الخميس 8 كانون الأول 2016 14:06 م

فُسحَة مُخصّصة للقَهوة في مار مخايل...هُناك "الإدمان" مُبرّر!


في أحد الشوارِع المُتَفرِّعة من شارِع مار مخايل الرئيسيّ، بِعَجقَتِهِ و"نَزوات" زوّار حاناتِهِ ومَقاهيه ومَطاعمه، يَعيشُ عُشّاق القَهوة الذين لم يَتَمَكّنوا من التَخَلُّص من "سَطوة" السائِل الأسود الشهيّ عليهم، طُقوس هذا الحُب "العَنيف"، في مَكان سَخَر فُسحاته الداخليّة والخارجيّة للإحتفاء بالقَهوة على أنواعِها.
الشابة داليا جفّال وشريكها في هذه "الجَريمة" الرائِعة أندريه فاضل، إفتَتَحا فُسحَة Kalei قبل ما يُقارِب ال3 أشهُر، ومُذذاك والمَنزِل البيروتيّ القَديم الذي إختاراه ليَحضُنَ كُل مَن حَملَ لَقَب "مُتيَم" بالقَهوة، يَستَقبِل، إبتداءً من السابِعة صباحاً، "الرايحين والجايين"، وقد إتَخَذوا الفُسحَة "كاتِمة" أسرارِهم الرَسميّة، والشاهِدة على رُضوخِهم طوعاً، لتأثير السائِل الذي تَصنَعهُ داليا بنَفسها!
تخصّصَت داليا جفّال في تَحميص حُبوب القَهوة "عالأصول" في إحدى جامعات الدانمارك العَريقة، كما أكمَلَت دراساتِها في تَحضير القَهوة على أنواعِها في بريطانيا وإيطاليا.
ولُكل الذين يَعتَقِدون أن القَهوة عِبارة عن "كَم فِنجان بالنهار" ويمكن "عالماشي"، تؤكّد الشابة أن تَحميص الحُبوب وتَحضير القهوة، "مُش قصّة صغيرة"، والمَسألة تَندَرِجُ في إطار العِلم المُتقَن.
تَشرَح داليا لموقع "النهار"، "إذا أراد الشَخص أن يتعلّم بالأسلوب السَليم، سُرعان ما سيُفاجأ بأن العمليّة تَتضمّن عِلم الكيمياء. عمليّة التَحميص بالِغة الدقّة. ومن يَزورنا ويتذوّق قَهوتنا سيَكتَشِف بأن المَذاق لا يَتبدّل من مرّة إلى أخرى لأنني أتّبع الدقّة الشديدة في كل مرّة أدخل فيها غُرفة التَحميص".
آلة التَحميص الكَبيرة الحَجم التي تَتوسّلها داليا للتَحميص نُقِلَت من الدانمارك إلى لبنان ووُضِعَت في غُرفة زُجاجيّة داخِل المَنزل القديم ليُتابِع روّاد Kalei عمليّة التَحميص إذا أرادوا. تُعلِّق داليا، "أقومُ بالتَحميص 3 أو 4 مرّات في الأسبوع وتَستَغرِق العمليّة الواحِدة ما بين 13 و16 دَقيقة". تضيف، "إجمالاً أحمّص خلال ساعات الليل الأولى. وأحياناً أقوم بعمليّة التَحميص الخامِسة صباحاً".
بعض روّاد الفُسحة المُتَخصّصة بالقهوة يُفاجأون عندما يَحتَسون "قَهوة داليا" للمرّة الأولى، "يَهتُفون أن مذاقها يَميل إلى الحَمضيّة (Acidic). وهذا الطَعم المحمّض يَعود إلى عمليّة التَحميص الخَفيفة التي نَعتَمِدُها. هُنا من المُستَحيل أن نَحرق حُبوب القَهوة، على إعتِبار أن المُبالَغة في التَحميص تَزيل نَكهة القهوة الأصليّة".
وكما تُقدِّم الفُسحة البيرة بِطَعم القَهوة، "في الوَقت الحاليّ أحضّر القهوة بمُفردي لكل الزوّار. ولكنني في الحَقيقة لا أحتسي رسميّاَ أكثر من فنجانين يوميّاً".
يَعود إسم Kalei إلى الإحتفال الرسميّ والجدّي بالقهوة، وبِشَكل يوميّ، في أثيوبيا حيث للقهوة طُقوسها وقد تمكّنت من أن تَفوز فوزاً ساحِقاً على الطُقوس الأخرى في البَلد.
القَهوة في أثيوبيا، "شَغلة كبيرة" وحُب القهوة بالنسبة إلى داليا، "شَغلة أكبر"، وتُسافِر الشابة إلى مُختَلَف أنحاء العَالَم بحثاً عن حُبوب القَهوة الخضراء التي تُحمصّها بدقّة تُشبِه إلى حدّ بَعيد طُقوس العاشِق المُبدِع قَبل إقتِحامِهِ "حَلَبة الأحاسيس".
لتُنهي داليا جفّال، "أذهب بحثاً عن حُبوب القَهوة إلى أثيوبيا وكولومبيا وهوندوراس (أميركا الوسطى)، ورواندا والكونغو".
ولأنها هاوية في التصوير الفوتوغرافيّ وشَغوفة في فنّ إلتقاط الّلحظات، غالباً ما توثّق أسفارها بَحثاً عن "الحَبّة المَظبوطة"، في صفحاتها عَبر مواقع التواصل الإجتماعيّ.
والآن، "بزيادة شَرح" وغَوص في التَفاصيل.
إلى فُسحة Kalei حيثُ "الإدمان" مُبرّر!

 

 

 

المصدر :النهار