أكد رئيس لجنة اللاجئين في المجلس الوطني الفلسطيني وليد العوض أنّ "كلمة السر في إنجاح خارطة الطريق، التي أطلقها السيد الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، هي في البند الأول من مُبادرة الرئيس "أبو مازن"، بدعوة الأمناء العامّين، لاجتماع عاجل لوضع استراتيجية وطنية مُتّفق عليها، لمُواجهة التحديات والمخاطر، والاتصالات تُجرى لعقد هذا الاجتماع".
وأمل في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "سُبُل مُواجهة العدوان الإسرائيلي المُتواصل ضد شَعبِنا"، أنّ "لا يتردّد أو يُماطل أحد، في تلبية هذه الدعوة، خاصة أنّ الأشقاء في مصر أبدوا الاستعداد لاستضافة الاجتماع والعمل على نجاحه، وبالتالي تكون القيادة الفلسطينية استجابت للتحوّلات التي تجري في العالم".
وشدّد على أنّ "بنود المُبادرة تُؤكد تمسّك الشعب الفلسطيني بحقّه بمُواجهة العدوان بكل الوسائل المُمكنة، وتأكيد دور السلطة الفلسطيني، ومُهمّتها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وقد أعطت التوجيهات لذلك، وطالبت المُجتمع الدولي بتعليق عضوية "إسرائيل" في الأُمم المُتّحدة".
ورأى أنّه "لا أحد يستطيع أنْ يحتل مكان "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، وأي مُحاولة لإخراج قطاع غزّة من كونه جزء من القضية الفلسطينية أمر خاطئ، ونأمل من الأخوة في "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تلبية هذه الدعوة، وأنْ يكون لهم رأي في هذه البنود، التي تصلح لتكون خارطة سياسية لمُواجهة التحديات التي تُواجه الشعب الفلسطيني، ونقل الشعب الفلسطيني إلى مُربّع التخوين سيكون ضارّاً على أصحابه، لذلك يجب أنْ يُغادره الجميع، وتأكيد أننا ما زلنا في مرحلة التحرّر الوطني، ومُحاولات الاقتلاع الإسرائيلي تتطلب مُغادرة مربع الأوهام والتخوين، والاستجابة لدعوة القيادة الفلسطينية باجتماع الأمناء العامّين، الذي سيكون نقطة الاختبار الأولى لكل فصيل من الفصائل لمُواجهة الاحتلال، عملاً لا قولاً".
وأكد "أهمية الإلتفاف حول المُؤسّسات الأمنية التي تُدافع عن الشعب الفلسطيني ومُخيّماته استجابة لقرار القيادة الفلسطينية، ولا يجوز المساس بها بأي حال من الأحوال، لأنّ ما تعرّض له مُخيّم جنين هو ذات المُؤامرة التي تتعرّض لها القضية الفلسطينية والمُخيّمات الفلسطينية بشكل عام، ومُخيّم جنين كسائر المُخيّمات يُعيد رسم الحكاية الفلسطينية بالقدرة على الصمود والتصدّي وإفشال مُخطّطات الاحتلال، فهذه الهجمة التي تقوم بها حكومة نتنياهو هدفها اقتلاع الشعب الفلسطيني مُجدّداً من أرضه، لكن جاء الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني والتكامل مع القيادة الفلسطينية، ليُؤكد أنّ الشعب الفلسطيني قادر على إفشال هذه المُؤامرة وإعادة إنتاج منظومة المُقاومة الفلسطينية".
وأشار إلى أنّ "هذه العملية التدميرية هدفها القيام بمسحٍ جغرافي للمُخيّم بما يُمثّله من شوكة في حلق الاحتلال، وهي بروفة من أجل اقتلاع المزيد من الفلسطينيين، تمهيداً لإسكان المُستوطنين مكانهم، وهذه الهجمة تسعى إلى تفكيك وحدة الشعب الفلسطيني ومُحاولة الانقضاض على التمثيل السياسي الفلسطيني المُوحّد، والمعبَّر عنه بـ"مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، والذي يُفشِل الضرر صمود الشعب الفلسطيني وتمسّكه بأرضه، وهذا التناغم مع القيادة الفلسطينية، التي سارعت لتوفير الحاضنة السياسية، عبر اجتماع عاجل، وأصدرت خارطة طريق ليس فقط لمُواجهة العدوان الحالي، بل لمُواجهة ما تُخطّط له الحكومات الإسرائيلية القادمة والحالية، فهذه المُبادرة التي قدّمتها القيادة الفلسطينية من 18 بنداً، واستهلتها بدعوة الأمناء العامّين للاجتماع، تُشكّل مدخلاً لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعندما ألغت القيادة الفلسطينية التفاهمات التي تمت في "شرم الشيخ" والعقبة، كان الأجدر بالآخرين أنْ يلغوا التفاهمات التي جرت بشكل غير مُباشر في قطاع غزّة".
وأكد أنّ "المُقاومة ووحدة الشعب أفشلتا أهداف الاحتلال، وجاء الرد الفلسطيني بهذا التلاحم ليُحبِط مُخطّطات الاحتلال عسكرياً وشعبياً وسياسياً، وفشلت حكومة نتنياهو في تحقيق أهدافها، ما سينعكس سلباً على وحدة الحكومة الإسرائيلية، وكذلك مع المُعارضة، فضلاً عن العزلة الدولية بفعل العدوان".
وأوضح أنّ لجنة اللاجئين على تواصل دائم مع رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني، الذي قام رئيسه روحي فتوح بتوجيه رسائل لكل برلمانات العالم لإدانة الاحتلال وللتضامن مع الشعب الفلسطيني، وخلال الأسبوع القادم سيعقد اجتماع في إطار مُؤتمر المُشرفين في الجامعة العربية، وسنطرح في لجنة اللاجئين ودائرة شؤون اللاجئين من خلال الدكتور أبو أحمد هولي، دعم اللاجئين، بالإضافة إلى دور دائرة المُغتربين، لتفعيل التضامن الشعبي مع الشعب الفلسطيني، إضافة لما تقوم به القيادة الفلسطينية بتوفير الدعم الكامل لهذا المُخيم وسائر المُخيمات".
وختم العوض بالقول: "يجب أن نبقى مُتمسّكين بحقّنا، وهو ما يُقدّمه الشعب الفلسطيني، ما يجعل الجميع في موقع الإحراج، والسياسية الفلسطينية تقوم بتكثيف الاتصالات مع المُجتمع الدولي، الأمر الذي يزيد من عزلة الاحتلال، وخلال العملية الأخيرة قام الإعلام الرسمي وتلفزيون فلسطين بدور مُهم في مُواكبة المعركة والتركيز على الخطاب الوحدوي"، داعياً إلى "وثيقة شرف إعلامية ترعاها دولة فلسطين ويرعاها الوزير أحمد عساف بين كل المُؤسّسات الإعلامية الفلسطينية التابعة للفصائل وغيرها، لعدم القيام بأي دور تحريضي".