرين، والموجودين في الولايات المتحدة أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أميركيين، يجب حظرها وإبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بها، ما لم يكن مصرحاً به بموجب ترخيص عام أو خاص صادر عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أو مُعفى بطريقة أخرى. كما تحظر لوائح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عموماً جميع المعاملات التي يقوم بها الأشخاص الأميركيون أو داخل الولايات المتحدة (بما في ذلك المعاملات عبر الولايات المتحدة) التي تنطوي على أي ممتلكات أو مصالح في ممتلكات محددة أو محظورة بطريقة أخرى مع الإخوان رحمة، وتشمل المحظورات تقديم أو تلقي أي مساهمة من الأموال أو السلع أو الخدمات لصالح هؤلاء الأشخاص أو لصالحهما.