الجمعة 30 حزيران 2023 22:36 م

مقدمات نشرات الأخبار مساء الجمعة 30-06-2023


* جنوبيات

 

لم يفهم أهل المصور سمير كساب، المفقود في سوريا، ولا رفاقه ولا أصدقاؤه ولا المصورون زملاؤه، لماذا امتنع رئيس الحكومة، بواسطة وزير الخارجية، عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء مؤسسة من أجل جلاء مصير المفقودين في سوريا على مدى 12 عاما.

إنها الجمعية العامة وليست مجلس الأمن الدولي، يعني أنها أعلى مؤسسة أممية على سطح الكرة الأرضية، وهي التي قررت انشاء مؤسسة لجلاء مصير المفقودين في سوريا، ومن بينهم سمير كساب وآخرون.  فظيعة السلطة اللبنانية! تفتقت عبقريتها الديبلوماسية عن اعتبار أن تصويتا خلافيا يزيد المشاكل ولا يحل قضية المفقودين اللبنانيين. هل تتبرع السلطة التنفيذية والديبلوماسية اللبنانية بشرح هذه الجملة غير المفيدة لأهل سمير كساب ولعموم الشعب اللبناني؟ ماذا لو كان المفقود في سوريا من عائلة بو حبيب وقريبا منه، فهل كان الوزير بو حبيب يمتنع عن التصويت لأنشاء المؤسسة؟ وبالتالي، هل تتفضل الديبلوماسية اللبنانية وتشرح ماذا تقصد بالتصويت الخلافي؟ فإذا لم يكن التصويت خلافيا، فهل من لزوم له؟ هل تريد الديبلوماسية اللبنانية أن يكون التصويت بالإجماع لتوافق عليه؟

قرار الديبلوماسية اللبنانية لا يثير العجب ولا يفاجئ ، فهو نقطة في بحر سلطة لا تقيم وزنا للبناني الموجود، فكيف تقيم وزنا للبناني المفقود، ولعلم السلطة، فإن كل التبريرات التي أعطيت لن تقنع أحدا، لأن كل لبنان يعلم أن هذه السلطة مرتهنة، ومن لا يملك قراره لا يعتد بما يتخذ من قرارات.

مرة أخرى تثبت الحكومة الميقاتية أنها لا تؤتمن على شيء، وخصوصا على أرواح اللبنانيين. ليل أمس أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يقضي بإنشاء مؤسسة تعمل على كشف مصير ما يزيد على مئة ألف شخص يعتبرون في عداد المفقودين أو المخفيين قسرا خلال الحرب في سوريا، أي منذ عام 2011 إلى اليوم. القرار في ذاته محق، وإن كانت ترتسم ألف علامة استفهام حول إمكانية تطبيقه وتنفيذه. اللافت في الموضوع أن الحكومة اللبنانية إمتنعت عن التصويت على القرار تهربا من المسؤولية، وحتى لا تدخل في مشكلة مع سوريا. وهي عادة “دارجة” عند المسؤولين اللامسؤولين الذين يخافون من أي مواجهة، ويفضلون دفن رؤوسهم في الرمال! اللافت أكثر أن الحكومة الميقاتية لم تستغل المناسبة لتذكر المجتمع الدولي بقضية اللبنانيين المفقودين والمخفيين قسرا في السجون السورية، وهم وفق الأوراق الرسمية المثبتة يبلغ عددهم 622 مفقودا، عدا الذين ماتوا تحت التعذيب ودفنوا تحت سجن تدمر. ألا يستحق هؤلاء لفتة من حكومتهم، أم أن الأمل مفقود من حكومة فقدت كل حس بالوطنية وحتى بالإنسانية!

لكن من قال ان الحكومة الميقاتية تتخلى عن واجباتها الاولية البديهية؟ المعلومات تؤكد ان رئيس الحكومة الموجود راهنا في السعودية لاداء فريضة الحج سيعود في نهاية الاسبوع الحالي وسيباشر سلسلة اتصالات بدءا من مطلع الاسبوع المقبل، وذلك لملء الشغور في حاكمية المصرف المركزي ولتعيين اعضاء  المجلس العسكري مكان المحالين على التقاعد. انهما امران يهمان الحكومة ورئيسها وكل المنظومة. ففيهما محاصصة وتقاسم مغانم ومراكز ومناصب، اما قضية المفقودين والمخفيين قسرا في السجون السورية فيفضلون اهمالها وحتى نسيانها، لأن فيها وجعة رأس  لا يرغبون  فيها. دوليا، ليالي العنف تستمر في فرنسا، وتستعد باريس لليلة شغب جديدة فيما الخسائر المادية تجاوزت حتى الان عشرة ملايين يورو ، وفيما خلية الازمة التي شكلها الرئيس الفرنسي ماكرون تبدو عاجزة عن حل الازمة. فهل ما يحصل هو مجرد ردة فعل على مقتل الشاب ذي الاصول الجزائرية، ام ان كل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والاتنية  طفت على السطح دفعة واحدة، لتشكل تهديدا حقيقيا للامن الاجتماعي في فرنسا؟

جمود في ملف رئاسة الجمهورية تعززه قنوات إتصال مقطوعة على خطوط جدية المعالجة وتلاقي الإرادات الصادقة لإعادة التوازن عبر مدخل واحد وأوحد وهو الحوار فما الذي يمنع ان يتلقف معارضوه الدعوات إلى حوار يعيد إستقامة العمل المؤسساتي للدولة للسير نحو تطبيق الإصلاحات وتنفيذ خطة شاملة للتعافي الإقتصادي كركيزة للإنطلاق نحو إستعادة الثقة وتسهيل العودة إلى مسار النمو؟

فهل يستبق اللبنانيون تحذيرات تقرير صندوق النقد الدولي من ان إستمرار الوضع الراهن في لبنان يمثل الخطر الأكبر في تعميق الأزمة على مستويات: الثقة عدم قدرة المصارف من اداء دورها في توفير الإئتمان وتدني قدرة الدولة على توفير الخدمات مما سيزيد الأوضاع الإجتماعية هشاشة بمرور الوقت.

أبعد من لبنان تواصلت الادانات على حرق القرآن الكريم في السويد. المرجع الأعلى السيد علي السيستاني وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة لإتخاذ خطوات فاعلة بمنع تكرار الإعتداء على القرآن الكريم وحذر السيد السيستاني من مثل هذا التصرف المخزي الذي يمثل اعتداء صارخا على مقدسات أكثر من ملياري مسلم في العالم ويؤدي إلى خلق بيئة مؤاتية لإنتشار الأفكار المتطرفة والممارسات الخاطئة.

الفراغ بلا أفق والحوار الشكلي بلا معنى. هذا هو المشهد الرئاسي اليوم في 30 حزيران 2023، حيث يكمل الشغور في قصر بعبدا شهره التاسع، بعدما غادره الرئيس العماد ميشال عون قبل يوم واحد من انتهاء الولاية في 30 تشرين الاول 2022.

الفراغ بلا أفق، لأن المواقف المحلية على حالها، ولأن القدرة الخارجية على فرض الحلول شبه معدومة حتى الآن، في ضوء المواقف المتناقضة غير المعلنة بين الدول المؤثرة.

والحوار الشكلي بلا معنى، طالما محوره فرض مرشح رئاسي محدد على اللبنانيين والمسيحيين. واليوم، سجل موقفان لمسؤولين (2) في حزب الله: الاول، لرئيس الهيئة الشرعية الشيخ محمد يزبك، الذي اعتبر ان أن لبنان هو أيقونة تنوع ينابيع الإيمان، لافتا إلى ان تعدد الطوائف هو ثروة وطنية، ومشددا على الحوار والتفاهم والتوافق على قيام مؤسساته وعلى رأسها رئاسة الجمهورية. اما نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش، فرأى ان ربط الحوار بشروط من اي نوع هو ابتزاز ومراوغة لا نقبل بهما، مؤكدا ان سحب خيار سليمان فرنجية من بين الخيارات المطروحة لرئاسة الجمهورية في اي حوار هو امر غير وارد، وربط الحوار باسقاطه هو اقصاء مرفوض وتحد لا يمكن ان نقبل به.

وفي الوقت الرئاسي الضائع في انتظار عودة جان ايف لودريان من جهة، والتراجع عن ارادة الفرض من جهة اخرى، عناوين مختلفة تتصدر المشهد المحلي، آخرها اليوم مزايدات حول موقف لبنان من الامتناع عن التصويت لمصلحة قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يقضي بإنشاء هيئة مستقلة لمتابعة قضية المفقودين والمخفيين قسرا في الحرب السورية.

ففيما اوضحت وزارة الخارجية موقف لبنان المماثل لغالبية الدول العربية، ومن ضمنها السعودية، على اعتباره ينأى بلبنان عن اي تصويت قد يفجر خلافات اضافية ولا يوصل الى اي نتيجة بالنسبة الى الملف الانساني، تهافت سياسيون من احزاب كانت موالية للوصاية السورية، او اخرى شاركت في عملية 13 تشرين الاول 1990، الى استغلال الموضوع للتصويب السياسي المعتاد على التيار الوطني الحر، في وقت يطلب الناس من القوى السياسية المعنية، الكف عن افتعال السجالات، والتضامن مع الآخرين، وتطوير التقاطع الى تفاهم اوسع ليعطي النتائج المرجوة.

وعلى خط آخر، وفيما صمت الغالبية السياسية مستمر ازاء اخفاء التقرير الاولي للتدقيق الجنائي، سجل اليوم موقف للنائب جبران باسيل، اكد فيه العمل لتحرير التقرير الاولي للوصول الى النهائي.

سجل لبنان واقعة تمايل اليسا على الـ beat بعد تعطيل النصاب طويلا/ والبلاد المنهارة من اعلى السلم الموسيقي تستعد لاستقبال “الهضبة” في اكثر المشاهد انفصاما عن الواقع اذ طارت  بطاقات الحفل خلال ساعتين من طرحها ما يعزز فرضية السوق السوداء ..عدة شغل اللبنانيين الرائجة والبلد “المتمايل” صيفا  ليس مؤهلا  للتحرك قيد نغمة على المسرح السياسي حيث النشاز الرئاسي والعزف الحكومي المنفرد على وتر الصلاحيات فيما اصبح الوسيط  الفرنسي مطوقا بنار الغضب ففرنسا التي جاءت لانتشال القصر من اعمال الشغب السياسية باتت اليوم بحاجة الى اطفائي ينقذ مدنها من فوضى الشوارع ونهب المتاجر الكبرى بعدما توسعت الاضطرابات  من نانتير الى مدن ليل وليون ونانت ومرسيليا وستراسبورغ فرنسا على احر من الصيف فخارجيتها اعلنت استقدام العربات المدرعة للمواجهة ..والشانزليرية طوقت امنيا والداخلية اوقفت حركة المواصلات ليلا في كل انحاء البلاد ويحدث كل ذلك غضبا على رجل شرطة قتل نائل المرزوقي المراهق الجزائري المحبوب من جموع نانتير مات ابن السابعة عشرة سائق  توصيل خدمات البيتزا .. فحرك مقتله جمرا تحت الرماد عن العنصرية والتمييز واستستهال الرصاص الحي ضد العرب ومنذ ليال ثلاث .. لم تنم مدن الاضطراب/ ولم ينجح الرئيس ايمانويل ماكرون وخلية الازمة من احتواء الازمة وهو الذي كان ” يتمايل  ” بدوره على ” بيت ” التون جون فيما كانت شوارعه تلتهب وتحرق وتتعرض كبرى المتاجر للنهب والسلب، لتتحول بلاد الموضة الى وطن الفوضى// وفرنسا في حال كهذه لم تعد “محضر صلح” في الوقت الذي تبحث فيه عن جراح يداويها وربما عن مجلس امن يضبط انحرافها الى مزيد من التدهور والامم الضابطة لايقاع الدول افتراضيا سالت منها دموع عائلات  لبنانية/ بعدما امتنع لبنان  عن التصويت على مشروع قرار إنشاء مؤسسة للكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرا في سوريا خلال الحرب السورية ثلاث وثمانون دولة صوتت بنعم على  المشروع / احدى عشرة دولة اعترضت فيما وقفت اثنتان وستون دولة على الحياد ممتنعة عن التصويت بينها لبنان// وعلل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الامتناع  بان لدينا مصالح مع دول عربية تمت استشارتها/ وقال ان لبنان هو في عداد خماسية تتباحث مع سوريا في حل لازمة النازحين ومع ذلك فنحن مستعدون للتعاون مع اي آلية حيال المفقودين/ واضاف للجديد “خلينا مناح مع الدول العربية ومع سوريا، بدنا نتبع المصلحة العليا ولا نريد كسر الجرة مع احد ” /لكن الكسرة كانت في قلوب اهالي المخفيين قسرا والذين ينتظرون خبرا عن / وبينهم عائلة المصور اللبناني سمير كساب..  فالخارجية بررت .. ولكن ارواح الغائبين ما بردت، وسيظل ملف المخطوفين والمخفيين وكل من غابوا .. جرحا عميقا بين حربين: لبنانية ومن ثم سورية ومن الصعب ان تطلب من اهل المخطوف تفهم العوامل الدبلوماسية لكن وحدهم ذوو المفقودين من يحق لهم الرفض والطعن واعلان الاسف وليس مسؤولي ميليشات لبنانية اذاقوا اللبنانيين طعم الخطف قسرا وعمدا وطوعا .. وها هم اليوم يحاضرون بالانسانية وبكل مسؤولية.

فيما الساحة اللبنانية على خرابها السياسي، فان الساحات الفرنسية استحالت ميدان حرب اظهر حجم الخراب المجتمعي والاقتصادي والطبقي والسياسي الذي تعيشه البلاد. فالوضع الآن اصبح غير مقبول بحسب الرئيس ايمانويل ماكرون الذي قطع سفره الى بروكسيل وعاد الى البلاد على عجل دون قدرته وحكومته على علاج شرارة الاحتجاجات التي اشعلها مقتل فتى من اصول جزائرية برصاص شرطي بسبب مخالفة سير، ما جعل الامور تسير نحو مؤشرات حرب اهلية كما وصفها بعض المتابعين، تركت خشية حقيقية لدى بعض الدول الاوروبية كألمانيا القلقة من تطور الاحداث ، وبريطانيا التي طلبت من رعاياها عدم السفر الى فرنسا.

اما الفرنسيون فيتابعون اجتماعات خلية الازمة المفتوحة ومقرراتها بتعزيز الاجراءات والغاء العديد من الفعاليات التي كانت مقررة، وامكانية الذهاب الى فرض حال الطوارئ مع تمدد اعمال العنف والاشتباكات بين الشوارع والمدن مع توالي الايام.

اما ايام المسلمين فليست باحسن حال، مع النيران التي احرقت هيبة دولهم ومجتمعاتهم يوم احرقت نسخة من القرآن الكريم في السويد بترخيص من حكومتها، فيما علت بيانات الاستنكار العربية والاسلامية والدولية، دون ان تترجم فعلا رادعا على ارض الواقع لاي عملية عدوانية مماثلة على الاسلام واهله.

وبالعودة الى لبنان فان أهلة موسم الصيف تبشر بايجابية انعكست حركة سياحية واقتصادية ومالية لا تشبه الحال السياسية المعلقة محركاتها الى ما بعد العيد، لتعاود حركتها ان توفر وقود جديد، كمعاودة مناورات البعض، او ايجاد افكار للتقارب ان بفعل فاعل داخلي او انتظار عودة الفرنسي ، اما ربط الحوار في البلد باسقاط خيار سليمان فرنجية فهو اقصاء مرفوض بحسب نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، وتحد لا يمكن ان نقبل به.

المصدر :وكالات