ليا مكرزل...طفلة جديدة لفظت أنفاسها الأخيرة قبل تلقي العلاج، بعد التنقل بين المستشفيات، لتطرح قضية جديدة عنوانها الاهمال من دون تحديد المسؤوليات حتى الآن، وذلك بعد تقاذف الاتهامات بين مستشفى سان لويس في جونية ووالد الضحية. وزارة الصحة دخلت على الخط وفتحت تحقيقاً في الملف، والى حينه يبقى السؤال من تسبب بوفاة ابنة الخمس السنوات.
صباح الاثنين الماضي نقلت ليا الى المستشفى، " بعد يومين من ارتفاع حرارتها بسبب "الكريب" واعطائها دواء لعلاجها، لكن حالتها ساءت"، وفق والدها جوني الذي قال لـ"النهار": " قصدتُ مستشفى سان لويس، وضعوا لها الأوكسجين، قبل ان يسألني طبيب الطوارئ فادي حمد، إن كان لديّ تأمين او ضمان، أجبت بأني اريد علاجها على نفقة وزارة الصحة، رفض، طالباً مني نقلها الى مستشفى ضهر الباشق الحكومي".
سارع مكرزل الذي يعمل "بلاطاً" الى نقل ابنته الى مستشفى ضهر الباشق لكن كما قال "وصلتُ غائبة عن الوعي، محاولات انعاش عدة أجريَت لها، لكن من دون جدوى". وعمن يحمّل مسؤولية وفاتها اجاب: "لا أحمّل المسؤولية لأحد، لكن لديّ سؤال، لماذا رفضوا علاجها على نفقة الوزارة، لديّ ثلاثة اولاد غير ليا فهل اهيء لهم تابوتاً، لن اسكت، نعم خسارتي لا تعوض، لكن اريد ان اضمن حياة باقي اولادي"
اتهامات متبادلة
من جانبه، ردّ الطبيب فادي حمدان مسؤول الطوارئ في مستشفى سان لويس على اتهامات مكرزل بعدم موافقة المستشفى على استقبال ليا لافتاً الى أنه "في الحالات الطارئة لا نسأل عن ضمان أو تأمين، وأنا لم اتكلم مع والد الطفلة، بل مع والدتها التي لا تعرف كثيراً عنها كون ليا منذ فترة في ميتم، كان وزنها منخفضاً جداً، والمشكلة التي تعاني منها يظهر انها قديمة، بعدها طلبت طبيب أطفال، وضعنا لها الاوكسجين، فدخل جوني طالباً التوقف عن علاجها كونه يريد نقلها الى مستشفى آخر، أطلعته ان وضعها الصحي لا يسمح بذلك، لكنه أصرّ". وأضاف: "عشر دقائق هي المدة التي قضتها ليَا في سان لويس، وأنا عملتُ ما يمليه ضميري".
مكرزل رفض ما قاله حمدان عن ان ابنته تربت في ميتم قائلاً: "قصدت ليا الدير مدة يومين للقاء شقيقتيها اللتين وضعتهما هناك كون ظروفي المادية لا تسمح لي بتربيتهما في المنزل، اما الحديث عن أن ليا تعاني من مشكلة صحية قديمة فغير صحيح، ذلك ان كل ما كانت تشعر به هو حالة ارتخاء من دون ان يحول ذلك دون امكانية ان تمشي على قدميها".
الصحة على الخط
وصلت ليا "من دون نبض" الى مستشفى ضهر الباشق استقبلها طبيب الاطفال ايليا عبد المسيح الذي شرح لـ"النهار": "أجرينا لها انعاشاً، عادَ قلبها للعمل لكنه توقف بعد ذلك سبع مرات قبل أن يتوقف للأبد، كما أجريت لها فحوصات أظهرت ان نسبة السكر في الدم 730 اي اكثر بسبع مرات عن الحد الطبيعي، اضافة الى حموضة في الدم، ونقص في الاوكسجين، حاولنا تحسين وضعها، لنقلها الى مستشفى آخر كون لا قسم لعناية الأطفال لدينا". ساعتان أمضتهما ليَا في الطوارئ، ولفت عبد المسيح الى انها "ربما كانت تعاني من مرض السكري فأدت مضاعفاته الخطيرة الى هذه الحالة الصعبة".
وزير الصحة العامة غسان حاصباني طلب فتح تحقيق فوري في وفاة ليا، وأحال الملف الى لجنة التحقيق في وزارة الصحة العامة لإجراء التحقيقات اللازمة في أسرع وقت ممكن مع كل من تثبت مسؤوليته عن تدهور حالها الصحية، مشدداً على "عدم التساهل في اتخاذ الإجراءات المناسبة في حق المقصرين في حال ثبتت المسؤولية".