الخميس 18 أيار 2023 08:39 ص |
رؤية المَلِك"! |
* جنوبيات
إنّها حكاية من حكايا جدّتي "طيّب الله ثراها":
يُحكى أنّ ملكًا من الملوك أراد أن يبني جامعًا في مدينته، وأمر بأن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا بغيره من العيّنات، إذ يريد أن يكون هذا المصلّى من ماله فقط بدون مساعدة من أحد. وأخذ يحذّر وينذر من معاونة أحد له في ذلك. وفعلًا تمّ البدء في بناء المسجد ووضع اسمه عليه.
أجابت: أيّها الملك العزيز، أنا امرأة عجوز وفقيرة، وقد سمعتك تنهى عن أن يساعدك أحد في بناء الجامع، فلا يمكنني أن أعصيك أبدًا. عندها قال لها: أستحلفك بالله ماذا صنعتِ كي أرى اسمك منقوشًا على باب المسجد؟ أجابت: والله ما عملت شيئًا قطّ في بنائه إلّا... قال الملك: نعم، إلّا ماذا؟ قالت: مررت ذات يوم بجانب المسجد، فإذا إحدى الدوابّ التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوطة بحبل إلى وتد في الأرض، وبالقرب منها سطل فيه ماء، وكانت تحاول أن تقترب من الماء لتشرب فلا تستطيع بسبب الحبل، وقد بلغ العطش منها مبلغًا شديدًا. عندها قمت وقرّبت دلو الماء منها فشربت حتّى ارتوت، وهذا ما فعلته صدقًا. فقال الملك: عملتِ هذا لوجه الله فتقبّل الله منك، وأنا عملتُ عملي ليُقال مسجد الملك، فلم يُقبل منّي. عندها أمر الملك بأن يكتب اسم المرأة العجوز على باب المسجد.
المصدر :جنوبيات |