الغلام يُطلق على الطّفل الذّكر منذ ولادته إلى أن يشبّ. وجمعها أغلمة وغِلْمة وغلمان.
هذا وقد وردت في القرآن الكريم كلمة "غلام" في أكثر من موضع، منها عندما بشّر زكريّا بيحيى في سورة آل عمران: " قال ربِّ أنّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر، قال كذلك الله يفعل ما يشاء".
وفي قصّة يوسف وإخوته في سورة يوسف: "وجاءت سيّارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسرّوه بضاعة والله عليم بما يعملون".
كما وقد ذكر الله في كتابه الكريم أوصافًا للغلام حيث وردت نعوت كثيرة مقرونة بكلمة "غلام"، منها:
١) غلامًا حليمًا.
٢) وغلامًا عليمًا.
٣) وغلامًا زكيًّا.
٤)وغلامًا رضيًّا.
٥) وغلامًا في الجبّ.
٦)وغلامًا طُبع كافرًا.
فمن هم هؤلاء؟
أمّا الحليم فهو إسماعيل عليه السلام، قال تعالى:"فبشّرناه بغلام حليم".
وأمّا العليم فهو إسحق عليه السلام، قال تعالى: " قالوا لا تَوْجل إنّا نبشّرك بغلام عليم".
وأمّا الغلام الزكيّ فهو عيسى بن مريم عليهما السّلام، قال تعالى على لسان الأمين جبريل (عليه السّلام) :
"إنّما أنا رسول ربّك لأهب لك غلامًا زكيًّا".
وأما الرضيّ فهو يحيى بن زكريّا عليهما السّلام، قال تعالى:"واجعله ربِّ رضيًّا".
أمّا الغلام في الجبّ فهو يوسف بن يعقوب عليهما السّلام، قال تعالى: "لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجبّ".
وأمّا الغلام الذي طُبع كافرًا فهو الغلام الذي قتله الخضر في رحلة تعليمه لموسى عليهما السّلام، قال تعالى: "وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا".
إنّها درر الكلام، وفيض السّلام، من لدن ربّ الأنام، ليبيّن لنا الحقّ من الباطل، والخيط الأبيض من الخيط الأسود، والغثّ من السّمين.
أمّا في هذه الأيّام العجاف فقلّما نجد الحليم والعليم والزّكيّ والرّضيّ، فقد رمونا زعماؤنا في غيابة الجبّ، وشرونا بثمن بخس، وقد غلب على طبعهم الكفر بأنعم الله.
"فعليهم من الله ما يستحقّون"...