الجمعة 30 حزيران 2023 09:24 ص

"الضّمير.. والمقام"


* جنوبيات

كلّ شيء تحبّ أن تحصل عليه يجب أن تدفع ثمنه، والثّمنُ هو العمل دائمًا، والصّبر، والحبّ، والتضحية في سبيل تحقيقه.

 الحياةُ أقصر مِن أن تهدرها مع أشخاص تبرّر لهم أفعالك طوال الوقت، فمَن يحبّك سيرى الخير فيك ومَن يبغضك لن تستطيع إرضاءه.

لا تنظرْ إلى قيمتك في وجوه النّاس ونظرتهم إليك، بل ابحثْ عنها في ضميرك وخفايا نفسك. فإذا ارتاح الضّميرُ علا المقامُ، وحزتَ رضى ربّ الأنام.
من هذا المنطلق الواعي لمحدثات الأمور برضى ربّ غفور، وتيسير من كريم لا يبخل، وتوفيق من عظيم لا يتخلّى عنك في زمن المحن الصّعاب، لا تحزن عندما يهجرك أو يتغيّر عليك البعض، ربّما هي استجابة لدعوتك ذات ليلة : 
"واصرف عنّي شرّ ما قضيت، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك، إنّه لا يذلّ من واليت، ولا يعزّ من عاديت".
فإذا ما ارتاح الضمير، وابتهجت الأسارير، وتفتّحت الأزاهير، وازدهى الخير، وتلاشت الأعاصير، وزقزقت في حديقة حياتك العصافير، واستنارت حنايا نفسك بنعم المصير، عندها نم قرير العين، فالذي تولّاك مذ خلقت، لن ينساك ما حييت...
وعندئذ، يمكنك القول مع هبوب الأنسام:

"إذا ارتاح الضّمير علا المقام، وعمّ السّلام، واصبح التّعايش مع الآخرين على احسن ما يرام، وارتاحت الألسن من القيل والقال والملام، واضحت المحبّة الرفيقة الرقيقة على الدّوام...

المصدر :جنوبيات