يقول الله تعالى في محكم التّنزيل: "شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان".
شهر رمضان، شهر الرحمة والمغفرة، شهر التعبّد والطّاعة لله، شهر الرّاحة النفسيّة، شهر الكفّ عن فعل المنكرات، شهر المسارعة إلى الخيرات، شهر اليمن والبركات.
شهر رمضان المبارك حيث ليلة قدر فيه خير من ألف شهر.
شهر رمضان حيث الزكاة منهاج خير لمساعدة الفقراء والمساكين.
شهر رمضان حيث تزهو الرّوح في معراج محبّة الله والاستجابة إلى مرضاته.
مهما ذكرنا من مميّزاتٍ لهذا الشهر الفضيل لا نفيه حقّه. فشهر رمضان لا يعني الانقطاع عن الطعام والشراب فحسب، بل هو أيضًا صوم عن محارم الله واتّباع سبيل الحقّ المبين لمرضاة ربّ العالمين.
فالكلام عن هذا الشّهر المبارك لا تحيطه عبارات، ولا تكفيه كلمات، ولا تحدّه حكايات.
وفي بلدنا الحزين المنطوي على القهر والحرمان نقول لبعض السياسيّين والتجّار الفاسدين، وبعض الحثالة المنتفعين: اتّقوا الله في رمضان، فلا تبتغوا الصّوم عن طعامكم وشرابكم، بل صوموا عن فجوركم وفسادكم وشهوة التحكّم في مصير الفقراء. صوموا عن زيادة الأسعار والاحتكار. صوموا عن الشّعع والطّمع، والنرجسيّة والساديّة. خافوا الله في أنفسكم وعيالكم، ودعوا الفقراء يتنفّسون الصّعداء في هذا الشهر المبارك.
فوالله الذي لا إله إلّا هو، إنّ دعوة المظلوم ليس بينها وبين ربّ العالمين حجاب، والله ناصرها ولو بعد حين.
فيا حكّام الأرض بالطول والعرض، ستقفون بين يدي العزيز الجبّار يوم العرض، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم.
وعندئذ، لن تشفع لكم أموالكم ولا أولادكم، وستُحاسبون عن أعمالكم،
فمن يعمل مثقال ذرّة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شرًّا يره.(صدق الله العظيم)
والعاقبة للمتّقين...