ليست المرة الأولى التي يعتصم فيها اتحاد النقل البري للمطالبة بإعادة المعاينة المكانيكية الى كنف الدولة اللبنانية، وليست المرة الأولى التي يتم فيها قطع الطرقات امام المواطنين، وليست المرة الأولى التي تحصل فيها "الزعرنات والعنتريات" على المواطنين على الطرقات.
اليوم وكما جرت العادة كل اسبوع او اسبوعين فإتحاد النقل البري يقطع الطرقات للإعتصام والإعتداء على اللبنانيين واحتجازهم في سيارتهم، وكما جرت العادة تقف القوى الامنية تتفرج على اللبنانيين "يتبهدلون" ويذلون على الطرقات لأن لا قرار سياسيا بفتح الطرقات وإستعمال القوة، ولا تقوم بواجباتها بفتح الطرقات أمام المواطنين الذين يستيقظون من ساعات الفجر الأولى للوصول الى عملهم لكسب لقمة عيش لأولادهم.
في كل مرة يمنع إتحاد النقل البري المواطنين من الوصول الى اعمالهم ومن يقود سيارة اجرة او باص لنقل الطلاب او الركاب يتم الاعتداء عليه وتكسير سيارته وباصه وانزال الركاب بالقوة، فهناك اشخاص يريدون كسب 5 آلاف ليرة لشراء ربطة خبز لإطعام عائلتهم وإذا لم يكسبوا المال فعائلاتهم تجوع.
المعتصمون من اشكالهم تعرفونهم وتعرفون انتماءاتهم، ومن رئيسهم تعرفون من يحركهم وما الجدوى من هذا التحرك والغايات من نقل الميكانيك من الشركات الخاصة الى كنف الدولة، ففي كنف الدولة الجميع يعلم ماذا يحصل...
قطع ارزاق المواطنين فهو من قطع الأعناق، كل شيئ مقبول إلا الاعتداء على كرامات المواطنين وإذلالهم في الطرقات لساعات لغايات كانت في البداية محقة وأصبحت اليوم مذلة، فكيف يمكن لدولة ان تقبل ان تقفل المعاينة الميكانيكية وتعطيل مصالح 4 ملايين ونصف مليون لبناني ومليون ونصف مليون سوري، هذا في حال كانت قضية النازحين تهم البعض أكثر؟
اليوم نأمل ان يحمل العهد الجديد تغييرا جديا في كل الميادين وأن تتوقف السياسة عن التحكم بالأجهزة الامنية وتركها تعمل لمساعدة اللبنانيين وليس للتفرج عليهم في الطرقات.
شبان وشابات سلميين رموا حجرا او مفرقعة في وسط بيروت، فأُحرقت الدنيا فوق رؤوسهم ونصبت الـ"كونسيرتينا" اي الاسلاك الشائكة لأمتار وأمتار أمامهم، وبنيت الجدران والاسوار خوفا من وصولهم الى المجلس النيابي او الى القصر الحكومي عندما غمرت النفايات اللبنانيين، فكيف الحال لدى قيام مجموعة صغيرة من سائقي الباصات والشاحنات بتقطيع اوصال البلاد واحتجاز الملايين في سياراتهم؟