الأحد 16 نيسان 2023 15:44 م |
ابو جهاد الوزير.. جيل زرع وجيل يحصد اليوم |
* جنوبيات في كل عام، وامام ذكرى استشهاد القائد الفلسطيني الثوري التاريخي ابي جهاد، خليل الوزير، قبل 35 عاما... كنت اسأل نفسي ما عساني اكتب في الذكرى ما لم اكتبه كل عام منذ اغتيال القائد الكبير في منزله في تونس على يد فرقة كوماندوس بحرية صهيونية وفي احدى اخطر العمليات الارهابية العديدة التي ارتكبها المحتل..
لكن المدد كان يأتي دائما من فلسطين التي يؤكد ابناؤها ،جيلا بعد جيل، انهم بقدر وفائهم لارضهم ومفدساتهم ولتحرير وطنهم هم اوفياء لشهدائهم ورموزهم وقادتهم الكبار.
وحين خرجت دمشق عن بكرة ابيها لتودع باسم فلسطين والامة وأحرار العالم ابا جهاد الى مثواه الاخير في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك ،كانت تعلن عمق ارتباط سورية ،كما كل العرب، بفلسطين وعن استعدادها لتحمّل كل الاكلاف مهما كانت غالية.
وحين نرى اليوم أهل الاقصى والقيامة في القدس وفي فلسطين واكناف فلسطين، يصمدون بوجه عصابات المستوطنين المقتحمين لباحات الاقصى، وحين نرى الصواريخ المنطلقة من غزة الشموخ التي شهدت اول عمليات ابي جهاد الفدائية عام 1954، ومن جنوب لبنان المقاوم الذي قال لي الشهيد ابو جهاد في تونس "ان فكرة استخدام الزيت المغلي من النساء في جبل عامل هي التي اوحت الينا فكرة انتفاضة الحجارة عام 1987 والتي أسست لكل الانتفاضات بعدها، ومن الجولان العربي السوري الذي كان ابو جهاد يقول دوماً، وفي اصعب الظروف التي مرّت بها علاقات "فتح" مع القيادة السورية،
انه ما من مرّة اقتربت سورية وفلسطين من بعضهما البعض الاّ و اقتربا من القدس، وما من مرة باعدتهما الظروف عن بعض الاّ وابتعدا عنها.
واليوم أذكر ما قاله لي مهندس انتفاضة الحجارة والعمليات الفدائية النوعية في "فندق سافوي" في تل ابيب عام 1975 ،وعلى امتداد الساحل الفلسطيني المحتل مع الشهيدة دلال المغربي ومجموعتها الرائعة في بطولاتها عام 1978، وغيرها وغيرها .. وقبل ابام من استشهاده حين دعاني الى عشاء قي منزله في تونس:
نحن زرعنا وستأتي اجيال من بعدنا لتحصد.
وهذا ما نراه اليوم
فبورك من زرع، وبورك من يحصد اليوم.
المصدر :جنوبيات |