ينعى أساتذة إنقاذ الجامعة اللبنانية رئيس الهيئة التنفيذية الأسبق لرابطة الأساتذة المتفرغين د شربل كفوري النقابي الفذ والمناضل الكبير في الدفاع الشرس عن الجامعة اللبنانية وأساتذتها وكرامتهم.
وإذ نعبر عن الأسى والفاجعة الأليمة التي حلت بفراقه، نستذكر خصال الراحل المشرفة كالصدق والأمانة والتفاني والإخلاص.
ونحن أيضا نفتقد قامة قلما نجد لها نظيرا في العمل النقابي الجامعي، كون الراحل لم يساوم السلطة ولم يكن يتلهث وراء المناصب، ولم يهدر كرامة زملائه ولم يركن للوعود الواهية، ولم يرتض لنفسه صفة المرتهن لأحد من أزلام السلطة بل بقي شامخا معطاء لم تردعه التهديدات، ولم تغره الاغراءات.... وكانت النتيجة أن حصدت الجامعة اللبنانية حقوقا أساسية نجدها للاسف تهدر مؤخرا.
وفي هذه الذكرى الأليمة، نستنكر صمت الهيئة التنفيذية الحالية المهين أمام الفاجعة، واكتفائها ببيان أقل ما يقال إنه معيب، ولا سيما أنها أصدرته بعد مطالب ملحة للأساتذة الذين اكتشفوا أنها غائبة كما غابت حين توفي أحد الزملاء بسبب عدم قدرته على تسديد ثمن دواء.
وما يؤسف حقا خلو بيان الهيئة من كلمة حداد ولو لدقيقة واحدة، وكأن رئيس الهيئة الحالي د شربل انطون وجماعته في الهيئة لم يرق لهم ما وصلهم من أنباء حزن واسع عند الأساتذة والاعلاميين وتنديد واضح لسياستهم النقيض لنضال النقابي الراحل... وذلك من خلال:
أولا: إن الراحل د. كفوري مثل أنموذجا لعدم تصديق أهل السلطة، فيما اكتفى د انطوان شربل بتصديق الوعود واللجوء إلى الدبلوماسية المشبوهة، بحيث غدت الصورة التذكارية جل ما يتمناه رجالات الهيئة التنفيذية الحاليون ولا سيما مع وزير الحكومة والكبار!
ثانيا: لم يلجأ د كفوري إلى سياسة تضييع الوقت من خلال جمعيات عمومية قاطعها غالبية الأساتذة نظرا لعدم الثقة بالهيئة،فيما يكتفي د شربل حاليا بجمعيات هزيلة لم يتجاوز الحاضرون بغالبيتها عدد أصابع اليدين لدرجة أن اتصالات مكثفة حصلت مع عدد من المشاركين ليحضروا ويقولوا لا للتحرك ضد السلطة ولا للتوصيات ولا للاضراب ولو ليوم تحذيري.
ثالثا خاض دكتور كفوري إضرابا لم ينته الا بارغام السلطة على منح الأساتذة سلسلتهم، فيما غدا التلويح بالاضراب مع د شربل وجماعته محرما حتى أصبح يعد من الخطايا.
رابعا: كان د كفوري يتحسس وجع زملائه من دون تمثيليات جمعيات عمومية هدفها تضييع الوقت، وكان جريئا بما فيه الكفاية لخوض اشرس المعارك مع السلطة فنجح.
خامسا: لم يقل د كفوري يوما أن معاشي ضيعته على الطرقات والبنزين كما يفعل الرئيس الحالي، بل كان يدفع بصمت وبلا تمنيت أحد من الأساتذة...
سادسا كان الراحل كفوري مثال احترام الأساتذة ولم تغره المناصب، بخلاف من يلهث اليوم وراء رضى زعيمه من دون اصغاء لالم الاستاذ وجوعه...
سابعا: مع الراحل د كفوري عادت كرامتنا كاساتذة، فيما تهدر اليوم لأن الأساتذ يشعر بأنه غير مغطى نقابيا وصحيا وحتى لن يتمكن من العلاج وتعليم أولاده...
ثامنا: جعل د كفوري الاستاذ يتمسك بجامعه لانه كان يشعر بأن رأسه وكرامته مرفوعان، فيما غدا اليوم بفضل هذه الهيئة يخجل من نفسه لدرجة الشعور بالعجز أمام أولاده ونفسه..
تاسعا مع كفوري لم يهاجر اي استاذ بل على العكس، كان كل حامل دكتوراه يترك بلاد الغربة ليتفرغ، فيما تدفع الهيئة الجديدة الأساتذة دفعا نحو الهجرة واليأس وربما الموت.
عاشرا: كان كفوري مع حرية التعبير، فيما الهيئة الجديدة تنزعج من النقد البناء بحيث تصب همها على معرفة منتقديها..
حادي عشر: مع الراحل كفوري كانت هناك هوامش وحواجز مع رئاسة الجامعة وكان يرفض أن تملي رئاسة الجامعة اي شروط... حتى أنها لم تتجرأ اساسا على دفعه إلى فك الإضراب الطويل.
ثاني عشر.. كسب د كفوري ثقة زملائه في حياته وبعد رحيله، حتى من منتقديه، فيما خسرت الهيئة الحالية ورئيسها ثقة غالبية الأساتذة الذين باتوا غير متأملين ومصدقين اي كلمة تتفوه بها الهيئة.
ثالث عشر... كان د كفوري يرفض الاتصالات الحزبية المهددة أو المتمنية أو المساومة على حق زملائه، فيما تتماهى الهيئة الحالية مع السلطة لدرجة أن غالبية الأساتذة يقولون إن وجودها وعدمه سيان.
واخيرا رحم الله الفقيد، وألهم أهله ومحبيه وأهل الجامعة الصبر والسلوان