يقول أحد العارفين:
"التقط حسناتك كما تلتقط أنفاسك".
في كلّ نائبة تمرّ علينا في هذا الزّمن القاسي نسأل الله أن يهبَ لنا مِن لدُنه ضياءً يُنير دربنا، وأمانًا يُزيل قلقنا، وعونًا نحتمي به مِن فجائع الدنيا.
فيا ربّ كُن لقلوبنا حاميًا، ولنفوسنا شافيًا، ولعقولنا كافيًا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
نحتاجُ في بعض الأحيان إلى أن نُرخيَ قبضتنا عن أشياء كثيرة قد يُرهقنا التمسّك بها.
فأصحاب الأخلاق الرّاقية هم أكثر الناس معاناة وألمًا في هذه الحياة. فلا أحد يعرف لغتهم إلّا من كان مساويًا لهم بالرقيّ.
ومن هذا المنطلق عليكم أن تلتقطوا حسناتكم كما تلتقطون أنفاسكم، واعلموا أنّكم بحاجة إلى حسناتكم أكثر ممّا أنتم بحاجة إلى أنفاسكم. "فأنفاسكم راحلة وحسناتكم باقية".
أبعد الله عنكم شرّ النفوس، وحفظكم باسمه السّلام القدّوس، وجعل رزقكم مباركًا غير محبوس، وجعل منزلتكم عنده في جنّة الفردوس.
واعلموا أنّ جوهر الإنسان في ثلاثة: كتمان الفقر حتّى يظنّ النّاس أنّه غنيّ، وكتمان الغضب حتّى يظنّ النّاس أنّه راضٍ، وكتمان الشدّة حتّى يظنّ النّاس أنّه متنعّم.
لذا، فاحرصوا على أن لا تكشفوا مكنوناتكم لأحد، فمنهم المُحبّ، ومنهم المُبغض.
هذا وردّدوا دائما:
"اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى انفسنا طرفة عين ولا اقل من ذلك، وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت".
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، ونعوذ بك منك لا نحصي ثناء عليك كما اثنيت على نفسك.
آمين يا رب العالمين...
القاضي م جمال الحلو