الأربعاء 12 تموز 2023 09:01 ص

"طاقة التحمّل"!


* جنوبيات

 

منذ الصّغر، كان والدي "طيّب الله ثراه" يُردّد على مسمعي هذه المقولة الرّائعة:

"لا تحمّل نفسك ما لا تطيق".

 من فترة ليست ببعيدة كنت أقرأ لأمير الشّعراء أحمد شوقي قصيدة يقول فيها: "وإنّما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".
 فتذكّرت قول النبيّ العربيّ محمّد عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال: "إنّما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق".
على الفور خطر ببالي أنّ على المرء أن يعامل النّاس بأخلاقه لا بأخلاقهم.

قال الشاعر: "كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا.. بالطّوب يُرمى فيُلقي أطيب الثّمر".
فالحياة لحظات يتخلّلها العسر واليسر، ولكي تعيشها في حلوها ومرّها عليك أن تتمتّع بأخلاق الصّالحين المصلحين. فكلّ الطّرق مراقبة بأجهزة ضبط السّرعة، إلّا الطّريق إلى الله مكتوب عليه: 
(وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم).
هذا، و‏الشّخصُ الوحيدُ الذي يبقى معك ويستمرّ طول حياتك هو أنتَ. فلا تحمِّله ما لا يطيق من الهمّ والحزنِ والقلقِ والاكتئابِ. 
لذا كُنْ مع الله ولا تُبالِ، وعامل النّاس بالخلق الحسن. 
يقول أحد الشّعراء:
إذا ألقى الزمان عليك شرًّا..
وصار العيش في دنياك مرًّا..
فلا تجزع لحالك بل تذكّر..
فكم أمضيت في الخيرات عمرًا..
وإن ضاقت عليك الأرض يومًا..
وبتّ تئنّ من دنياك قهرًا..
فربّ الكون ما أبكاك إلّا..
لتعلم أنّ بعد العسر يسرًا.
ونختم بقول الباري عزّ من قائل: 
"لا يكلّف الله نفسًا إلّا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربّنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين". 
صدق الله العظيم. 
اللهمّ إنّا نسألك راحةً في القلب،  وراحةً في النّفس، واجعل لنا يا ربّ مِن كلّ ضيقٍ مخرجًا ومِن كلّ همٍّ فرجًا ومِن كلّ دُعاءٍ قبولًا واستجابةً.
آمين يا ربّ العالمين.

 

المصدر :جنوبيات