حمّلت بلدية الغبيري القوى الأمنية مسؤولية ما حصل مساء أمس في الشياح، بعد أن شهدت المنطقة توتراً كبيراً وإطلاق نار كثيف إثر إقبال أهالي المنطقة على تحطيم المركز الرئيسي لأحد شركات القمار الذي يتّخذه بعض المراهقين والقاصرين وكراً لهم.
وأوضحت البلدية في بيانها تعقيباً على ما حصل "ضمن نطاق الغبيري من إطلاق نار أرعب الأطفال والكبار وأعادنا إلى مشهد الأمن المتفلت وزعامات الأحياء والزواريب، أن من يتحمل المسؤولية الكاملة عما حصل هي القوى الأمنية التي لم تعمل لنزع مظاهر الآفات الاجتماعية والميلشياوية من الأحياء في الغبيري بالرغم المتابعة والتحذير الدائم من هذه الظواهر. الأمن بالتراضي والأمن غب الطلب لن يصلح هذا الواقع لا بل سيزيد الأمور سوءاً وسيتجرأ كل مرتكب للمزيد".
وتابعت: "لقد نبهنا ومنذ العام 2016 إلى ظاهرة القمار الموجودة في أحياء كثيرة من الغبيري وانتشارها في أغلب المقاهي والتي تدار دون أي رادع وبعلم الأمنيين. لقد طالبنا مراراً لضرورة توقيف الرؤوس الكبيرة منها والصغيرة والتي ورطت أفراد وهدمت عائلات".
وقالت البلدية: "كما أن حالة بعض السلاح بأيدي بعض المنتفعين واستقوائهم شكل في الغبيري ظاهرة جعلت لكل حي مرجع و"ديك" يفرض سطوته بقوة ودعم من جماعة المنتفعين من هذا "الديك"، وباستقواء لفرض خوات وتعديات على الأملاك العامة والخاصة والتدخل لمصلحة من يدفع ضد من لا يقوى على الاعتراض، فسلبت حقوق وأهينت كرامات واستبيحت أملاك وفرضت سطوة أصحاب اشتراكات الكهرباء واشتراكات المياه والانترنت والستالايت وصهاريج مياه".
وأكدت البلدية أن "الذين اختلفوا اليوم، جميعهم كانوا وسيبقون متفقين ضد سلطة القانون والأمن. بالأمس كانوا معاً وكانت التفاهمات فيما بينهم على حساب حقوق الناس. كذلك الأحياء والمصالح موزعة فيما بينهم وبين أزلامهم وغداً سيعود الود وستعود هذه القسمة. ما جرى ليس بين عائلتين. إن ما جرى هو بين فاسدين ومفسدين في الأرض، هو بين أفراد لا تتبناه أي من العائلتين وأي عائلة أخرى في الغبيري. هؤلاء حتماً لا يمثلون إلا من يدعمهم ليبقوا سيف مسلط على رقاب الأوادم لاستخدامهم عند الحاجة".
وتابعت: "غداً بالتأكيد سنكون مع جولة أخرى في حي آخر يتقاتلون فيها بين البيوت الآمنة ويقتلون الناس في بيوتهم ويحطمون سياراتهم ويحرقون المحال. المداهمات الشكلية للقوى الأمنية بعد كل إشكال لن تنفع طالما لم يتم توقيف كل المشاركين، بل هي شراكة حتى يثبت العكس. الآن سيتم التدخل فيما بين المتقاتلين لمصالحة على حساب الأمن الاجتماعي للناس. فلا القمار سيتوقف ولا "الهيئات الطارئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ستترك سلاحها وخواتها".
وختم البيان: "بيوت وعائلات الغبيري الشريفة والمقاومة، جميعها تريد الخلاص من كل فاسد و "أزعر" ولطالما كانت العلاقات فيما بينها مثال للود والمحبة وستكون دائماً نصيرة للحق ضد الظلم".