على طريقة «بين حانا ومانا طارت الحالة»، تتعامل الحكومة العلية ووزراؤها الأشاوس، في قضية جوهرية ومهمة، مثل مشاركة لبنان في «أكسبو قطر» الذي يفتتح أبوابه في الثاني من تشرين الأول القادم.
الخلاف بين وزيري الاقتصاد والزراعة من جهة، ووزير السياحة من جهة ثانية، حول من صاحب الأحقية بين الوزراء الثلاثة في تقرير وتلزيم بناء قاعة الجناح اللبناني وتجهيزه، الأمر الذي عطّل إجراءات إطلاق ورشة العمل في المساحة المخصصة للبنان، ويهدد بإلغاء مشاركة لبنان في هذه التظاهرة العالمية، في بلد عربي شقيق، ووقوع فضيحة جديدة لشلة الحكم المتهالكة.
لقد وصلت الكيدية الشخصية بين «فرسان الحكومة الثلاثة» إلى حد ضرب مصالح البلد، وسمعته الصناعية والزراعية والسياحية، وحتى الحضارية، بسبب خلافاتهم التي من المفترض أن يحسمها رئيس الحكومة، للإسراع في إستدراك التأخير والعرقلات الحاصلة في إنطلاق ورشة البناء، تفادياً لحصول أي تأخير يؤدي إلى تضييع إمكانية إستفادة لبنان من هذا المعرض الدولي، وبالتالي هدر المزيد من الفرص في بلد السلطة الفاشلة، والتي أوصلت العباد والبلاد إلى الفقر المدقع.
والأنكى من كل ذلك، أن الهيئات الإقتصادية وجمعيات الصناعيين والمزارعين والروابط السياحية، لم ترفع الصوت عالياً لوقف هذه المهزلة التي تُكرس حالة العجز التي وصلت إليها الدولة في حماية المصالح الحيوية، والدفاع عن مكانة لبنان ومصداقيته في المحافل الدولية.
والمفارقة أن هذه «المعارك الدونكيشوتية» الأنانية والمصلحية بين «الفرسان الثلاثة»، تحتدم في الفضاء الإعلامي ، بكل صفاقة، في وقت إشتدت فيه المنافسات بين عدد من الدول الأعضاء، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، للفوز بتنظيم أكسبو ٢٠٣٠، حيث حرص ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على الحضور شخصياً، إلى مقر منظمة الأكسبو في باريس، للإشراف على إدارة السباق مع الدول الأخرى، تأكيداً على الأهمية التي توليها المملكة للفوز بأكسبو ٢٠٣٠.
الأمير الشاب يقود بلاده من نجاح إلى نجاح على طريق الحداثة والتنمية والتطوير ضمن رؤية ٢٠٣٠ الإستراتيجية، وأهل السلطة في لبنان يُمعنون في صراعاتهم الشخصية، ويتخبطون في مهاوي الفشل والعجز، وعن آلام ومعاناة شعبهم لاهون.