الخميس 25 أيار 2023 15:23 م |
مع فقدان الأمان... ظاهرة "التسلّح النسوي" تنتشر من جديد |
* جنوبيات في لبنان المتهالك على وهج اضطرابٍ سياسي - مالي - اجتماعي، صارتْ النساء عرضةً للخطر مع تحوّلهن «أهدافاً» للسرقة والنشل والاعتداء عبر وقائع تضجّ بها التقاريرُ الأمنية على نحو شِبْه يومي. فلبنان الذي غالباً ما كان يفاخر بمكانةِ سيّداته وأَلَقهنّ في بيئةٍ آمنة، يكاد أن يَفقد دورَ الحاضنة مع التقهقر المعيشي والترهّل الأمني وازدياد مَظاهر الجريمة والعنف والتسيّب. ... داخل سياراتهنّ، في الأزقة، خلال ممارسة الرياضة وفي المرائب أو مَداخل المباني، في وضح النهار أو تحت جنح الظلام تتعرّض النساء كـ «أهداف أكثر سهولة من الرجال» للاعتداء والسرقة. آخِر محاولةِ سرقة «ذائعة الصيت» كانت تلك التي تعرّضت لها ملكة جمال لبنان سابقاً كريستينا صوايا داخل سيارتها، ما أصابها بذعر شديد وصدمة كسواها من اللواتي يواجهن «العدوان» عيْنه. وقبل مدةٍ ضجّت بيروت بخبر مفزع عن تَعَرُّض صحافية بريطانية لمحاولة اغتصاب أثناء ممارسة رياضة المشي على الواجهة البحرية للعاصمة (البيال) قبل أن يُلْقي الأمنُ اللبناني القبض على «الجاني» الذي أقرّ بمطاردة النساء. ولأن الخوفَ بات رفيقَهنّ نتيجة الخشية المتزايدة من تعرّضهن للاعتداء، برزت ظاهرةٌ جديدة جرى الحديث عنها أخيراً في الأندية الاجتماعية وعبر وسائل الإعلام، وهي ظاهرة اقتناء النساء مسدّسات صغيرة للدفاع عن النفس. أن تَسحب المرأةُ من حقيبتها مسدّساً تواجه به المعتدي، صورة اعتدنا رؤيتها في الأفلام السينمائية، لكنها قد تتحوّل حقيقةً حين تضطر المرأة للدفاع عن نفسها وتلجأ إلى حالة متطرّفة ليست في الأصل مهيأة لها. صورة بدأت تختبرها بعض نساء لبنان وتنسف كل الصور النمَطية للمرأة وتُدْخِلها في خانة جديدة. أعداد المسدسات الصغيرة من عيار 5 أو 6 ملم المباعة في لبنان في الفترة الأخيرة إلى تزايُد، بحسب مصادر صحافية استناداً إلى مصادر أمنية. وما يفسر هذا التزايد هو إقبال النساء على التزود بمسدس صغير الحجم يمكن أن يتّسع في حقيبة اليد ويمنحهن الشعور بالأمان وإن لم يكن فعالاً في شكل واقعي في حمايتهن من الاعتداءات. وقد صرحت كريستينا صوايا ملكة جمال لبنان لعام 2001 بعد الاعتداء الذي تعرّضت له أنها باتت تفكّر باقتناء مسدس للدفاع عن نفسها رغم إقرارها بصعوبة الأمر، لكن ما هي متأكدة منه أن على النساء أن يتعلّمن كيفية الدفاع عن أنفسهن بطرق مختلفة لأن الاعتداء عملية مؤذية نفسياً ومعنوياً كما جسدياً. فالاعتداءات تتكرر وكانت إحدى الموظفات في السفارة البريطانية قد تعرضت لاعتداء وحشي فيما كانت تمارس رياضة الجري في واجهة بيروت البحرية، وقبْلها وقعت الممثلة نيكول طعمة ضحية عملية سرقة أمام إحدى محال السوبرماركت إذ تقدم رجل يحمل مسدساً نحوها ودخل سيارتها وسرق حقيبتها من دون أن تتمكن هي والناس من حولها من القيام بشيء لردعه. ولكن هل يمكن للمسدس أن يحمي المرأة... أم يمكنه التحول إلى مصدر خطر إضافي على حياتها؟
المصدر :جنوبيات |