اطلق عليها وصف النكبة اسميناه يوم النكبة وكل عام لا بل كل يوم ينزف هذا الجرح الدامي وما زال المشروع الاحتلالي الاقتلاعي التدميري قائم وزاد يوم اخر اطلق عليه تسمية النكسة وبغفلة منا وتآمر اخر تم احتلال كل الارض العربية الفلسطينية وتنامى المشروع الصهيو امريكي بتهويد الارض ومحاولة تكريس مفاهيم وشعارات ثلاث ارتكزت عليهم الرواية الصهيونية المزورة والتي على رغم مرور ثلاثة ارباع قرن من النكبة والغطرسة والاجرام والسيطرة والاحتلال بدات ارهاصات تدمير ذاك المشروع المجنون الغير قابل للاستمرار رغم كل الامكانيات والدعم واشكال الترويع والتدمير والتقسيم والتفتيت.
فأولى المقولات والشعارات
١- ارض بلا شعب لشعب بدون ارض. وبعد عقود تبين وبلا مجال للشك وبلسان عربي ولغة الضاد انها ارض عربية فلسطينة واصبح لدينا اسم جديد نحتفي به كل عام (يوم الارض) وذاك التجمع السكاني الصهيوني يعيش هاجس المعركة الديموغرافية ويبدل قصارى جهوده لاستقدام شذاذ آفاق يغرونهم بارض المن والعسل ورغد العيش حتى لو لم يكون امهاتم من (اليهود) يوم بعد يوم تثبت الوقائع ان لهذه الارض شعب وهم اهلها الاصليون وثبت ان مقولة (ارض بلا شعب لشعب بلا ارض) تزوير وتدليس ولا اساس لها من الصحة ومعظم المجتمع الصهيوني تجميع استعماري استيطاني الهدف منه زرع جسم غريب للتخريب ومنصة للسيطرة على مقدرات المنطقة بتفكير غربي راسمالي امبريالي انكليزي امريكي مدعوم من الحكومات الغربية.
الشعار الثاني
٢- الكبار سيموتون والصغار ينسون وايضا لم ينجح ولم يفلحوا فالرواية الفلسطينية الحقة والمحقة مغروزة في الوجدان والذاكرة الشفوية والمكتوبة وتتجدر يوميا من جيل الى جيل فالمعمر والمعمرة الفلسطينية واينما تواجد وفي حياته وقبل الارتقاء زرعها ويرويها ويزينها بالحقائق فتنتقل زهر وجمر من الاجداد الى الاباء الى الاحفاد ويستمر سفر الرحيل والترحيل بالاعداد والاستعداد بمسار العودة والتحرير.
الشعار الثالث والذي ايضا سقط وفي طريق السقوط الكامل (حدود اسرائيل من الفرات الى النيل) انه حتى الان ما زال علم هذا الكيان اعلاه خط ازرق وادناه خط ازرق ويرمز الى تلك المقولة و لدى اي مراجعة لفكرهم نجد ان معظم منظريهم ومفكريهم وواضعي روايتهم المزورة تقول انها ارضهم ووعد الله لهم وهم الأسياد والاخرين عبيدهم ومكان تدوس اقدامهم هو ملك لهم واذا لم يستطيعوا السيطرة بالسيف فالهيمنة التجارية والاقتصادية والثقافية واستعمالات مشوهة للدين وجاءت تفاهمات (ابراهام). (الجيش الذي لا يقهر) (والعين لا تقاوم المخرز) وكل ذاك الدس الرخيص المدفوع الثمن خدمة لتحبيط العزائم فكانت الارادة والثقه والايمان بالحق والكرامة الوطنية اقوى من ذاك التجييش وانطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة وتجسدت منظمة التحرير الفلسطينية حاملة للمشروع الوطني الفلسطيني ساعية لتحقيق اهداف الشعب العربي الفلسطيني في الحرية والتحرير والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمن ذات السياق الصاعد ويتقدم بثبات وبعد ايام قليلة يحتفل لبنان ومعه كل الاحرار بيوم التحرير الذي تم فيه تحرير معظم الاراضي اللبنانية في ٢٥ ايار عام ٢٠٠٠ وجرجر المحتل نفسه متخليا عن كل اذنابه وعملائه مهزوما مدحورا واسقط مقولة (مكان تطىء اقدامنا ملك لنا) وكان هذا اليوم بداية مشوار دفن المشروع الصهيوني الواهم بالسيطرة والتوسع والاحتلال والاستعمار في ذاك اليوم ايضا اسقط ما عمد الاعلام الغربي وبعض المحلي بالتضليل (الجيش الذي لا يقهر) (والعين لا تقاوم المخرز) وكل ذاك الدس الرخيص خدمه لتحبيط العزائم فكانت الاراده والثقة والايمان بالحق والكرامة الوطنية اقوى من ذاك الجيش.
وبالأمس اسقطت غزة مقولة الردع وواجه فصيل فلسطيني وبحاضنته جيش دولة يعتبر الاقوى في المنطقة
واليوم ولأول مرة منذ ٧٤ عام سيسمع العالم حقيقة الرواية الفلسطينية من على منبر الامم المتحدة داحضا الرواية الصهيونية الكاذبة وفاضحا الانحياز الامريكي والغربي وازدواجية المعايير. نحيي ذكرى النكبة هذا العام ليس فلسطينيا فقط بل في معظم انحاء العالم مسجلين تراكم الانجازات على كافة المستويات العسكرية والامنية والسياسية والدبلوماسية. ويوم بعد يوم تتراجع الرواية الصهيونية وتضمحل حتى التلاشي وصولا الى تجسيد الحق الفلسطيني كاملا غير قابل للتصرف او التقادم ولن تكون (يهودا والسامرة) بل دولة فلسطين وعاصمتها القدس والجولان عربيه ومزارع شبعا والغجر عربية. نحتفي بذكرى النكبة ورغم مسارات الألم والوجع تلك الاضاءات الوهاجة في ذاك النفق المعتم ستنير طريق الحرية والتحرير والاستقلال والعودة بقلم جمال خليل ابو احمد القيادي في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو المكتب السياسي للجبهة مسؤول الساحات العربية.