الخميس 8 كانون الأول 2016 10:10 ص |
الرواية الكاملة.. كيف انتقم الجيش لدماء عسكرييه؟ |
"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس: اتُخذ القرار.. الخطة وضعت بأقل من 48 ساعة بعد جمع المعلومات وتحليلها. الساعة الصفر قد حُدّدت عند الرابعة فجراً (اليوم). هيبة الجيش خط احمر، ممنوع المس بالعسكريين، الدماء مُقدسة.. لا مكان لنشاطات الارهابيين طالما ان عين الجيش ساهرة. بينما كانت "بربارة" تهم بمغادرة لبنان لم يكن يتوقع العسكريون ان تحل عليهم لعنة عاصفة غدر قامت بها فئة ضالة تأتمر من وكر الظلام القابع في دهاليز الرقة. لم يترك الجيش ليلة الغدر تمر مرور الكرام بدون حساب. أخذ على عاتقه الرد على الجريمة. أهب فروعه. حضر نفسه. اخرج المعلومات من جواريره، وبنتيجة متابعة سريعة ورصد دقيق مضافة على ما تقدم تم حصر الشُبهة بمجموعة من الاشخاص، اثنين منهم من ابناء البلدة، ليتبين بعدها ان الاعتداء قد نفذه اربعة متورطين يشكلون خلية ارهابية، تتراوح اعمارهم بين الـ 19 والـ25عاماً ، اثنين منهم كان بحوزتهما بندقيتين حربيتين من نوع كلاشنكوف لحظة وقوع الاعتداء وآخرين بدون اسلحة يُعتقد انهما كانا بمهمة لوجستية. تقاطعت المعلومات والمتابعات على أن الخلية بِصدد تنفيذ سلسلة أعمال إرهابية كبيرة تستهدف مواقع عسكرية مختلفة، ما سّرع في تحديد ساعة الصفر لتجنيب المؤسسة العسكرية مزيداً من الدماء.
وتحت نظر قائد الجيش وتوجيهاته الحاسمة، تحركت فجر اليوم الثلاثاء، 3 دوريات من مديرية المخابرات في الوقت والمكان عينه، الاولى داهمت منزلاً بداخله اثنين من افراد الشبكة، وهما لبنانيين من البلدة مبايعان لتنظيم داعش، فيما الثانية داهمت منزلاً بداخله ارهابي واحد، هو مطلق النار يُدعى "ا.و" وكذلك الامر بالنسبة للدورية الثالثة. وعلم "ليبانون ديبايت" ان العملية العسكرية لم تستغرق وقتاً طويلاً اذ كانت سريعة وخاطفة ومُحكمة على الرغم من دقتها وخطورتها في آن معاً، لكن سبقتها وتلتها إجراءات أمنية احترازية مشددة نفذتها قوة من اللواء العاشر التابع للجيش اللبناني شملت محيط بلدة بقاعصفرين ومداخلها وبعض النقاط الحساسة في جوارها. وبعد مرور ساعات على العملية الأمنية الجريئة، خيوط بدأت تتكشف، مُظهرةً معطيات ومعلومات لا تقلّ خطورة عما جرى كشفه في ساعات الصباح الاولى عُقب اعترافات الموقوفين، اذ تبين بحسب معلومات "ليبانون ديبايت" المُستقاة من مصدر امني رفيع المستوى واكب العملية لحظة بلحظة، ان اعترافات الخلية المؤلفة من اربعة اشخاص ساهمت في تحديد لائحة أولويات هؤلاء لجهة الأهداف المنوي استهدافها. وبحسب المعلومات، ان المجموعة تلقت الاوامر من الرقة مباشرةً لتنفيذ عملية تستهدف اقرب مركز عسكري رداً وانتقاماً على العمليات المُتتالية التي ينفذها الجيش ضد الارهابيين والخسائر التي أوقعها في صفوفهم. وفي السياق عينه، يكشف مصدر عسكري ان المؤسسة العسكرية ارادت ايصال رسالة واضحة وصريحة من خلال هذه العملية، ان العدو حُدد وبان منطقة الشمال لم ولن تكن يوماً بيئة حاضنة للارهاب على غرار ما حاول البعض التسويق له بهدف ضرب وتشويه سمعة ابناء هذه المنطقة متناسين ان الشمال نفسه قدم شهيداً في الاستهداف الغادر وان عشرات من شبانه ينضوون تحت راية الجيش. ويؤكد المصدر ان الجيش لن يسمح للارهابين بنقل المعركة الى ميدانه في التوقيت الذي يريدونه او حتى استهداف افراده، مشدداً على اصرار المؤسسة العسكرية على حسم هذه المسائل باقصى سرعة ممكنة والدليل الانجاز النوعي الذي سُجل اليوم. ويعيد ويُشدد في حديثه ان الجيش سيستمر في حربه الاستباقية حسب تقديره للموقف حيث ستكون المعركة في اوكارهم وحسب توقيت الجيش وستبقى المُبادرة والعنصر المفاجئ بيده. ويلفت الانظار ايضاً الى ان قيادة الجيش تلقت اكثر من اتصال من ملحق عسكري اجنبي وعربي للاشادة بالسرعة القياسية التي نجح عبرها الجيش من تفكيك خلية بقاعصفرين التي هاجمت مركز اللواء العاشر التابع للجيش وأدت إلى إستشهاد جندي وإصابة آخرين. كذلك أشادت المواقف بالدقة في التخطيط والرصد والتنفيذ والتي اثمرت توقيف جميع المنفذين في ثلاث اماكن بنفس التوقيت لعدم فرار احد. وبطبيعة الحال، هذه الخلية التي القي القبض عليها هي من ضمن شبكة مؤلفة من عدة خلايا عنقودية لا تعرف بعضها البعض او يوجد اتصال مباشر بين افرادها وهي الاستراتيجية التي يعمل عليها تنظيم داعش في الداخل اللبناني. وبعد تفكيك هذه الشبكة، تعمل مديرية المخابرات على ايجاد نِقاط مشتركة يمكن ان تؤدي الى فهم طبيعة تحركات مجموعات داعش في الشمال ومحاولة الحصول على خيوط تؤدي ربما الى تفكيك كافة الخلايا الناشئة. المصدر : جنوبيات |