الجمعة 23 حزيران 2023 08:49 ص |
جنبلاط متشائم وقرفان.. وجعجع وباسيل لا يريدان أزعور |
* جنوبيات يهجس الزعيم «الإشتراكي» وليد جنبلاط اليوم أكثر من أي وقت مضى بتمرير عملية التوريث الشرعية لنجله تيمور في واحدة من أدق المراحل على بيئته وحزبه كما على البلاد. لا يريد الرجل استعادة زمن تسلّمه الزعامة عن أبيه الراحل كمال قبل 46 عاماً. دقة الظروف اليوم لا تشابه تلك بالغة الخطورة التي أُسقط فيها وليد جنبلاط على رئاسة الطائفة الدرزية في عملية دراماتيكية أُجبر عليها مع اغتيال جنبلاط الأب العام 1977.
ورغم عدم الاستعداد النفسي والمعنوي للوراثة حينها، إلّا ان وليد جنبلاط تصدّى للدور وللمرحلة في خضم حرب أهلية وفتنة طائفية وسط مواجهة لمعسكر بدا أقوى منه حينها مع دخول الجيش السوري الى لبنان قبل اغتيال والده بعام محدثاً انقلاباً جذرياً في موازين القوى التي كانت تميل لتكريس حلم الأب القديم بالحكم. لكن الأهم لتيمور محاكاة ما فرضته انتفاضة 17 تشرين من تغييرات أهمها نبض الشباب بالتغيير والذي للمناسبة كان ثار على جنبلاط الأب في جملة ما ثار عليه من زعامات تقليدية.
وإذا كانت الجنبلاطية احتوت تلك الثورة، إلّا أن تيمور بدا بالغ الوعي لمتطلبات المرحلة كما بدا وكأن خياراته هي التي تسري في ما يتعلق بالقضايا الكبرى وعلى رأسها اليوم خيار رئاسة الجمهورية.
بمحاكاته لهذا النبض، يبدو تيمور متماهياً مع الشباب الدرزي التوّاق للتغيير والذي ما زال جزء واسع منه يحتفظ بميوله الآذارية المناهضة لـ«حزب الله» ولو صمت ولم يعبر عن مكنوناته.
إلى هذا الحد يبلغ الرفض الدرزي لواقع حال البلد «المهيمَن عليه من قبل «حزب الله» ومحوره. ومن يلتقي وليد جنبلاط يسمع كلاماً واضحاً ومتشدداً برفض مرشح الثنائي، الحزب وحركة «أمل»، مع فتح كوة بالموافقة على فرنجية إذا أتت خارجياً لجهة الموافقة الاقليمية السعودية ومعها ضوء أخضر دولي، وهو كلام يأتي ربما لعدم الظهور بمظهر الرافض المتشدد فجنبلاط الأب يعلم تماما أن الرياض غير موافقة على فرنجية وكل ما قيل حول ذلك منذ التسوية السعودية - الإيرانية حول مبادلة يمنية بلبنان، كان سراباً. لكنه يبدو شديد الانتقاد للسياسة الفرنسية تجاه لبنان وسوريا والمنطقة ويتحدث عن تفاصيل السياسة الفرنسية السلبية ومبتغاها المصلحي من المشرق ليعود في حديثه الى زمن الانتداب والأم الحنون التي أنشأت لبنان الكبير ولم تتغيّر ولا تريد أن تتغيّر!
يوافق جنبلاط الأب نجله على الكثير من الخلاصات في الرؤية الداخلية للبيئة الدرزية والخارجية حول الرئاسة، لا سيما في العلاقة مع الموارنة وينقل البعض عنه على سبيل التهكم بأن «صراعهم ما بينتهي.. وجودهم مشكلة وبلاهم مشكلة ومش قادر أطلع منهم». «أنا قرفان» يصارح زائريه، فلا ضوء في آخر النفق كما يبدو له. حاول ومعارضي فرنجية تحريك المياه الراكدة عبر تأييد جهاد أزعور في الجلس الرئاسية الأخيرة في تقاطع بين المعارضة و«التيار الوطني الحر»، والنتيجة كشفت بأن قوة المعارضين لا يمكن تجاوزها بالحصول على 59 صوتا وحصول فرنجية على 51 (غمز البعض من قناة كتلة جنبلاط بتوفير بعض الأصوات للأخير لكي لا يكسر الجرّة مع الثنائي، ما ينفيه جنبلاط).
لكن في كل الأحوال يلفت الرجل الى أن جعجع (لدى جنبلاط الكثير لقوله ضده في المجالس الضيقة) ورئيس التيار جبران باسيل نفسيهما لا يريدان أزعور رئيساً وهما يناوران به كل لمبتغى له، والأمر الهام هنا أن إيصال فرنجية من قبل الثنائي يزداد صعوبة مع الوقت والظروف الموضوعية. المصدر :اللواء- عمار نعمة |