في بعضِ الأحيانِ عليك أن تعتذرَ لنفسِك عن سوءِ اختيارك لبعضِ النّاس. فانتقاءُ الأشخاص كالبحثِ عن الذّهب في خليطٍ من المعادن.
فما أجمل الحياة حين تضيق بك الدّنيا فتجد فيها الأخ العزيز أو الصّديق الحميم يشاركك أحزانك فيواسيك، ويأنس لأفراحك ويكون من محبّيك.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله:
"قال إنّي أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون".
وأجمل من ذلك حين يقاسمك الشّراكة في العمل الصّالح ابتغاء مرضاة الله.
وقال سبحانه وتعالى في المحكم التنزيل:
"اشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبّحك كثيرًا، ونذكرك كثيرًا".
فالصّديق الصّادق حين تخذلك قوّة الأرض جميعًا يبقى كالجبل الأشمّ يقاتل الدّنيا من أجلك.
وفي وقت الأزمات الصّعبة والمرّة لا تجد إلّا أخاك يقف بجوارك، ويفرّج كربتك، ويمسح دمعتك، ويقيل عثرتك.
"فالأخوّة حصن منيع وركن شديد".
ومن ألطاف الله وبركاته، ومن أفضاله وكرمه أن يحتضن قلبي أحبّة ميّزهم الله بحسن التّصرّف ولطف الأداء، يعطّرون أيّامي بشذى محبّتهم.
أنار الله باطنهم وظاهرهم بأنوار أسمائه، وكحّل بصرهم وبصيرتهم بأسرار آياته، وأدام المحبّة بيننا خالصة لوجهه إلى يوم لقائه.
أسأل الله بعدد من لبّى وكبّر أن يسقينا وإيّاكم من ماء الكوثر ويعطّر أيّامنا وأيّامكم بالمسك والعنبر وأن يعطيكم ما تتمنّون وأكثر.
أسعد الله أوقاتكم بالخير واليمن والبركات والمحبّة والهناء والأمان وراحة البال والاطمئنان يا أغلى الأحبّة.