في حديث خاص بـ"جنوبيات"، رأى الناشط والمغترب رضوان عزيز، أن الأزمة اللبنانية تنطلق من أزمة نظام حكم وأداء في آنٍ معًا، فالسفينة اللبنانية اليوم تغرق، دون محاولات جدية لانتشالها من براثن السّقوط والغرق المدوّي، وبصيص الأمل الوحيد لنا حاليًّا هو تأجيل ما نحن فيه، حتى مجيء قوّة مهيمنة تفرض حضورها على جميع القوى، وتعيد انتاج المشهد اللبناني.

 

عزيز الذي يعيش في الصّين منذ أكثر من ٢٠ سنة، ينظر بعين التقدير لنموذج الاقتصاد الصيني الرّأسمالي الحر، ولم يبقَ من الشيوعية سوى اسمها حتّى هذه اللحظة وفق ما يقول، وهذا ما يدفع بهذا الكمّ الهائل من الاستثمارات لأن تتبلور بقوة، والصين لها مساهمات كبيرة جدًّا في كلّ العالم، ولكن ما يعيق الاستثمار الصّيني في لبنان هو عدم الاستقرار في لبنان يتمظهر في النّاحية السياسية والأمنيّة.

 

فيما يتعلق بالاغتراب يؤكد عزيز أن الاغتراب اثبت في كل المفاصل والاستحقاقات انه رئة لبنان، رغم أزمة الثقة التي تنشب عن عدم مصداقية بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية وسواها، لذلك فالمطلوب هو تعزيز الثقة عند الجمعيات وبعض الاطر التي تطالب المغتربين ببذل المساعدات والعطاءات للبنان، في ظلّ هذه الأزمة العاصفة بالأحداث، واليوم نحن في بلدة الخيارة حاولنا وما زلنا تشكيل نموذج عن حقيقة الاغتراب اللبناني الذي لم ينسَ جذوره وأهله وناسه، وهذا ما يريحنا لأننا نعتبر أن الوفاء لوطننا وشعبنا يدعفنا إلى تنظيم وتأطير الجهود في هذا الاطار.

 

ينهي عزيز موجّهًا رسالة تحية لمن لا يزال يبذل إمكانياته في مجتمعه ووطنه وارضه، وللشّباب الذي يسعى للهجرة، يتمنى عزيز له التوفيق والسّداد، للعودة واستثمار الامكانيات في لبنان، دون أن ننسى جذورنا ووطننا وأرضنا، فالرسالة للشباب كانت وستبقى التشجيع على الهجرة بهدف تطوير الذات والقدرات وتجميع رأس المال، والعودة إلى لبنان.