الجمعة 14 نيسان 2023 12:14 م |
اللواء ابراهيم: لن يقف العالم معنا اذا لم نقف مع انفسنا لنبحث في عمق عن كيفية بناء دولة قوية وعادلة |
* جنوبيات
اشار المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ان "مقاربة ذكرى 13 نيسان المشؤومة استنادا الى رواية بوسطة عين الرمانة تحمل التباسا عند اللبنانيين، واذا كانت الدعوة لاستذكار هذا اليوم مستحقة من مدخل اعتباره يوما للسلم الوطني الا ان نكء الانفجار الوطني في ذلك اليوم لم يسهم في بناء وطن ودولة". وخلال احتفال تكريمي له اقامه المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، لمناسبة "اليوم الوطني للسلم الأهلي في لبنان" أكد اللواء ابراهيم انه "وسط طرح عنوانين رئيسيين في هذا اللقاء كلاهما على صلة وثيقة بلبنان المربك ولا اخفي عنكم سرا ان قلقا راودني للحظات وانا اسمع مقاربتهما كتابيا: يتمثل العنوان الاول بذكرى حرب 13 نيسان التدميرية واعتبارها يوما للسلم الوطني ويتناول العنوان الثاني هوية لبنان العربية، اقف اليوم وسط نخبة من رجال الفكر الذين دافعوا عن الهوية التي اقر نهائيتها اتفاق الطائف معطوفة على نهائية الكيان اللبناني حيث يعيش اللبنانيون كمواطنين متساوين مخلصين بولائهم للوطن وأرست هاتان البنيتان الرئيسيتان السلم الذي لم يزعزعه سوى تحريك بعض المخاوف والحساسيات الطائفية من اجل تغذية هويات متشرذمة تنمو من الانقسام". واعتبر ابراهيم ان "هذا البنيان لا يستوي من خلال مراجعة نقدية وعقل منفتح يستوعب الاختلافات والتنوع. ان التأمل في ذلك اليوم الحزين قد يكون مفيدا في ظل الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة ولعل استعادة هذا الماضي الأليم ضرورية للخروج من المشاريع التي تتنافى مع مصلحة اللبنانيين للعيش بكرامة وامن على ارضهم والانطلاق الى افاق فكرية وسياسة اكثر رحابة في معنى العيش المشترك وضحد الافكار المدمرة لمن يسوق منطق الوطن المقسم والمشرذم"، مشيرا الى انه :"من غير تعميم تعلن بعض المقومات في لبنان بصراحة عن الرغبة بالعيش دون صوامع طائفية متناسية ان التقوقع الطائفي انفجر يوما بذاته ابان أعوام الحرب، وانفجر لبنان في الماضي بسبب ارتباط تناقضاته الداخلية بمصالح الخارج، والمقلق اننا نعيش راهنا لحظة مشابهة اذ فقدت المؤسسات الدستورية دورها نتيجة استدعاء الخارج الذي ما كان صالحا يوما الا بالاستقواء على الشريك في الوطن، وها نحن نشاهد تجربة مماثلة في الظروف والوقائع معتقدين عن وهم اننا سنتلقى نتيجة مختلفة فما من دولة مؤثرة اقليميا ودوليا الا وتتدخل في كل شاردة وواردة وهذه مسؤولية تقع على اللبنانيين جميعا اذ يرتضون استقلالا منقوصا". ولفت الى انه "طالما شكلت مشاريع الغلبة الخارجية احد اسباب الانفجار الداخلي مع كل تغيير في موازين القوى واحجامها والسيئ ان ما يحصل عندنا ان ما يجري في لحظة يتبدل فيها العالم ويتغير نحو آخر مختلف تماما عما كان سائدا منذ تسعينيات القرن الماضي فيما لا يزال الجميع على تصلبهم غير آبهين بأهمية انقاذ البلد سريعا، ولم تكن الحرب المشؤومة لتقع بوجود وحدة وطنية فعلية ولم تكن المآسي لتنسحب على كل لبنان واللبنانيين لولا وجود تناقضات داخلية بلغت حد الصراع على جنس الملائكة فكان ما كان من جنون الحرب التي اعتقد قادتها عن خطأ جسيم ان القتل والقتال هما حالة تغيير بناء ولعلى الحرب استمدت وقودها من الفقر وأحزمة البؤس". وتابع :"ها نحن نعيش مجددا انهيارا اقتصاديا لا قعر مرئيا له حتى الساعة واسبابه عديدة تبدأ بعدم وجود اقتصاد منتج وتنتهي بلا عدالة اجتماعية وما بينهما من ملفات التوظيف السياسي يتطلب المستقبل الآتي رجال دولة يفكرون بأجيال لم تلد بعد لا بحسابات انتخابية ضيقة كما يستوجب عقولا حكيمة ومتزنة تسعى لحوار جدي وليس انتظار ذلك الخارج او ذاك، وهذا يستدعي ايضا وايضا عقولا تسقط اوهام المغامرة ودخول حروب جديدة ولن يقف هذا العالم معنا اكان شرقيا او غربيا اذا لم نقف مع انفسنا لنبحث في عمق عن كيفية بناء دولة قوية وعادلة". المصدر :جنوبيات |