يوم القيامة ليس مرعبًا للجميع كما يتخيّل البعض ممّن لا يعرفون ما يخبّئ لهم الباري من بشائر الخير. ولكنّه سيكون يومًا جميلًا لمن سار على العهد وعمل لذلك اليوم. (لا يحزنهم الفزع الأكبر).
سيكون يومًا رائعًا عندما تُبعث وترى الملائكة في انتظارك تتلقّاك. (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ).
سيكون يومًا سعيدًا عندما تطلقها صرخة في العالمين من الفرح. (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ).
سيكون يومًا محبّبًا إليك عندما تنظر خلفك وترى ذرّيّتك تتبعك لمشاركتك فرحتك. (أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ).
سيكون يومًا في غاية الروعة وأنت تمشي ولأوّل مرّة في زمرة المرضيّ عنهم ويتقدّمك الرسول الكريم محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام. (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ).
سيكون يومًا جميلًا جدًّا عندما تكون ضيفًا مرغوبًا أنت وأهلك وتسمع نداءً خاصًّا لك: ادخل بسلام. (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ). وهناك لن تكون قادرًا على إخفاء نضارة وجهك الفرِح عندما يكون رفيقك النبيّ محمّد وآل بيته وموسى وعيسى ونوح وإبراهيم وجميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام. (فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا).
هناك ستتذكّر ما تلوته في دنياك: (أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ).
من خلال هذه البشارات استعدّوا لحياة سرمديّة عن طريق فعل الخيرات وترك المنكرات، فالدنيا مزرعة الآخرة. (فمن يعمل مثقال ذرّة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شرًّا يره). صدق الله العظيم.
رزقنا الله ووالدينا وإيّاكم وجميع المؤمنين الفردوس الأعلى من الجنّة.
اللهمّ أحسن خاتمتنا في الأمور كلّها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
آمين يا ربّ العالمين.