قدم الإعلامي هيثم سليم زعيتر كتابه "فرسان فلسطين" إلى والد الشهيد محمد الدرة، جمال، الذي وصل إلى لبنان قادماً من قطاع غزة.
ويوثق الكتاب في أحد فصوله مسيرة الشهيد محمد الدرة، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مرأى العالم أجمع في بداية "انتفاضة الأقصى" بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2000، حيث تحول محاولات الوالد الذود بيده وجسده عن وصول الرصاصات إلى ولده الذي استشهد وهو في حضنه.
ووضع مقدمة الكتاب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وهو يقع في 524 صفحة من القطع الوسط، ويحتوي على 5 أبواب تتضمن توثيقاً لحقبة هامة للنضالات من أجل القضية الفلسطينية.
رسالة مفتوحة إلى المتقاتلين في مخيم عين الحلوة، جاء فيها: "أنا جمال الدرّة والد شهيدكم وشهيد فلسطين وشهيد الطفولة الفلسطينية محمد الدرّة.
أتوجه بإسم عائلتي بندائي هذا واستحلفكم بدم محمد الدرّة وإيمان حجو وفارس عودة وسارة ومحمد أبو خضير وكل الشهداء أن تتوقفوا عن قتل بعضكم وأن لا يكون السلاح لغة لحواركم الدموي ولا تدعو 80 ألف فلسطيني يعيشون تحت رحمة من لا رحمة في قلوبهم.
أخاطبكم بقلب مجروح، أن تعملوا جميعاً على وضع حد للعابثين بأرواح الناس والمستخفين بحياتهم.
أناشدكم بإسم الله والوطن والإنسانية أن تكونوا ساتراً لحماية أهلكم في المخيم لا أن تكونوا عبئاً ثقيلاً عليه.
إخوتي وأحبائي: يجب أن تعلموا بأن في كل جولة دموية يعيشها مخيم عين الحلوة "مخيم ناجي العلي" مخيم الشهداء، نشاهد العدو الصهيوني يتراقص فرحاً على دمائنا وأشلائنا، كيف لنا يا أحبائي أن تكون بوصلتنا فلسطين وفي الوقت ذاته نقتل بعضنا ونزهق أرواح بعضنا ونبث الرعب والخوف في قلوب أولادنا.
لقد شاهدت بعيني مشهداً مؤلماً لا يقل إيلاماً عن مشاهد الرعب والموت في حروبنا مع العدو الصهيوني عندما كانوا طلاب عين الحلوة من المدارس مذعورين يبحثون عن أماكن آمنة خوفاً أن تطالهم رصاصاتكم التي من المفترض أن يتم توجيهها إلى العدو الصهيوني والى كل المأجورين .
إخوتي الأحبة: تعقلوا ولا تسمحوا لنواة الشر أن يوقعوا بكم ويجعلونكم منبوذين وسط أهلكم وشعبكم.
أن ممارساتكم الغير مسؤولة باستخدام السلاح بديلاً عن استخدام لغة العقل يجعل من مخيمكم "بؤرة أمنية" وهذا ما يسعى إليه الكثيرين من المتربصين شراً بنضال الشعب الفلسطيني وتساعدونهم على التعاطي مع مخيماتنا فقط من زاوية أمنية ويكرّس مشروعهم الدنيء بإبقاء الشعب الفلسطيني محروماً من الحياة الطبيعية التي هي حق مكتسب له كما كل شعوب الأرض .
إنني بإسمي وبإسم عائلتي وبإسم روح ولدي محمد الدرة أن ترحموا شعبكم وأهلكم وان لا تسمحوا لأنفسكم أن تكونوا معبراً لتمرير مشاريع تلحق الضرر بأهلكم.
كونوا سنداً لأهلكم ولا تكونوا عبئاً عليه.
أخوكم جمال الدرّة"