قبل نحو 10 أيام، أثيرت، إعلامياً وحقوقياً، قضية قرار المديرية العامة للأمن العام «احتجاز جواز سفر» مديرة الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية «أشكال ألوان»، كريستين طعمة. فالأخيرة أثارت الأمر على قاعدة أن الأمن العام أصدر بحقها «مذكرة إخضاع» سبق أن قررت الحكومة منع إصدارها. وبعد تدخل وزير الداخلية نهاد المشنوق، حصلت طعمة على جواز سفرها.
وقيل يومها لطعمة في المديرية: «عليكِ أن تراجعي شعبة المعلومات» (التابعة للأمن العام). وعلم أن الأمن العام أعاد الأسبوع الماضي استدعاء طعمة، حيث جرى الاستماع إلى إفادتها، بناءً على إشارة النيابة العامة العسكرية. وذكرت مصادر أمنية أن سبب استدعاء طعمة هو نفسه سبب احتجاز جواز سفرها، وهو الاستفسار منها عن اتصالات من هاتفها بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت المصادر إن التدقيق في اتصالات طعمة بدأ عندما كانت المديرية تتابع عدداً من أرقام الهاتف المشبوهة، أوصلت إلى اتصالات صادرة من هاتف تستخدمه طعمة وواردة إليه. وتبيّن كذلك أنها سبق أن طلبت تأشيرة دخول لفنان أميركي، تبيّن أنه آت عبر الأردن، من فلسطين المحتلة. وبعد التدقيق مع طعمة خلال الاستماع إلى إفادتها، تبيّن أن هذه الاتصالات هي بفنان فلسطيني يعيش في رام الله. وبناءً على ذلك، أقفل المحضر، وأحيل على النيابة العامة العسكرية. ويقول مرجع أمني: «لم نكن نريد إثارة أي ضجة حول الأمر، لانه إجراء روتيني نفعله مع أي شخص تتقاطع اتصالاته مع اتصالات أرقام مشتبه فيها». ويضيف: «أخطأ المعنيون عندما طلبوا احتجاز جواز سفرها، إذ كانوا قادرين على استدعائها مباشرة، بوجود إشارة قضائية، للاستفهام منها حول هذه الاتصالات». ويجزم بأن الأمر لا صلة له بعملها ولا بأي نشاطات تقوم بها، بل مرده إلى اتصالات بالأراضي الفلسطينية، وبأشخاص يترددون إلى فلسطين المحتلة، قبل أن يتبين من خلال الاستماع إلى إفادتها طبيعة هذه الاتصالات.