الجمعة 7 نيسان 2023 20:12 م

ماذا يحصل عندما تنقطع الكهرباء في بلد غير لبنان؟


* جنوبيات

ضربت عاصفة جليدية عاتية منطقة مدينة مونتريال في كندا وضواحيها، وهي عاصفة لم تشهد المنطقة مثيلًا لها منذ سنوات. الكهرباء انقطعت في أكثر من منطقة، ولمدة ثلاثة أيام. خطوط الانترنت تعطّلت، ومعها خطوط الهواتف الخلوية. الطرقات تحوّلت إلى قطعة جليد. المدارس أقفلت أبوابها وتعطّلت الدروس فيها. حركة المواصلات تأثرّت في شكل أساسي. إشارات السير لم تعد تعمل. 

إنها الفوضى بكل ما للكلمة من معنىً. إنها من علامات غضب الطبيعة، التي يقف الانسان أمامها عاجزًا، على رغم تقدّمه في المجالات التقنية.  
اللبنانيون الذين يسكنون في هذه المناطق تذكّروا أيام البؤس التي عاشوها في لبنان، ولكنهم افتقدوا للمبادرات الفردية. ففي لبنان، كما يقولون، لكل مشكلة حل، حيث أصبح تعبير "على الطريقة اللبنانية" كلامًا مأثورًا. فلا مولدات بديلة عن “كهرباء الدولة”، وبالتأكيد لا أصحابها “يتمقطعون” بالناس. 

وعلى رغم تقصير الحكومة المحلية في المعالجة السريعة، وعلى رغم عدم وجود البدائل الاحتياطية، فإنه سُجّلت مبادرات على المستوى الحكومي لجهة تأمين المساعدات الفورية والسريعة للأشخاص المتضررين من انقطاع الكهرباء، وبالأخص للأشخاص المسنين، والذين يعيشون في مراكز مخصصة لكبار السن، خصوصًا لجهة التأكد من حصولهم على أدويتهم في توقيتها الصحيح، وعدم تعرّضهم للبرد، مع الإشارة إلى أن درجات الحرارة لم تسجّل انخفاضا كبيرًا. 

وعلى رغم التذمّر الذي سُجّل من قبل المواطنين وسكّان هذه المناطق فإن مّن ينظر إلى مصيبة غيره تهون مصيبته. هذا ما يقوله اللبنانيون في مونتريال وفي لافال، وهي المناطق الأكثر اكتظاظًا باللبنانيين. ويضيفون متوجهين إلى المتذمرّين: ماذا كنتم فعلتم لو كنتم تعيشون في لبنان من دون كهرباء، التي كبدّت اللبناني مليارات الدولارات؟ اشكروا ربكّم أنكم تعيشون في بلد محترمة فيه حقوق الانسان. اشكروا ربكم أن لديكم مسؤولين يهتمّون بناسهم. اشكروا ربّكم على نعمة تمتعكم بحرية الاختيار في يوم الانتخاب، لأن في استطاعتكم أن تسقطوا من لم يعمل، وتنجحوا من يعمل لمصلحتكم ومصلحة بلدكم.

المصدر :جنوبيات