الخميس 18 أيار 2023 08:12 ص |
د. حسان الحلاق «حارس التاريخ»... وداعاً |
* جنوبيات
شكّل رحيل الدكتور حسّان علي الحلاق، صدمةً كبيرة لكل من عرفه أو سمع عنه.
فخامة الاسم وحدها تكفي... برحيل الدكتور حسان الحلاق، خسرت «بيروت المحروسة»، كما كان يُحب أن يُسميها، وأهلها وناسها، بل وخسر لبنان وفلسطين الوطن العربي، واحداً من أكثر «حرّاس التاريخ» أمانة وصدقاً.
وثّق يوميات «بيروت المحروسة» على أوراق من حبر وعرق وتعب، والكثير من الأمل كي تبقى للأجيال المُقبلة شاهدة على نهضة مُتكررة لمدينة أتعبتها الأزمات والكوارث، لكنها بقيت أبيّة وعصيّة على الانهزام، ومُحافظة بل وحامية للعروبة والاعتدال.
لم يقف دور الدكتور حسان عند تأريخ أصالة بيروت وأهلها، بل تنوّعت كتاباته وتدويناته التي حَمَتْ التاريخ العربي والإسلامي عموماً، من التشويه والتغيير، أو أن يصبح مجرّد وجهة نظر يكتبها مَنْ يسعون إلى تسطير التاريخ وتأطيره وفقاً لأهوائهم ومشيئاتهم.
انكب على الدراسة وتحصيل العلم، فنال دبلومٌ في الدراسات الإسلامية، ثم ماجستير في التاريخ عام 1977، فشهادة الدكتوراه من جامعة الإسكندرية عام 1981، وأصبح عضواً في اتحاد الكتّاب اللبنانيين، وفي عام 2007 حاز جائزة جامعة الإسكندرية التقديرية. ترك إرثاً كبيراً من المُؤلفات، تجاوزت الـ50، في مواضيع تاريخية وإسلامية، تُرجم العديد منها إلى اللغتين الألمانية والإنكليزية، أشهرها: دور اليهود والقوى الدولية في خلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش (1908-1909)، تعريب النقود والدواوين في العصر الأموي، دراسات في تاريخ لبنان المعاصر (1913-1952)، بيروت المحروسة في العهد العثماني، موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية 1978... وسواها الكثير. رحم الله الدكتور حسان الحلاق، وأسكنه فسيح جنانه، بجوار الأخيار والصالحين، وهو الذي ترك إرثاً سيبقى خالداً للتاريخ، وعائلة و5 أبناء، نتوجه إليهم بأسمى آيات التعزية والمُواساة، وإلى كل مُحبيه ومُتابعيه، وطلابه... المصدر :اللواء |