يتأرجح الوضع في مخيّم عين الحلوة بين نجاح الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في ضبط الأمن ومحاولات "مسلّحين متفلّتين" من زعزعته وتوتير الأجواء، أكانوا يدرون ما تقترفه أيديهم من قتل وتدمير وترويع للأهالي، أو دمار في الممتلكات والسيارات، أو لا يدرون ما هي عواقب استمرارهم بالانصياع خلف غرائزهم، في ظل محاولات البعض تأجيج الصراعات العائلية والعشائرية تحت مسمى "التارات"، والتي لن تقتصر تداعياتها وأضرارها على منطقة بعينها، أو أبناء بلدة دون غيرها، بل تنعكس سلباً على واقع أبناء مخيّم عين الحلوة، وقضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام.
وما شهده المخيّم أمس، يُأمل بألا ينسحب على الأيام المقبلة، وهو استمرار محاولات التوتير بعدما بوشر منذ أمس الأوّل بتنفيذ وقف إطلاق النار وإعادة فتح الشارع الفوقاني من الجهة الشمالية للمخيّم، والذي عكّره إلقاء قنبلة ورشقات نارية من قِبل شقيق المغدور سامر حميد المعروف بـ"سامر نجمة"، الذي كان قد اغتيل صباح الأربعاء الماضي مع محمود صالح، وذلك بعد خروج المصلين من "مسجد الصفصاف" في الشارع الفوقاني وعودة العديد من الأهالي لتفقّد منازلهم ومحالهم التجارية، والاطلاع على الأضرار التي لحقت بها فضلاً عن السيّارات، بعد قيام شبّان وأهالي ومبادرات هيئات من المخيّم، ووجّه الناشط عاصف موسى نداءً إلى الأهالي للعودة بعد جولة في المنطقة، وتكشّف حجم الخسائر التي ستفتح مشكلة جديدة لجهة مَنْ سيعوّض على المتضررين؟!
وما أنْ عاد الأهالي حاملين فرشاً وأمتعة تمكّنوا من نقلها لمبيت ليلتهم خارج منطقة الاشتباكات، حتى عاد النزوح مجدّداً بما في ذلك من عائلات حوصرت أثناء الاشتباكات.
وبات يُخشى أنْ تتحوّل المنطقة الشمالية من الشارع الفوقاني للمخيّم إلى مربع متوتّر، مع جهد لمنع اتساع هذه الدائرة إلى باقي أحياء المخيّم، حيث نجحت الجهود بحصر ذلك في منطقة الصفصاف، عكبرا، بستان القدس، والبركسات، ومنع امتدادها إلى منطقة طيطبا، وعرب زبيدات، نظراً إلى الـ"موزاييك" المتنوّع فيها، وتماسها مع منطقة الفيلات، حيث تنتشر وحدات الجيش اللبناني.
وبعد عودة التوتّر إثر إلقاء قنبلة وإطلاق رشقات نارية، أعاد عناصر حركة "فتح" نصب "شادر" وسط الطريق أمام مقرّاتهم عند الحاجز الفوقاني.
وعلمت "اللواء" بأنّ شقيق القتيل "سامر نجمة" يطالب بسحب تسجيلات الكاميرات في منطقة عكبرا، تظهر الشخصين اللذين نفّذا الاغتيال ضد شقيقه ومحمود صالح، لكن جرى إبلاغ المراجعين بأنّ هذه الكاميرات معطّلة.
وقد وُزِّعت أمس تسجيلات لكاميرتين في مسرح جريمة الاغتيال، تُظهران شخصين قاما بإطلاق النار من مسدسين حربيين ومن مسافة قريبة، ما أدّى إلى مقتلهما على الفور، لكن لم تظهر معالم وجهيهما.
اللجنة الأمنية
وفي إطار المعالجات، عقدت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا اجتماعاً أمس في مقر القوة الأمنية في المخيّم لاستكمال الإجراءات بخصوص الوضع الأمني ومتابعة الأحداث الأمنيية التي حصلت الأربعاء وأودت بحياة عدد من الأبرياء وقد تمّ التأكيد على:
1- تثبيت وقف إطلاق النار ومعالجة أي خلل في ذلك.
2- بدء التحقيق مع المشتبه بهما من خلال لجنة التحقيق، بعدما تمّ توقيفهما بالأمس.
وحضر جانباً من الاجتماع وفد من "هيئة علماء المسلمين" - مكتب صيدا في مبادرة منهم لدعم الموقف وتقديم المساعدة في تثبيت الاستقرار في المخيّم.