الأحد 25 حزيران 2023 12:06 م |
اللواء ابراهيم محاضراً لـ"فرسان الأرز" في صور: وصلنا إلى هذه المرحلة في لبنان بسبب سوء خياراتنا |
* جنوبيات
لبى اللواء عباس ابراهيم دعوة رئيس مزار سيدة حريصا ومرشد “فرسان الارز” الاب فادي تابت لالقاء محاضرة عن “القيادة فن وقادة”، امام طلاب يشاركون في مخيم “فرسان الارز” في مدرسة قدموس، جوار النخل، في مدينة صور. بداية، شكر الاب تابت لابراهيم قبوله الدعوة، ثم تحدث عن صفاته القيادية ونجاحه في حل الملفات الامنية والسياسية الاكثر تعقيدا. بدوره، رحب ابراهيم بالطلاب “في صور، مدينة الامام موسى الصدر الذي قدم المثال الاكبر عن الوحدة وكيفية العيش سويا، والمفهوم الاخير يجب ان يكون مدعاة للفخر ولنظهر العالم كيف يصنع التنوع، وهو نقيض صراع الحضارات”. اضاف: “ينقض النموذج اللبناني قول العلماء من أن صراع الحضارات حتمي، إن حوار الحضارات هو المصير الحتمي، والنهاية الحتمية سيقررها التاريخ، لكننا على يقين بأن التاريخ سيقرر بأن الحوار هو الحتمية، لذلك نفتخر بهويتنا، وبإنتمائنا ووطننا ويجب أن نكون جميعنا فرسانا على غراركم من اجل الوطن، وليس لفئة من الوطن. في المرة المقبلة، أتمنى أن أرى بينكم فرسانا من مختلف الطوائف، وأن تحتضن الكنيسة كما المسجد فرسانا متعددي الطوائف، حتى يكون لبنان صورة عنكم”. وتابع: “إن الأمل معقود عليكم كشباب، وانتم مستقبل لبنان، وتتكرس هذه القناعة عندكم بقدر ما يكون مستقبل لبنان أفضل. انا أدرك ماهية الحوادث وقادر على استشراف ما يمكن ان يحدث مستقبلا، لكن الأمل موجود فيكم رغم كل السواد الذي نعيشه، واعتقد انه لو كانت الظروف مختلفة لما كانت هذه القاعة تتسع لفرسان الأرز، لأن العدد سيكون أكبر، ونتمنى أن يكون المسرح في المرة المقبلة مليئا بفرسان الأرز لأن هذا ما نحن بحاجة اليه، فرسان ارز وليس فرسان طوائف وفئات او فرسان محسوبيات يتحولون الى أزلام، ونحن لسنا بحاجة الى أزلام بل الى فرسان ورجال، وصلنا الى هذه المرحلة في لبنان بسبب سوء خياراتنا”.
وقال: “تعلمت الكثير من هذا الكتاب، وأعاود قراءته مرارا، هذا من الكتب الذي يجب على كل شاب وصبية أن يقرأوه دوما حيث سيجدون كنوزا جديدة. يقول المهاتما غاندي: بطريقة رقيقة يمكنك أن تهز العالم، وهذا الذي قام به، فمن يقرأ سيرة غاندي يرى ما انجزه بالملح فقط. أختم واقول بأن للقيادة 3 مرتكزات رئيسية، هي تحديد الاتجاه، وأن تكون لدى القائد رؤية وقدرة على حشد قوى تحت سقفها ولديه القدرة على التحفيز وشحذ الهمم، والقائد ايضا يتصف بالتوازن والابداع، وان يكون قادرا على اجتراح الحلول في كل مرة يواجه فيها مشكلة، وان يتمتع بالثقة بالنفس الى درجة أن يرصد نقاط الضعف التي لديه ويحاول معالجتها”. وختم ابراهيم: “القائد هو القادر على الحسم، واتخاذ القرار بشجاعة مطلقة، ثم بقدرة الاقناع والتأثير الى جانب القدرة على التكيف والشجاعة وهما الاهم، كل ما حكيناه لا قيمة له إذا لم يكن القائد قادرا على الامساك بزمام الامور وتحريك الامور كلها نحو الهدف الذي يريد تحقيقه. واخيرا القيادة ليست ادارة بل ابداع وهي مشبعة بالعاطفة ومنها الشجاعة، ويكون القائد قاسيا في اتخاذ القرار بقدر ما يكون متوجعا لكنه يقوم بواجباته إذ يوازن بين مصلحة الكل ومصلحة الفرد والغلبة هي لمصلحة الجماعة”. وروى ابراهيم قصة عن الامام موسى الصدر: “حيث قام احد الشبان المسيحيين بافتتاح محل لبيع البوظة، فكثرت الاقاويل ضده ودعوات لمقاطعته في المدينة كلها، وحين عرف السيد موسى بالامر قصد محل البوظة وابتاع منها وجلس يأكلها على الطريق حتى يعطي مثالا لجميع الموجودين بأن ما تفكرون به هو خطأ. وهو اعطى مثالا للناس لتتبعه، رغم بساطة هذا المثل، فإنه يعطينا فكرة كم كان هذا الرجل كبيرا وكم كان قائدا، ونحن يجب أن نتعلم ممن سبقنا من القادة وان نحاول التمسك بالمبادئ التي غرسوها”. وأخيرا أجاب اللواء ابراهيم على أسئلة الطلاب وهواجسهم. المصدر :جنوبيات |