السبت 29 تموز 2023 23:01 م |
مقدمات نشرات الأخبار مساء السبت 29-07-2023 |
* جنوبيات تلفزيون لبنان
في ذكرى عاشوراء وواقعة كربلاء وشهادة الإمام الحسين، مسيرات عاشورائية عارمة في المناطق اللبنانية، وكلمات شددت على معاني مواجهة الظلم، ونصرة الحق والعدالة والقيم الانسانية. غادر المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان,وفي حوزته " نعم " ابداها امامه كل الفرقاء اللبنانيين لعقد محادثات دعا اليها في ايلول المقبل, تتناول برنامج رئيس الجمهورية ومواصفاته.
هذا ما ينقله احد المرجعيات الذي التقى لودريان في اليوم الاخير من جولته. عندما تنقل هكذا اسئلة,تصبح فرضية انتخاب رئيس في ايلول صعبة,علما ان ما فعله لودريان فتح باب المناقشات الداخلية على مصراعيه,من شروط جبران باسيل مقابل ما اسماه التنازل عن اسم الرئيس,الى الموقف المنتظر لقوى العارضة حول محادثات ايلول,الى الصورة الجامعة للنواب السنة في السفارة السعودية,وصولا الى دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى تفعيل الحوارات الثنائية لفتح افق في الانسداد الرئاسي. فعن اي حوار تحدث نصر الله ؟وهل هو فقط الحوار بين الحزب والتيار, او دعوة الى حوار مماثل بين التيار وامل,وبين التياروالمرشح سليمان فرنجية,وبين كل القوى الاخرى لكي يحدد كل طرف شروطه تمهيدا لتسوية داخلية رئاسية؟
بين اليوم واستحقاق ايلول, شهر وايام قليلة,اما استحقاق المصرف المركزي,فبعد يومين. حينها, يطوي لبنان 30 سنة من السياسات النقدية التي لا يتحمل حاكم المصرف المركزي رياض سلامة وحده مسؤوليتها,انما معه كل السلطات المتعاقبة .
في انتظار اللحظة الاخيرة من ولاية العقود الثلاثة لرياض سلامة على رأس مصرف لبنان الاثنين المقبل، حزورة واحدة: يستقيل النائب الاول للحاكم بأمر المال ام لا يستقيل؟ وماذا يحضّر من تبقى من اركان المنظومة بعد من مفاجآت سيئة للبنانيين الذين يعانون الامرّين بفعل التغطية التي امنوها لسلامة، حيث استفادوا منه ثم حاولوا جعله كبش المحرقة الوحيد تكفيرا عن جرائمهم بحق الشعب.
عصر المساومات يلتهب في آب قبل ان يبّردَ مرتفعاتِ شروطه في ايلول بمشاورات على الرئيس/ ولتاريخه فإن رئيس التيار الوطني الحر سيحمل راية من وحي مناسبة عاشوراء ويخيّرنا بين اثنتين .. السُلة والذلة/ متخذا من حزب الله منصة دعم/ فجبران حارب بسيف غيره والغى مكونات البلد واشترط مبادلة الرئيس بمطلبين اثنين في أسوأ اهانة لموقع الرئاسة المارونية اولا/ وفي اختصار المسيحيين واللبنانيين بشخصه ثانيا/ ولن يتدلّع باسيل بشروطه ويتدلى من مطلب الى مطلب ما لم يستند الى تسهيل من الثنائي الشيعي الذي لم يضع لهذا الهراء والاطماع حدا ولم يوقف جبران عند نزيفه السياسي والطائفي معا./ فقد قلب جبران باسيل معايير الذكاء الصناعي واستبدلها بالغباء السياسي الذي خوّله التحدث باسم كل اللبنانيين مطالبا لهم بصندوق ائتماني ولا مركزية مالية/ وفي عرفه انه اجرى تخفيضات على الشروط فلم يطلب للان احتياطي الذهب والمليارات التسعة في مصرف لبنان مما تبقى من اموال المودعين./ وللمرة الثانية بعد المتن كرر باسيل في الشوف شرط الدفع سلفا لموافقته على " السويفت " الرئاسي المالي/ وما كان باسيل ليتحول الى منشار سياسي يقطع ويزرع من دون ان يكون متكئا على حلف سيذهب معه في خياراته وقد يحقق طموحاته/ فالجميع صمت عن شهية حارس العهود وضمنا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع/ الذي سبق له ان اختبر جشع رئيس التيار في اتفاق معراب الشهير./ ومع صمت معراب وصبها النار حصرا على محور الممانعة فإن قائد المحور الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تجاوز تصويب مطالب باسيل/ وقال في خطاب عاشوراء ان فرصة الحوار متاحة وليس لتقطيع الوقت ما قد يفتح أفقًا في جدار الانسداد القائم رئاسيا، وهذا ما نعمل ونتعاون عليه ونأمل أن نصل فيه إلى نتيجة في قادم الأيام/ واعتبر نصرالله ان حكومة تصريف الأعمال أيًا تكن الصعوبات يجب أن تواصل تحمّل المسؤولية ضمن الحدود الدستورية المسموح بها، وقال انه لا يجوز تعطيل مجلس النواب أيًا تكن الذريعة والحجة وبالحد الأدنى في التشريعات الضرورية واللازمة/ ومن صوب النصف الثاني من الثنائي كان النائب علي حسن خليل يتحدث بمرونه عن شروط باسيل دون ان يسميها قائلا : نتعاطى بايجابية مع كل ما يعزز ادوار المؤسسات ويحفظ قوة لبنان في اقرار القوانين التي تنسجم مع ميثاقنا ودستورنا وحماية مواردنا ومصالح الناس/ وهذه الايجابيات ستدفع برئيس التيار الى شد عصبه واعلان النكد السياسي العام والتعطيل ما لم يحصل على لامركزية وصندوق/ فخطب عاشوراء لم تتسبب لرئيس التيار بذرف الدموع لا بل اعطته الحافز للمزيد/ اذ ان هجوم نصرالله على مجتمع المثليين طغى على الشذوذ السياسي لباسيل واطماعه في خيرات البلاد./ ولأن لبنان تحكمه قوانين المقايضة والمقاصّة السياسية والمالية فإن حاكمية مصرفه المركزي تخضع في الساعات الاخيرة لعوامل الاخذ والعطاء./ ويبدو ان كل الطبقة السياسية بمراجعها الدينية تتشارك هذا التوجه اذ تم وضع استقالة نائب الحاكم الاول وسيم منصوري في ميزان الضغوط لتحصيل المكاسب التشريعية وتأمين الغطاء السياسي./ واذ استبعدت استقالة منصوري في مؤتمره الاثنين فان نائب الحاكم الثاني بشير يقظان كان يقظا في حديثه ومتنبها الى ان الاستقالة دونها محاذير وعقبات وهو اوضح للجديد ان الهدف الأساسي من البيان كان التشديد على ضرورة تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي وذلك لرفضنا الإستمرار بالسياسات القائمة منذ سنوات./ لكن هل تحمل ساعات ما قبل مغادرة الحاكم رياض سلامة اي مفاجئات ؟ سؤال يبقى مشروعا ويطغى على التشريعات التي يتحصن وراءها نوابه الاربعة.
بقبضاتٍ شامخةٍ وقلوبٍ لن تُثقِلَها الايام، حملَ مُحبُّو الاِمامِ الحسينِ عليهِ السلامُ نبراسَ الثَقَلَينِ، كتابَ اللهِ وعترةَ رسولِه، ليَرفعوا بهما الظلمَ والظُلمةَ عن البشريةِ جمعاء ..
ولمن ينتظرونَ الموقفَ كانَ الوضوحُ كالمعتادِ من السيد حسن نصر الله نُصرةً لكلِّ مظلومٍ ومضطهد – من اليمنِ الى البحرينِ وسوريا ففلسطينَ قِبلةِ المجاهدينَ وعنوانِ الثوار .. من كربلاء إلى لبنان وكلِّ أصقاع الأرض/ وبكل لغات العالم/ جدّد محبـّو أهل البيت عليهم السلام البيعة والولاء لسيد الشهداء/ وصدحوا بصوت واحد: لبيك يا حسين//. على امتداد الجغرافيا التي ينتشر فيها هؤلاءِ المحبون/ فاضت الساحات حبـًّا وانتماءً لمسيرة ابن بنت رسول الله/ وذَرفت المآقي دموعَ المواساة/ وارتفعتِ الراياتُ والقبضات/ واعلنتها الحناجر: هيهات منا الذلة//. في كربلاء/ كان ملايين الزوار يرسّخون النهضة الحسينية بكل ما فيها من عناوين التضحية والإصلاح وتقويم الاعوجاج في أمة نبي الاسلام//. وفي لبنان/ حسينيون وزينبيات لبـّوا النداء/ مؤكدين إرث ثورة الإمام الحسين عليه السلام//. وترجمةً لمصاديق هذا الإرث/ نظمت حركة أمل مسيرات حاشدة أبرزها في بيروت وصور والهرمل//. خلال هذه المسيرات أطلقت الحركة مواقف بشأن العديد من القضايا الداخلية والوطنية أكدت فيها ان الحوار بين المكونات اللبنانية يمكن ان يؤدي الى تفاهم يوصل إلى إنتخاب رئيس للجمهورية/ ورحبت بالحوارات الثنائية بين بعض القوى الأساسية//. وفي كلمته خلال المسيرة التي نظمها حزب الله في الضاحية الجنوبية/ رأى السيد حسن نصرالله ان فتح الباب أمام حوارات ثنائية جادة - وليست لتقطيع الوقت - قد يفتح أفقـًا في جدار الإنسداد الرئاسي//. وفيما أكدت حركة أمل الاّ ترسيم جديدًا للحدود البرية الجنوبية/ حذر حزب الله بلسان أمينه العام من ان المقاومة جاهزة لمواجهة أي حماقة إسرائيلية//. تلفزيون "أم تي في" مواقف واضحة من الملفات اللبنانية الملحة اطلقها الامين العام لحزب الله في ختام المسيرة العاشورائية في الضاحية الجنوبية من بيروت ، وإن بسرعة واقتضاب اقتضتهما المناسبة. فهو تحدث عن ضرورة ان تتحمل الحكومة مسؤوليتها أمام الناس، كما شدد على عدم جواز تعطيل مجلس النواب، اذ، وبالحد الادنى عليه البت بالتشريعات الضرورية. طبعا الامران مهمان، لكن فات نصر الله ان يَذكر ان المشكلة الاساسية لما يعرضُه، سببها حزب الله وحلفاؤه. فلو أنهم يشاركون في جلسات انتخاب رئيس للجمهورية فعليا لا فولكلوريا، ولو أنهم يبقون في الجلسات الانتخابية الى الدورة الثانية، وربما الى ما بعد الثانية، عندها كان يمكن للامور ان تستقيم، وبالتالي لا حاجة لا لحكومة تصريف الاعمال، ولا لتشريع الضرورة في مجلس النواب. في السياق عينه، يرى نصر الله ان اجراء حوارات ثنائية بين الافرقاء السياسيين قد يفتح آفاقا في جدار الانسداد القائم في مسألة الانتخابات الرئاسية. فلماذا كل الاساليب والطرق مسموحة ومتاحة، عند نصر الله ، باستثناء اجراء انتخابات رئاسية فعلية في مجلس النواب؟ ولماذا المعالجات التي يقدمها للواقع القائم تهدف الى معالجة نتائج المشكلة لا المشكلة في ذاتها، والمتمثلة في عدم انتخاب رئيس للجمهورية؟ بالنسبة الى حاكمية مصرف لبنان، الجميع في انتظار الموقف الذي سيعلنه النائب الاول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري، عند الحادية عشرة من قبل ظهر الاثنين. علما ان كل المعلومات تتقاطع على التأكيد ان منصوري مع نواب الحاكم الثلاثة الاخرين تخلوا نهائيا عن فكرة الاستقالة، وخصوصا بعدما تبين لهم ان حكومة تصريف الاعمال لا تملك صلاحية قبولها ، وبالتالي فان استقالتهم في حال حصلت لن تكون لها اي قيمة على الصعيد القانوني. لكن قبول نواب الحاكم ممارسة صلاحياتهم المنصوص عليها في القوانين ، لا يعني ان كل الاشكاليات حُلت. فنواب الحاكم يشترطون ان تؤمن لهم الحكومة 200 مليون دولار شهريا لدفع رواتب القطاع العام. وهو امر يتطلب تقديم الحكومة اقتراح قانون يقر في مجلس النواب، ما يفتح جدالا واسعا لانه يشمل مسا اضافيا بالاحتياطي الالزامي. فهل يحق لحكومة تصريف الاعمال ولمجلس نواب لا يحق له الاشتراع اصلاً ان يواصلا المس بالاحتياطي؟ علما ان الاحتياطي هو ملك المودعين، لانه يتشكل من الودائع التي وضعها الناس في المصارف فابتلعتها المنظومة السياسية- الاقتصادية - المصرفية. فهل نحن امام سرقة جديدة لما تبقى من اموال المودعين، وامام استكمال وقح لسرقة العصر الكبرى؟ المصدر :جنوبيات |