الخميس 22 حزيران 2023 18:49 م

ثانوية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا تحتفل بتخريج الدفعة 87 لطلاب المرحلة الثانوية 2023 برعاية وزير التربية


* جنوبيات

برعاية وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحلبي ممثلاً بالمدير العام للتربية عماد الأشقر، إحتفلت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا بتخريج الدفعة 87 بطلاب المرحلة الثانوية 2023 في ثانوية المقاصد بصيدا  والبالغ عددهم نحو 100 طالب وطالبة، وذلك بحضور النواب علي عسيران وميشال موسى وأسامة سعد وعبدالرحمن البزري، ومفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، السيد محمد زيدان، وممثل السيدة بهية الحريري الدكتور أسامة أرناؤوط، ونائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان ورئيس مكتبها في صيدا الدكتور بسام حمود، ممثل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبوالعردات، منسق تيار المستقبل في صيدا والجنوب مازن حشيشو، ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، والسفير عبدالمولى الصلح وشخصيات تربوية وجامعية وأعضاء المجلس الإداري في جمعية المقاصد والهيئة الإدارية والتعليمية في مدارس المقاصد في صيدا وجمع كبير من أهالي الطلاب.
وكان في إستقبال الحضور رئيس الجمعية محمد فايز البزري وأعضاء المجلس الإداري في الجمعية ومديرة الثانوية رفاه الصباغ.


الإفتتاح

إفتتح الإحتفال بدخول موكب الخريجين والخريجات ثم آيات من القرآن الكريم رتلها الطالب عمر أسامة بشير، ثم النشيد الوطني اللبناني فنشيد المقاصد، ثم ترحيب من عريفة الحفل السيدة سحر عنتر.

كلمة مديرة الثانوية رفاه الصباغ

ثم كلمة مديرة الثانوية رفاه الصباغ فقالت: معالي وزير التربية والتعليم العالي القاضي الدكتور عبّاس الحلبي ممثلاً بمدير عام وزارة التربية عماد الأشقر، أصحاب السماحة والسعادة والسيادة، رئيس المجلس الإداري في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا محمد فايز البزري، السادة أعضاء المجلسين التربوي والإداري ، رئيس وأعضاء لجنة الأهل، زملائي وزميلاتي مدراء المدارس، مدراء الأقسام في الجمعية، زملائي وزميلاتي في الهيئتين التعليمية والإدارية في الثانوية ، الأهل الكرام، أحبائي المتعلمين، أيها الحفل الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلاً وسهلاً في بيتكم المقاصدي.
نلتقي بكم ومعكم اليوم لنسعدَ بلحظاتِ النجاح، لحظاتٍ  تُشرِقُ معها ملامِحُ السعادة في قلوبِنا بتخريجِ دُفعةٍ من شبابِ وشاباتِ ثانويةِ المقاصد، فالسعادةُ والنجاحُ صنوان متلازمان، فمتى وُجدَ النجاح تتحققُ السعادة.
إن حفلَ التخرجِ لمناسبةٌ تُزيدُنا كل عام التزاماً باستثمار الإنسان أملاً بمستقبل مشرق للبنان ولهذا العالم.
أيُها السيدات والسادة دعوني أتوقف اليوم في هذه المناسبة، أمامكم وأمام المتخرجين المقاصديين الذين يتأهلون للانتقال إلى مرحلة تربوية مغايرة لأحدثكم عن تحدياتها وأنماطها لا سيما أننا نحيا في عالم يتغير بسرعة رهيبة.
لقد وُصِف القرن التاسع عشر بعصرِ الخمولِ، على الرغمِ من الثورةِ الصناعية الثانية التي صاحبته وكان عنوانها المحركات البخارية، ووُصِف القرن العشرين  بأنه عصر العصور في حوادثه، و اكتشافاته واختراعاته، وما صاحبه من ثورةٍ صناعيةٍ ثالثة بدأت في ستينيات القرن العشرين والتي عرفت بالثورة الرقمية وما رافقها من انجازات علمية وتكنولوجية وتحديات ومشاكل عالمية سياسية، اقتصادية، اجتماعية وبيئية.
أجل، لم نتجاوز حتى يومنا هذا الربع الأول من القرنِ الحادي والعشرين وهاقد بدأت ملامحُ الثورةِ الصناعية الرابعة تَظهرُ في العالم، وهي ثورة تختلف عما سبقها من ثورات في سرعتها وعمق تأثيرها، ودرجة تعقيداتها وارتباطها بمختلف جوانب الحياة الإنسانية. ويقود هذه الثورة الصناعية الرابعة تكنولوجيا جامحة تقوم على عدد من البرامج والتطبيقات في الذكاء الاصطناعي والروبوتات والنانوتكنولوجي والتكنولوجيا الحيوية وغيرها من المحركات  والبرامج الالكترونية التفاعلية.
إن نظامَ التعليمِ الذي نشأَ في أحضانِ الثوراتِ الثلاث شَهِدَ تغيُراتٍ جذريةً في العديدِ من البلدان ليصبحَ أكثرَ استجابةً للمتسجداتِ المعرفيةِ والتكنولوجية التي تفرضُها الثورةُ الصناعيةُ القادمة في تحديدِ أسواقِ العملِ ومتطلباتِها، وعملت بلدانٌ عدةُ على صياغةِ مناهجَ جديدةٍ لتصبحَ أكثرَ اسهاما في اكسابِ المتعلمينَ الكفاياتِ والمهاراتِ لتحقيقِ أهدافِهم في تنميةِ بلدانِهم وشعوبِهم وأهدافِ التنميةِ المستدامةِ الاقتصادية والاجتماعية من جهةٍ واللحاق بركاب التطور التكنولوجي الهائل من جهة ثانية.
معالي الوزير ، أما آنَ الأوانُ لصياغةِ مناهجَ تُكسِبُ المتعلمينَ كفاياتٍ تِقنيةً ومهنيةً ومهاراتٍ خاصةً تمكنُهُم من التفاعلِ مع التكنولوجياتِ الحديثة ؟
لقد حاولنَا في ثانويةِ المقاصد منذُ العام ألفين وخمسة عشر (2015)  صياغةَ مناهجَ تتماشى مع التقدمِ التكنولوجيِ وتتواءمُ في الوقتِ عينهِ مع متطلباتِ الشهادةِ الرسميةِ في لبنان. وبدأنا فعليا في تعديل استراتيجيات تعلم وتعليم قائمة على تحضير المتعلم لمواجهة تحديات الحياة في القرن الحادي والعشرين، استراتيجيات تعلم تثير عملية التفكير العلمي والنقدي عند المتعلم وتنمي الابتكار والمشاركة في صنع المعلومات وتحليلها. كما عملنا على  طرائق تعليم تُساعد المتعلم على وعي القضايا المحلية والعالمية والاندماج الكلي في عملية التعلّم لتُفتح أمامه كل السبل ومن أجل أن يبقى متعلماً مدى الحياة.
لكنَّ سرعةَ التقدمِ التكنولوجيِ من جهةٍ وسنتين منَ التعلّمِ عبر الأنترنت أفقدَت متعلمينا روحَ التواصلِ الفعّال، سنتين فقط نتجَ عنهما فاقدٌ تعلميٌ أو فجوةٌ تعلميةٌ عندَ بعضِ المتعلمين خاصةً الذين يشكلونَ جيلاً لايشبهُ الأجيالَ السابقة، جيلٌ  دُعيَ  بالجيل الرقميِ  Z والذي أدمن على الألعابِ الالكترونية واكتسبَ لغةَ التشات التي قضت على اللغاتِ العربيةِ والانكليزيةِ والفرنسيةِ وغيرِها من لغاتِ العالم.
وبالرغم من ذلك فإن علماء النفس وعلماء الاجتماع يتوقعون أن الجيل الرقمي  الحالي أي  جيل ألفا سيتخطى ما نعتبره اليوم إدمانا للتكنولوجيا، وسيطور استخدامها لصالحه وصالح الاقتصاد المعرفي.
لقد ترددنا كثيرا كفريق قيادي في الثانوية فكرة تبني الذكاء الاصطناعي كعنوان لحفل التخرج والسبب أن دول العالم اختلفت في تبنيه أو عدم تبنيه معللة إيجابياته وتحدياته التي قد تؤخر عملية اطلاقه في التعليم،  لكننا اقتنعنا جميعا أن جيل المتعلمين  الحالي لن ينتظر منا السماح أو عدم السماح باستخدام تطبيقاته وبرامجه، وارتيأنا أن ندعو إلى استثمار تقنيات ثورة التكنولوجيا والمعلوماتية واستخدامها بصورة إيجابية فعّالة بشكل تعين المتعلمين على التحليل والابتكار والتحدي وتوسيع ثقافتهم العلمية والمعلوماتية مع تشجيعهم على احترام الملكية الفكرية والتيقظ من انحراف مسار استخدام تلك التطبيقات.
نعم، نتطلع في ثانوية المقاصد لجعلها من المدارس الذكية، من دون المسّ بقيمنا الإسلامية والمقاصدية والأخلاقية والإنسانية التي تُشجع على تقبل الآخر والاحترام المتبادل والعيش المشترك والتبني الكامل لرسالة المقاصد ورؤيتها في بناء المواطنية والوطن.  
 حضرة مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي سأترك لحضرتك التحدث عن هموم المناهج الجديدة وكيفية الإسراع بإطلاقها قبل أن تلطُمنا الثوراتَ الصناعية الواحدة تلو الأخرى ونحن ما زلنا نعلّم محتوى المناهج القديمة.
متعلمينا الأعزاء دُفعة السبعة والثمانين في حفل التخرج المقاصدي الثامن والسبعين، في حياة كل منا أيام مشهودة تبقى في الذاكرة لا يمحوها الزمن، ويأتي يوم التخرج الأسعد بين تلك الأيام، لتبقى ذكراه مصاحبة لرحلة الحياة، ونقطة انطلاق نحو آفاقها الرحبة وآمالها العريضة. لقد زودتكم المقاصد بأسمى القيم والأخلاق الحميدة والمعرفة والمهارات، انطلقوا إلى الكليات والجامعات التي اخترتم الدراسة فيها وحققوا أحلامكم.
 وفقكم الله في اختياركم للتخصصات التي أردتموها، ولا تنسوا ما قدمته لكم ثانوية المقاصد من دعم ومساندة وما بذله أساتذتكم من جهود حتى وصلتم الآن إلى نهاية مرحلة لن نقول بها وداعا لكم بل نقول نحن بانتظاركم دائما لتكملوا مسيرة المقاصد ورسالتها. عودوا إلى المؤسسة لأن المقاصد تستحق الدعم من أبنائها أولاً ومن مجتمعها الصيداوي ثانياً.
أهالي متعلمينا الكرام أؤكد لكم أن سعادتنا واحدة لاتتجزأ في يوم فرح أبنائكم ويوم تتويج لمسيرتهم المدرسية. مبارك لكم ولأبنائكم النجاح، لقد كنتم خير شركاء لنا في رعاية عهدة غالية عليكم وعلينا وقطعتم معنا شوطا كبيرا في دعم مسيرة تعلم لاتتوقف إلى أن تتوقف الحياة.
وأخيرا كل الشكر الصادق والتقدير  العظيم للزملاء والزميلات في الهيئتين التعليمية والإدارية على التعاون الجادّ، في تعزيز المسيرة التربوية المقاصدية مقدمين لمتعلمي الثانوية في كافة الصفوف والمراحل خبراتكم وعلومكم وعنايتكم ومحبتكم رغم  الظروف الاجتماعية الضاغطة والاقتصادية القاسية التي ألمت بنا وبأسرنا  كما طالت سائر زملائكم وزميلاتكم في التعليم الخاص كما الرسمي.
كما أتقدم  بالشكر الجزيل لرئيس وأعضاء المجلسين  الإداري والتربوي لجمعية المقاصد لدعمهم اللامحدود وحرصهم التام  في دعم  مسيرتنا التربوية والتعليمية وتحقيق رسالة المقاصد ورؤيتها ريادة وتميزاً.
أعان الله هذا الوطن على تخطي الصعاب وألهم مسؤوليه على تبني الخطط التربوية التي تساهم في بناء الوطن والمواطن.
عاشت المقاصد وعاشت صيداء وكل عام والجميع بألف خير.

ثم كانت كلمة الخريجين ألقاها باللغة العربية الطالب محمد أبوالخير والطالبة هدى توتنتجي، ثم باللغة الإنكليزية ألقاها الطالب علي إبراهيم والطالبة أسيل شحرور كلمة رئيس الجمعية محمد فايز البزري
ثم ألقى رئيس الجمعية محمد فايز البزري كلمته فقال:
معالي وزير التربية والتعليم العالي القاضي الدكتور عبَاس الحلبي
ممثلاً بسعادة مدير عام وزارة التربية عماد الأشقر
 أصحاب السماحة والسعادة والسيادة والسادة
أهالي طلابنا الخريجين الأعزاء.
أيها الحفل الكريم
أهلاً بكم في هذا الصرح التربوي العريق. هذا الصرح الأم لجمعية المقاصد الإسلامية في صيدا، لنحتفل معاً بتخريج الدفعة الثامنة والسبعين من أبناء وبنات ثانوية المقاصد، ولتنضم هذه الباقة الجديدة إلى أسرة خريجيها، منطلقة إلى الحياة الأرحب متسلحة بمبادئ التربية والعلوم، وبقيم الجمعية التي غرستها في نفوسهم، قيم الاعتدال، والتسامح والمحبة. ولتنطلق كذلك إلى مرحلة متقدمة في المعرفة والثقافة وشق طريقها نحو المستقبل.
معالي الوزير
نرحب بك راعياً لحفلنا هذا، والذي يعبر ويؤكد لنا نحن أبناء المقاصد في صيدا عن دعمكم ووقوفكم إلى جانب هذه المؤسسة التربوية والوطنية العريقة.
نرحب بك، ونحن نعلم حجم الوضع المأساوي الذي يمرّ به الوطن، وانعكاسه السلبي على جميع مؤسساته وخاصة التربوية منها. واننا نتابع جهودكم المضنية في إدارة الملف التربوي، رغم الصعاب والتحديات، وإننا على ثقة بحكمة معاليكم في قيادة سفينة التربية إلى برّ الأمان، مهما علت الأمواج واشتدت. وإننا كمجلس إداري لجمعية المقاصد، نشد على أيديكم، ونؤمن معكم أن التعليم حق للجميع، وهذه رسالتنا، ونسعى اليوم للموازنة بين مطالب المعلمين والموظفين، وأوضاع الأهالي، لنؤمن استمرارية عمل المدارس وحسن انتظامها، وجودة التعليم فيها. كما نراعي وفق المستطاع الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة. فكان الله في عونك ... وعوننا.
ولكننا وبإيمان لا يتزعزع، وتوكل على الله عزّ وجلّ، وثقة بالنفس كبيرة، ورؤية عملية وعلمية في إدارة الأمور، وبالتعاون مع كل الخيريين، أفراداً ومؤسسات سنتخطى العقبات ونتغلب على الظروف الصعبة، باذن الله.
وبهذه المناسبة يسعدني أن أعلن عن فتح جسور التواصل بين جمعيات مقاصد صيدا وبيروت والنبطية لبحث سبل التعاون بيننا في المجالات التربوية والمهنية والتدريب، وحيث اتفق على تأليف لجان مشتركة لوضع أسس هذا التعاون إن شاء الله.
طلابنا الخريجين الأعزاء،
إليكم أتوجه بالقول،
هنيئاً لكم نجاحكم، بعد أن  بذلتم الجهد والتصميم الصادق، لتحقيق ذلك النجاح، فحافظوا على خطواتكم الناجحة، وتابعوا التحصيل مااستطعتم من العلوم والثقافة والمعرفة، وتذكروا جيداً أنه من لم يحتمل قساوة التعليم ساعة... بقي في ذلّ الجهل أبداً...
واعلموا أنكم كنتم بحاجة إلى المقاصد على مدى السنين السابقة، وستكون المقاصد بحاجة إليكم دائماً في السنين اللاحقة، فلا تنسوها.
وفقكم الله وسدد خطاكم بكل خطوة تخطّوها مستقبلاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم ألقى ممثل الوزير الحلبي مدير عام وزارة التربية الأستاذ عماد الأشقر كلمته فقال:
أصحاب المعالي والسعادة والسيادة،
حضرة رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا الأستاذ فايز البزري،
التلامذة المكرمون الأحباء،
التربويون والأهالي الكرام،
أيها الحضور الكريم ،
شرفني معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي ، فكلفني تمثيله في هذا الإحتفال التربوي الجميل ، كما كلفني أن انقل إليكم تحياته ومباركته للمتخرجين الجدد متمنيا لهم جميعا النجاح في اختيار طريق المستقبل الذي يليق بكل منهم ، وقد اعتذر معالي الوزير عن عدم تمكنه من الحضور شخصيا لارتباطه بمناسبة عائلية ، لكنه يوجه تحية محبة وتقدير إلى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا ويخص رئيسها الأستاذ فايز البزري بالتقدير والتهنئة متمنيا لكم وللمتخرجين ولأهالي صيدا وفعالياتها دوام النجاح والتألق والفرح في الإنجاز .
أيها الكرام ،
لا شيء يعيد الفرح إلى القلوب والإبتسامات إلى الوجوه، سوى الفرح بنجاح الأبناء والبنات. ومهما قيل عن الشهادات الرسمية، ومهما كانت الحاجة ملحة إلى تطويرها وتحديث وسائل التقييم عبر ورشة تطوير المناهج التربوية القائمة راهنا ، فإنها تبقى عنصر فخر واعتزاز للمتعلمين والأهل والأساتذة وللمجتمع بأسره.
ومن أجل هذا التراث التربوي والفكري والثقافي الذي شكل علامة فارقة لثانوية المقاصد في صيدا ، والذي يحفز التلامذة ويستنفر الأهل لبذل الجهد والسهر والعناية، ويشحذ همم المربين للعطاء اللامتناهي، جئت أشارككم اليوم فرح الحصاد، ونشوة الإنتصار على كل المعوقات والأزمات والنكبات والإخفاقات التي تتحكم بالوطن وبالمواطنين ولا ترحم المؤسسات التربوية وأركان العائلة التربوية بكل مكوناتها.
أيها الكرام،
يحلو لنا في هذه المدينة الشامخة بأهلها وسكانها ومحبيها، أن نحتفل بأغلى ما لدينا عنيت أبناءنا وبناتنا الذين نراهن عليهم وحدهم فقط من اجل إحداث التغيير المنشود للمستقبل . أقول ذلك لكي أشير إلى التطوير الإجتماعي والثقافي والإقتصادي والسياسي والوطني الذي نتج عن توجه أجيالنا نحو التعليم الجيد، والتعلّم المستمر، وتحسين أداء المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة.
لقد راهن أهل هذه المنطقة العزيزة على العلم سبيلاً لتحسين الحياة وبناء المستقبل، وقد كسبوا الرهان، لأنهم حرصوا على العناية بالتعليم والثقافة في آن، وسهروا على صون المدرسة الرسمية والمدرسة الخاصة، والجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، لأن ثروتنا الوطنية الخالصة التي لا يزاحمنا عليها أحد، هي في أبناء هذا الوطن، أي أنتم أيها المتخرجون الذين نحتفل بنجاحكم اليوم، فكونوا على قدر الآمال المعقودة عليكم، وثابروا على سلوك درب النجاح في تخصصاتكم الجامعية والمهنية، واعتمدوا طريق الصدق والشهامة وحب الوطن، وكونوا أوفياء لأهاليكم ولأساتذتكم، وانهلوا من معين القيم التي صنعت الإرث الحضاري لهذه المنطقة الحبيبة.
أيها التربويون الأحباء،
أنتم أبطال هذا النجاح، الذين بتضحياتكم حافظتم على استمرارية النظام التربوي  في عام دراسي حافل بالصعوبات، وأنتم الذين نناضل معكم ونتعاون لإجراء الإمتحانات الرسمية، ونطلب الدعم من الداخل والخارج لتأمين المقومات المالية اللازمة للإنطلاق بالعام الدراسي الجديد، لأننا مؤمنون بأن التربية هي الأساس وهي المستقبل وهي القدرة على النهوض العام.
لذا نتابع مساعينا لتوفير كل مقومات العودة إلى المدارس بكل تفاصيلها ومتطلباتها، لأن التربية لا تنتظر الظروف، بل هي تتحدى الظروف لأنها حق للجميع ونحن مع حصول جميع الأولاد الموجودين في لبنان على حقهم في التعليم الجيد.
وأود في هذا اللقاء اليوم أن أتوجه بتحية التقدير والمحبة إلى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا وإلى رئيس الجمعية الأستاذ فايز البزري، على مبادرتها الكريمة، بتنظيم هذا الإحتفال الذي يجمع المتعلمين الذين نجحوا في عامهم الدراسي ويستعدون للإمتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، وآمل أن تستمر الجمعية في خطها التصاعدي، ومراكمة النجاحات، والإهتمام بكل ما يرفع أداء التربية، عبر تشجيع المتعلمين على بذل الجهد وتحقيق النجاح والتفوق.
وما هذا اللقاء سوى مساحة من الفرح والإعتزاز بتلامذتنا الذين قطعوا شوطا مهماً في مسيرتهم التربوية، وانتقلوا إلى مرحلة التخصص لكي يسهموا في بناء ذواتهم، ويحققوا أحلامهم بمستقبل يليق بهم.
إننا نتشارك الفرح مع التلامذة المكرمين وأساتذتهم ومديري مدارسهم وأهاليهم، ونهنئ بعضنا بعضاً بهذا الحصاد الوفير.
مبروك لكم جميعاً وإلى المزيد إن شاء الله.
عشتم عاشت المقاصد موئلا للعلم ونهوض المجتمع ، عاشت التربية وعاش لبنان .


توزيع الشهادات

بعد ذلك وزع ممثل راعي الحفل الأستاذ الأشقر والأستاذ البزري والأستاذة الصباغ الشهادات على الخريجين البالغ عددهم نحو 100 طالب وطالبة، وعاونتهم المشرفة الطلابية الأستاذة جهينة بعاصيري. كما تم توزيع  دروع التفوق والتميز على أوائل الصفوف وهم :
هدى أحمد توتنجي (صف الإجتماع ) – أحمد أسامة إبراهيم (علوم عامة) – أسيل شحرور شحرور وعلي فادي إبراهيم ومحمد عمر أبوالخير(علوم الحياة)
 

شكر

وتوجهت إدارة المقاصد بالشكر لإتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير ممثلاً بالسيد فادي كيلاني لتقديم الدعم المادي والمعنوي للجمعية وللطلاب، ولجامعة الجنان ممثلة بمديرها في صيدا الدكتور أسعد النادري لتقديم منح طلابية وحسومات على الأقساط للطلاب المتخرجين الراغبين بمتابعة الدراسة في الجامعة.
وتخلل الحفل فقرات مرافقة ومنها أغنية نبادلكم الحب بالحب وفاء لأمهات وعائلات الطلاب والطالبات.


كلمة لجنة الأهل

وألقى رئيس لجنة الأهل السيد أسامة السوسي كلمة قال فيها:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
معالي وزير التّربية والتّعليم العالي الدّكتور القاضي عبّاس الحلبي الموقّر، أصحاب السّماحة والفضيلة، السّادة المطارنة الكِرام،   النواب المحترمين- ممثل السيدة بهية الحريري (الدكتور اسامةارناؤوط المحترم ) منسق تيار المستقبل في الجنوب الاستاذ مازن حشيشو المحترم . رئيس وأعضاء جمعيّة المقاصد الإسلاميّة في صيدا المحترمين، حضرة مديرة ثانويّة المقاصد الإسلاميّة، الطّاقم التّربويّ والإداريّ في صرحِنا المقاصديِّ العريقِ، الحضور الكِرام...
نجدّدُ اللقاءَ مع حضراتِكُم هذا العام، في رحابِ صرْحٍ عريقٍ احتضنَ قلوبَنا وعقولَنا منذُ زمنٍ باحتضانِهِ فلذاتِ أكبادِنا...
وكيف للحلمِ أن يكبرَ دونَ رعايةٍ؟ وكيف للغَرْسِ أن ينموَ ويكبرَ دونَ اهتمامٍ؟ إنّها جهودُكُم شركاءنا في التّربيةِ والرّعايةِ قبلّ التّعليم، جهودُ طاقمٍ إداريٍّ وتعليميٍّ جنّدَ قدراتِهِ وإمكانيّاتِهِ لإعدادِ جيلٍ مقاصديٍّ واعٍ. فألف تحيّةٍ لجهودكم الجبّارة!
بينَ جدرانِ هذا الصّرح المقاصديّ تنامَتْ أحلامُ أولادِنا وبناتِنا.. تحتَ أسقُفِهِ نضُجَتْ أفكارُهم.. وعلى درجاتِ سلالِمِه تسارعَتْ دقّاتُ أفئدَتِهِم تلاحقُ مخطّطاتِهم المستقبليّة!!
وها هي اللّحظةُ الحاسمةُ قد حانَتْ أبنائي الخرّيجين الأعزّاء!! تقفونَ على أبوابِ المستقبلِ وعيونُكم تبْرُقُ أملًا بالغدِ المشرقِ الّذي نتضرّعُ إلى الله أنْ يكتبَهُ لكم رغمَ التّحدّيات الّتي نمرُّ بها. الصّعابُ ستُذلّلُها إرادَتُكُم، الألمُ سيخفّفُهُ أملُكُم، واليأسُ سيُنعشُه نبْضُ شبابِكم... فاحملوا بثقةٍ مشاعلَ النّورِ وخوضوا غمارَ الحياةِ بكلّ ما أوتيتُم من حبٍّ وإرادةٍ!!
ختامًا، اسمحوا لي أن أباركَ للآباءِ والأمّهات فرحةَ تخرّجِ أبنائهم وبناتهم-وأخصُّ نفسي ضمنهم- فتعبُ السّنين يهونُ في هذه اللحظات الّتي نرى بريقَ الأملِ في عيونهم، والخوفُ من المستقبلِ يضمحلُّ أمامَ طموحاتهم! سنبقى دائمًا معهم، يدنا بيدهم لنكملَ معًا المسيرةَ.
مباركٌ تخرُّجُكم أبنائي... والشّكرُ موصولٌ لكلّ مَنْ ساهمَ في إعدادِ جيلٍ مميّزٍ من سفراءِ العلمِ والثّقافة.
وشكرًا


وختاماً  جرى عرض فيديو المتخرجين بعنوان دروب مشيناها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر :جنوبيات