الثلاثاء 6 حزيران 2023 22:22 م |
مقدمات نشرات الاخبار مساء الثلاثاء 06-06-2023 |
* جنوبيات
سقطت كل السيناريوهات الشعبوية المفتعلة التي روج لها تجمع الأضداد بمجرد أن وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إلى جلسة يكمل معها دزينة من الجلسات لانتخاب رئيس للجمهورية.
الرقم 14 يفرض نفسه على الاجندة اللبنانية . ففي الرابع عشر من حزيران جلسة منتظرة منذ كانون الثاني الفائت لانتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية . وفي الاثناء ، مفاجأة غير متوقعة تمثلت في زيارة الرئيس ميشال عون الى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد . الزيارة ايضا على ارتباط بالرقم 14، اذ انها تأتي بعد اربع عشرة سنة تماما على الزيارة الاولى لميشال عون الى سوريا . تحليلات كثيرة واكبت الزيارة ، وهي ستستمر الى ما بعد انتهائها بكثير ، لكنها على اختلافها تتقاطع عند التطورات الرئاسية . ذاك ان القيادة السورية على علاقة استتراتيجية مع حزب الله ومع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ، المرشح الى الرئاسة …
وللتيار الوطني الحر ، وخصوصا لرئيسه جبران باسيل علاقة متوترة مع الطرفين على خلفية المعركة الرئاسية . فهل الهدف من الزيارة المفاجئة اعادة وصل ما انقطع مع الحزب ، على الصعيد الاستراتيجي ، بعد استكمال العمل التكتيكي المتمثل بحرق الورقة الرئاسية لسليمان فرنجية ؟ فهل سيعلن ترشحه رسميا، ام سيعلن تفضيله عدم خوض المعركة الرئاسية باعتبار انه لم يستطع ان يحقق اي خرق على الصعيد المسيحي ، كما وان حظوظه العملية لم ترتفع لا عربيا ولا دوليا ؟ في الاثناء، البوانتاجات تتواصل وتصب كلها لمصلحة جهاد ازعور. لذلك فان المعلومات الواردة من عند الثنائي ترجح عدم نزول نوابه والنواب الدائرين في فلكه الى ساحة النجمة منعا لانعقاد النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ومنعا لتفوق ازعور في عدد الاصوات التي ينالها مقابل اصوات فرنجية. فهل سيعود حزب الله وحركة امل الى خيار التعطيل؟ وهل التعطيل هو الديمقراطية كما يفهمها فريق الممانعة؟
بين زحمة الارقام الانتخابية وبعثرة الاوراق السياسية، رتب الرئيس ميشال عون ملفاته وتوجه الى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الاسد.. وبكثير من الود والانفتاح كان الكلام الذي استهله الرئيس الاسد بحفظ دور الرئيس عون بصون العلاقات الاخوية بين سوريا ولبنان لما فيه خير البلدين. وعن البلدين المتأثرين ايجابا بالتقارب العربي كان الحديث، مع الايمان بأن استقرار كل منهما له أثره الايجابي على الآخر، فيما رأى الرئيس الاسد ان اللبنانيين قادرون على صنع استقرارهم بالحوار والتوافق، والاهم التمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات، فقوة لبنان باستقراره السياسي والاقتصادي بحسب الرئيس السوري..
وبحسب الواقع اللبناني فان الامور على ضابيتها، لكن الواضح للجميع أن مرشح التحدي لا يمكن ان يفرضه احد على احد، بحسب نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فالحل بالجلوس الى طاولة واحدة بدون تحفظ للنقاش بكل الخيارات، لكن لا يستطيع احد ان يدعونا للحوار بشرط أن لا نطرح اسما او ان لا نناقش فكرة. كما قال الشيخ قاسم. واكثر من ذلك اضاف النائب ابراهيم كنعان من بكركي، بأن اتفاق معراب لم يصمد اكثر من سنة مع انه كان يحمل ورقة سياسية، فكيف بالتقاطعات التي يجب ان تحصن بمشروع ورؤية انقاذية بحسب كنعان، الذي كتب على اوراقه التي اودعها بكركي الكثير .. في الاقليم كثير من الاحداث المزدحمة، من فتاح الايراني الذي بعث رسائل اسرع من الصوت، الى سد خيرسون الذي فجر مرحلة جديدة من الحرب في اوكرانيا.. اما الاوراق الايرانية السعودية فيستكمل ترتيبها، وجديدها اليوم فتح السفارات..
في وقت كان البعض في لبنان منهمكا بعد الاصوات لرسم الصورة الرئاسية في جلسة الرابع عشر من حزيران، رسمت صورة الرئيس العماد ميشال عون في سوريا، خارطة طريق المرحلة المقبلة، المنبثقة من رؤية ثاقبة لمسار الامور منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011، في وقت كان آخرون يراهنون ويفشلون.
عادة يكون التكتم في دمشق والكلام في بيروت، هذه المرة كلام في دمشق: وكلام في بيروت، والمناسبة زيارة الرئيس السابق العماد ميشال عون لسوريا ولقاؤه الرئيس بشار الأسد. خبر اللقاء وزعته نهارا وكالة “سانا”، وفيه نقلت عن الرئيس الأسد قوله: ” إن الأهم التمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات، وأن استقرار لبنان هو لصالح سورية والمنطقة عموما”. وتابع الرئيس الأسد انه كان للعماد عون دور في صون العلاقة الأخوية بين سورية ولبنان لما فيه خير البلدين.
في المقابل ، نقلت سانا عن عون قوله:
وهذا المساء وزع مكتب العماد عون الخبر، فتحدث عن ملف النازحين السوريين، وهذا لم يرد في خبر سانا، ومما جاء فيه:
كرمال عيون الصهر” يشق الجنرال ميشال عون الحدود مسافر زاده جبران, ويتمكن في أربع وعشرين ساعة من زيارة سوريا ومن إلقاء محاضرة في ميرنا الشالوحي بفضائل ومزايا التصويت لجهاد أزعور… فعلى مدى عهد من ست سنوات, تراكم النازحون ولم يبادر الرئيس عون الى زيارة سوريا, تكدس الزرع وأغلقت المعابر ولم يتحرك عن كرسيه الرئاسية نحو دمشق, كانت الحدود مشرعة للتهريب في الاتجاهين ولم يطرق أبواب الشام… واليوم، فإن الحاجة إلى انقاذ باسيل هي ام الاختراع لكن الرئاسة السورية وتاريخيا.. لا تقرب ملفا يفتي به حزب الله وكل من راجعها عبر العهود في قضية تتصل بالحزب تحيله الى الحزب وهذا لا يعني عدم تدخلها سابقا في كل شاردة وواردة لبنانية، ولكنها “لا تفتي ومالك في المدينة” وعلى هذا التقدير فإن الزيارة الى سوريا قد تنجح في تسويق التفاح… لكنها تخفق في المقاربة الرئاسية التي تطال صديق سوريا سليمان فرنجية. وأمام عون قال الرئيس بشار الأسد إن اللبنانيين قادرون على صنع الاستقرار بالحوار والتوافق والتمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات، معتبرا أن هذا الاستقرار هو لصالح سوريا والمنطقة عموما ولا يمكن للبلدين النظر لتحدياتهما بشكل منفصل عن بعضهما البعض… واستبق عون زيارته دمشق بترؤسه اجتماع المجلس السياسي للتيار الذي أصدر “فرمان” التصويت لأزعور حتما وأكد على وجوب أن يصوت نواب التيار له في الجلسة الإنتخابية و”الحتمية” الواردة في البيان جاءت تبريرا لرفض وصول المرشح المفروض الذي لا يؤمل منه إصلاح أو تغيير المنظومة المتحكمة بالبلاد بحسب ما جاء في نص المجلس السياسي. وقد ترافع الجنرال ميشال عون أمام النواب مقدما “أطروحة” في المعركة المفتوحة مع الفساد، معتبرا أن الخطر القائم يكمن في أن تعيد المنظومة إنتاج ذاتها وتجهض كل محاولة إصلاحية على اعتبار أن الرئيس عون وصل حديثا من منفاه الباريسي ولم يحكم ست سنوات.. ولم يكن شاهدا قبل ذلك على عهد منظومة تخرج منها مرشح تتلمذ على أيدي الرئيس فؤاد السنيورة وعون الذي يلاحق الفساد والتدقيق الجنائي هو نفسه كان شاهدا على فريق تدقيق “خرج ولم يعد” وعلى الأرجح نجا من “جهنم” لكنه كان قد تسلم أموالا لم يدقق في وجهتها… ومرافعة عون عن الفساد وحتمية التصويت لأزعور لم يلتحق بها نواب معارضون ولم يكن شاهدا عليها أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان الذي وجد أن مكانه في الصرح “واضعا نفسه بتصرف البطريرك الراعي للوصول الى انتاج رئيس جمهورية حيث لا توازنات تعطل بعضها… وعكست أجواء ما بعد الإجتماع أن الراعي فوق الاصطفافات وهو “بي الكل” ويرحب بالتلاقي لكن مع إحداث خرق بالاصطفافات الحادة والتوازنات السلبية. وعليه، فإن المسعى ما بعد الرابع عشر من حزيران هو من خلال حوار إنقاذي لا يستثني احدا وهو ما بدأته الكنيسة وتستكمله لاحقا والاصطفافات بدورها تستكمل مساعيها عدا ورقما وفرزا وسط ترقب موقف الثنائي من الجلسة الموعودة… وحيالها قال النائب حسن فضل الله: لدينا مروحة من الخيارات الدستورية وأي خيار سنلجأ إليه في الجلسة المقبلة أو غيرها من الجلسات، متوفر له العدد النيابي الكافي. وأضاف فضل الله: خيارنا لن يوفر لأولئك الذين يريدون فرض رئيس مواجهة وتحدي أن يحصلوا على ما يريدون وفي المقابل تستمر الحسبة لدى نواب المعارضة والتغييرين اذ احصى النائب وضاح الصادق عبر الجديد أصوات النواب التي ستصب لصالح أزعور كاشفا أن عدد الأصوات سيفوق ال65 اما الصوت التفضيلي للثنائي فسيعلن من اهدن في الحادي عشر من الجاري حيث يتحدث رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في الرئاسة من قلب الجرح العائلي ومن مناسبة خطفت عائلته قبل خمس واربعين سنة. المصدر :وكالات |