على عكس الدينامية الملحوظة في اجتماع ولقاءات جدة العربية لم يطرأ في لبنان أي جديد بارز على المشهد السياسي المتصل بأزمة الشغور الرئاسي فيما الاتصالات واللقاءات مستمرة بين أفرقاء المعارضة لتوحيد الرؤية حول اسم مرشح للتنافس في صندوق الاقتراع مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في (موعد الحض) الذي حدده رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اجتمع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عشية سفر ميقاتي الى جدة لترؤس وفد لبنان الى القمة العربية التي عقدت اجتماعا تحضيريا على مستوى وزراء الخارجية في حضور وزير الخارجية عبد الله بو حبيب.
وفي المدار الرئاسي لفت مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الناطق الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري أنه لا يوجد حاليا أي اجتماع حول لبنان في الدوحة.
وخلال إحاطة إعلامية عقدتها وزارة الخارجية القطرية، أوضح أن الدور القطري مستمر في تقريب وجهات النظر، وأن الخارجية القطرية تضطلع بالاتصالات بين الجهات المختلفة، ومستمرة في دورها الإيجابي بالتنسيق مع الجهات الإقليمية والدولية.
أما داخليا” ومن دار الفتوى فقد اكد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل أننا لن نؤمن النصاب لأي جلسة تؤدي الى انتصار حزب الله قائلا :نريد الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لكننا لن نستسلم لأي ضغط يمارس علينا وسنرفض أي مرشح طرف…
وقد لفت رده على سؤال عن التوافق على اسم مرشح يقابلون به المرشح رئيس المردة فرنجية: لفتت إجابته بأن هناك المرشح ميشال معوض. ما يعني أنه حتى الآن ليس من مرشح آخر لأفرقاء المعارضة سوى معوض.
في الغضون السفير السعودي وليد البخاري يستمر في لقاءاته وهو استقبل اليوم الوزير هيكتور الحجار.
في أي حال مسار الاستحقاق الرئاسي سيشهد تزخيما في الحراك الدبلوماسي وكذلك الحركة الداخلية في الفترة الممتدة ما بعد القمة العربية في جدة يوم الجمعة المقبل ثم زيارة البطريرك الراعي لفرنسا في الثالث من حزيران.
تبقى اشارة الى تحذير أورده البنك الدولي من تنامي اقتصاد نقدي بالدولار في لبنان بعدما بات يقدر بحوالى نصف إجمالي الناتج المحلي ويهدد السياسة المالية ويزيد من عمليات التهرب الضريبي وغسل الأموال بحسب البنك الدولي.
عشية توجه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الساعات المقبلة الى المملكة العربية السعودية مترئسا وفد لبنان الى القمة العربية الدورية التي ستعقد في مدينة جدة بعد غد الجمعة زار ميقاتي عين التينة وبحث مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في النقاط التي سيتطرق إليها في القمة.
وقبيل إجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم التقى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بنظيره السوري فيصل المقداد الذي أكد ضرورة عودة اللاجئين السوريين الى سوريا مشيرا الى أن سوريا ترحب بكل أبنائها وقال: “سواء شجعت الدول الغربية عودتهم أو لم تشجعها فأهلا بهم في بلدهم”.
في المقابل أبلغ بو حبيب وزير الخارجية السورية استعداده لزيارة دمشق في أي وقت وانه مرحب بالمقداد في بيروت متى أراد ذلك
هذا في وقت يعلق فيه لبنان كما المنطقة الكثير من الآمال على نتائج القمة العربية للدفع في حل الأزمات ومنها أزمة لبنان في ضوء التداعيات الإيجابية المتلاحقة للاتفاق السعودي الايراني
وفيما يلتئم الشمل العربييستذكر لبنان اليوم محطة من محطات الحفاظ على العروبة عبر اسقاط اتفاق الذل في 17 ايار والعبور بلبنان الى العصر العربي من خلال انتفاضة السادس من شباط عام 1984 بقيادة الرئيس نبيه بري والقوى الوطنية واعادة لبنان إلى دوره الريادي في حمل شعلة المقاومة التي تحولت إلى انتصارات متتالية وصولا إلى دحر العدو الصهيوني.
الرئيس السوري بشار الأسد سيحضر القمة العربية في جدة. الخبر المنتظر أعلنه وزير الخارجية السورية فيصل المقداد على هامش مشاركته في اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية، وهي اجتماعات تمهد للقمة التي تنعقد الجمعة المقبل في جدة. هكذا ثبت بالوجه الديبلوماسي والإستراتيجي أن عنوانا واحدا بارزا سيظلل القمة هو : عودة سوري.
ا. من جهته لبنان سيتمثل برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي سيلقي كلمة ويعقد اجتماعات مع الزعماء العرب. فهل سيجتمع ميقاتي مع الرئيس الأسد؟ حتى الآن لا جواب قاطعا عن السؤال. لكن مصادر حكومية تؤكد أن الإجتماع لن يحصل، إلا اذا كانت سوريا مستعدة للبحث في العمق بعودة النازحين السوريين
رئاسيا، انتظار وترقب. فالقمة قد تحمل جديدا على الصعيد اللبناني، ما يغير بعض قواعد اللعبة في معركة رئاسة الجمهورية. في هذا الوقت يواصل الرئيس نبيه بري في اقفال ابواب مجلس النواب، لان فريق الممانعة لم يؤمن حتى الان الاصوات ال 65 الضرورية لانتخاب سليمان فرنجية .
توازيا، رئيس التيار الوطني الحر لم يحسم موقفه بعد . فجبران باسيل يتجاذبه عاملان: اما ابرام اتفاق مع القوى المعارضة لخوض المعركة الرئاسية باسم موحد، او التوصل الى اتفاق جديد مع حزب الله. فالى متى ستستمر المراوحة الباسيلية؟ وهل باسيل جاد في مد يده الى المعارضة، ام انه يناور بانتظار سقوط ورقة فرنجية نهائيا ، ليعيد وصل ما انقطع مع حزب الله؟.
مع زحمة الاحداث وتقلب الملفات، انقلب المشهد حزنا واصيب الاعلام المقاوم بفقد عزيز.
انه الحاج احمد خنافر – ابو علي – معاون المدير العام لقناة المنار وعضو مجلس ادارتها.
اعلامي منذ الكلمة الاولى الموازية للطلقة الاولى، وصوت المستضعفين منذ اذاعة صوت المستضعفين، على العهد منذ ان سال حبره على صفحات جريدة الثوار، ومسابق للاثير منذ ان نطقت اذاعة النور باسم رب المجاهدين، والى المنار حيث البداية والنهاية، وتاريخ من العمل الصحفي الرصين، اعلاميا ومجاهدا في سبيل الحق والحقيقة. خسرته المجموعة اللبنانية للاعلام، وكل الاعلام الملتزم، وستفتقده بيادر عيناثا وبساتين المجاهدين.
في بساتيننا السياسية حصرم لم ينضج بعد، والرهان على حماوة الاتصالات والمحاولات مع ضيق الوقت والخيارات، لعلها تفرض على المعاندين والمكابرين القراءة الواقعية، والكف عن العنتريات المنبرية والمعارك الدونكيشوتية، والاقتناع بضرورة الاسراع بانتخاب رئيس للبلد الواقف بصمت على حافة المصالحات الاقليمية والتطورات الايجابية.
فمشهد جدة اليوم اعاد عقارب الساعة العربية بالاتجاه الصحيح، وخلط اوراق المراهنين والمقامرين بالخلافات والنزاعات، فعلا صوت سوريا وعلمها في اروقة الجامعة العربية بثوابته القومية عائدا كأنه لم يغب، وغابت احقاد البعض ودفن آخرون مؤمراتهم في تراب المصالحات التي سقتها دماء الشهداء ممن حموا سوريا وعروبتها.
فاستحال لقاء وزراء الخارجية العرب التمهيدي لقمة الجمعة حفل ترحيب بالشقيقة الحاضرة على الدوام سوريا .. ومن وزير خارجيتها فيصل المقداد رسالة للبنانيين الدافنين رؤوسهم في رمال الانكار ان سوريا مفتوحة القلب والابواب لكل اللبنانيين، وانها تنتظر كل رعاياها المسمين نازحين او لاجئين، وهو ما سمعه وزير الخارجية عبد الل بو حبيب خلال لقائه الوزير المقداد على هامش قمة جدة.
وعن القمة كان حديث الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وما سيحمله موقف لبنان من على منبرها.
ومن على منبر التاريخ تذكير ان السابع عشر من ايار عام ثلاثة وثمانين قد مات بكل خياراته واتفاقاته وصهاينته، وان البلد الواقف على اعالي قمم مقاومته ينظر الى اسفل درك للمحتل الغارق في ازماته حتى الاختناق.
ثلاثة عناوين تتصدر المشهد في لبنان اليوم:
العنوان الاول قضائي، يرتبط بما صدر فرنسيا في حق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والتداعيات المفترضة على دور السلطتين القضائية والتنفيذية في التعامل مع الموضوع، علما أن المقاربة السياسية الداخلية للموضوع تراوحت على جري العادة بين الدجل والخجل.
العنوان الثاني رئاسي، في ضوء المعطيات المتوافرة عن تقدم في المفاوضات بين افرقاء المعارضة في ما بينهم، او مع التيار الوطني الحر، علما أن الشرط الأول للنجاح يكمن في التفاهم على عدم استفزاز مكونات لبنانية اساسية، قبل التفاهم على الاشخاص.
اما العنوان الثالث، فعربي وسوري، قبل يومين من القمة العربية، التي تعقد هذه المرة بمشاركة سوريا، التي من المرجح أن يشارك رئيسها بشار الاسد في اعمالها، وفق ما نقلت اوساط صحافية عن وزير خارجيتها اليوم.
هذه العناوين الثلاثة وسواها، تحضر الليلة في مقابلة خاصة عبر الأوتيفي مع الرئيس العماد ميشال عون مباشرة بعد نشرة الاخبار، حيث يحدد فيها جملة من المواقف من التطورات الراهنة على الصعيد المحلي.
هل قمة جدة هي قمة عودة سوريا؟ الرئيس السوري بشار الأسد سيكون في القمة بعد غد الجمعة، ماذا عن المعترضين على هذه العودة ولاسيما قطر والكويت؟ هل سيؤثر هذا الاعتراض على سقف البيان الختامي؟
التقارب السعودي السوري سار بوتيرة سريعة، عبر عنه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بعد لقائه نظيره السعودي فيصل بن فرحان، حيث قال:”لدينا القرار من أعلى القيادتين في سورية والسعودية بأن نسير نحو التقدم، ولا عودة إلى الوراء”. المقداد أكد أن الرئيس الأسد سيحضر القمة.
لبنان سيحضر بوفد على رأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال الذي نسق الموقف اللبناني من خلال لقائه اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الرئيس ميقاتي، وفي حديث إلى صحيفة ” الرياض ” السعودية ينشر غدا، أكد أنه من خلال التواصل مع ولي العهد، “لمست حرصه على أمن لبنان واستقراره، وعلى استمرار الدعم الإنساني الذي تقدمه السعودية للشعب اللبناني. وانني على ثقة أن المملكة كانت وستبقى الشقيق الاكبر للبنان، وتسعى في كل المحافل العربية والدولية للمحافظة على أمنه واستقراره، وسلامته ووحدة أبنائه.”
في سابقة عربية تلتئم قمة جدة بكامل الحضور وبتمثيل كل الدول وبتطبيع عربي عربي لم تشهده اي من القمم السابقة على مر عهود. ومع تسلمها رئاسة القمة فإن المملكة العربية السعودية عبدت الطرق الى جدة ببلسمة الجراح العربية مسبقا واطلاق آلة جرف الخلافات من حول الدول .. فعالجت نيرانا سودانية وفتحت مطاراتها للعبور الآمن للجاليات العربية ورتبت اجتماع القاهرة على مستوى جامعة الدول وسوت تباينات عربية تتعلق بعودة سوريا الى صفها العربي من دون ان تترك آثارا جانبية على دول كانت ممانعة للعودة.
هذا الخط الدبلوماسي للسعودية كان ينسج على وقع اتفاق الصين الاستراتجي مع ايران والذي غير معالم اقليم كان ملتهبا ومخصبا بخطر يفاقم الخلافات ويزنر المنطقة بالاضطرابات. وتحت هذه السقوف تنعقد قمة عربية قوية, بتصنيف عربي ودولي لأن المملكة لم ترتد القفازات الناعمة عربيا قبل ان تشحن قوتها دوليا, فتفتح على التنين الصيني وتنسجم مع الدب الروسي وتربط خيوطها مع وادي الذئاب التركي وبهذا الدور تقف السعودية على القمم. وتقود أمة من رئاستها القمة وهو الدور الذي افتقده العرب طويلا فعاشوا الصراعات بين العروش والانظمة واختبروا العداء بين الحدود تخاصموا وبلغوا خريف العلاقات وجرحهم ربيع كان عربيا قبل ان يطيح ببعضهم ويبقي على اخرين
وفي كل هذه المفاصل كانت فلسطين ضائعة وسط الصراعات ولا يتاح لها ان تحظى باولوية الخبر والحدث فيما وضعت اسرائيل رهاناتها على خلافات الداخل العربي لكننا اليوم وبعد كل هذا المسار امام جمعة العرب .. وجمعة العرب وقياسا على السنوات العجاف التي مرت بها الدول فإن قمة جدة اليوم ستشكل فاتحة لمرحلة جديدة تتجاوز المرحلة الصعبة مزودة بقوة دفع تفاؤلية نحو التوافق العربي.
والمسحة التفاؤلية تأخذ نفسا عميقا بعد قمم عربية كانت ترتطم بواقع مر وتنهي جدول اعمالها سريعا وتكتفي ببيان ختامي نتقبل بعده مراسم العزاء لكن من جد .. وجد عملا عربيا مشتركا يعيد المنطقة الى نقاطها المركزية ليثبت ان في الاتحاد العربي .. قوة. وتنضم سوريا الى هذا الاتحاد الجمعة ممثلة برئيسها بشار الاسد بعد ان لمعت كرسيها اليوم من بين المقاعد العربية وسلط الاعلام الاضواء على وزير خارجيتها فيصل المقداد الذي اعلن عبر الجديد مشاركة الاسد.
والفيصل السوري لاقاه الفصيل السعودي بالترحيب واعلن وزير الخارجية فيصل بن فرحان، أن العالم يمر بتحديات كبيرة تفرض علينا الوحدة لمواجهتها، مشددا على العمل مشترك من أجل رفعة الشعوب العربية.
واللافت ان قطر الدولة التي ابدت في السابق اعتراضها على استعادة المقعد السوري كانت منسجمة مع الاجماع العرب أوضح وزير خارجيتها عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني ، أن بلاده لن تخرج عن هذا الاجماع وأن لكل دولة قرارها السيادي في تطبيع العلاقات الثنائية معها مؤكدا ان الحل للأزمة يجب أن يرضي الشعب السوري وارضاء لكل العرب .. ستكون فلسطين بوصلة القمة والتي ستشكل قضية مركزية كما اعلن وزير خارجيتها رياض المالكي , وبمركزية القدس في جدة .. فإن القضية اليوم بين اياد عربية ضنينة على الارض .. التي لن تتكلم الا العربي.