الاثنين 10 نيسان 2023 18:09 م |
10 نيسان 1973 - 10 نيسان 2023 |
* جنوبيات
10 نيسان 1973، منذ خمسين عاماً نفّذت قوات الإرهاب الاسرائيلي عملية كوماندوس في بيروت – فردان. سمّيت عملية فردان. قادها إيهودا باراك الذي أصبح لاحقاً رئيس حكومة، وانتهت باغتيال القادة: كمال ناصر، كمال عدوان، وأبو يوسف النجار. ثلاثة من أبرز رموز الثورة الفلسطينية. اختراق كبير للثورة ولبنان في قلب العاصمة بيروت. إنجاز من إنجازات "الموساد" الاسرائيلي. لم تكن عملية الاغتيال الأولى أو الأخيرة. الصراع لا يزال مستمراً ومعظم قادة الشعب الفلسطيني منذ قيام دولة الإغتصاب والإرهاب شهداء أو مصابون في معارك والصراع لا يزال مفتوحاً. لم تتمكن هذه الدولة من كسر إرادة شعب الجبّارين والمرابطين في المقدسات، وعلى كل أرض فلسطين ، بل هي تعاني وتواجــه خطر التفكك والانقســـام والشرذمة وفقدان السيطرة. كلما هربت الى الأمام في اعتداءاتهــا وإرهابها واغتيالاتها الفردية والجماعية ، وكراهيتها، وعنصريتها، وجموح توسّعها، ومحاولات إذلالها أصحاب الأرض الأصليين، وانتهاكها حرمات المقدسات في الأقصى والكنائس والمساجد في كل مكان، كلّما واجهت مزيداً من التمسّك بالحق، وبإرادة الحياة والموت. الاستشـــهاد فـــي فلسطين. تعاني صراع إرادات وإدارات في داخلها، ولا تتمكن من فرض مشروعها. سقطت كل محاولاتها. ها هم الفلسطينيون في الأيام الأخيرة يشدّون الطوق عليها. يحاصرونها بعمليات من غور الأردن – المفاجأة الكبرى لها – الى الأرض المقدسة في القدس، وفي عدد من المدن الأخرى. نعم اسرائيل تنتهك الأقصى، تستهدف المعتكفين والمصلين، وهم يقاومون، وتطاردها عملياتهم النوعية الموجعة ليزيدوا الى الطوق الداخلي طوقاً آخر. في الداخل، انقسامات، صراعات، حديث واضح وصريح وعلني عن خطر الحرب الأهلية . رغم كل ما جرى لم يتوقف الاسرائيليون عن التحرّك ضد حكومة الإرهاب. عشرات الآلاف اسبوعياً يتظاهرون محذرين من خطر العنصرية والتطرف على مستقبل الدولة وعلى السلام في المنطقة، وإرادة الفلسطينيين خلقت معادلات في الداخل والخارج حيث نشهد تحولات ليست لمصلحة اسرائيل، بل هي صادمة لها ولأميركا . و"الموساد" الاسرائيلي متهم بالوثائق الأميركية المسرّبة من البنتاغون والتي تتضمن معلومات عن الحرب في أوكرانيا، وعن الوضع الأوكراني، والقوات الروسية ، وكوريا الجنوبية، وفرنسا، وحلفاء آخرين لقائدة الناتو، وعن اسرائيل، الموساد متّهم بتحريض المتظاهرين في الداخل على تصعيد خطواتهم ضد الحكومة. ثمة بلبلة وإرباك لم نشهد لهما مثيلاً من قبل دون أي مبالغة. وثمة إرادة ثابتة تتظهّر كل يوم في فلسطين وفي العالمين الاسلامي والعربي والعالم كله، فلسطين للفلسطينيين . من حقهم العيش بكرامة وحرية. نعم لدولة فلسطينية مستقلة. في الأيام الماضية سجلت مظاهرات وهتافات في ملاعب كرة قدم عربية ودولية تردّد هذه الشعارات. ومعظم المواقف الدولية تدين ممارسات الإرهاب الاسرائيلي. حتى ردّ قوات الإرهاب على غزة والعمليات التي نفذت كان "هزيلاً" على حد تعبير قادة اسرائيليين إرهابيين أيضاً. رغم كل ما أصاب المنطقة العربية، واختراق عدد من دولها "باتفاقات ابراهام" وتوهّم قادة الإرهاب أنهم باتوا قاب قوسين من التفاهم الكامل مع العرب وتطويق الفلسطينيين وفرض شروطهم عليهم، فالوقائع الميدانية التي نعيشها تؤكد استحالة ذلك أمام إصرار هؤلاء على التمسّك بأرضهم وحقهم وجهادهم ونضالهم وتقديم قادتهم ورموزهم شهداء وتخريجهم أجيالاً من الشباب فاجأت عملياتهم الإرهابيين الاسرائيليين . اسرائيل اليوم في متاهة دون مبالغة. لكن الطريق لا يزال طويلاً ويجب أن يُبنى على مسيرة النضال والتضحية مشروع وطني فلسطيني موحّد يعزّز عناصر المواجهة ويفرض معادلة الحل العادل باقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. المصدر :جنوبيات |