الجمعة 4 آب 2023 11:09 ص |
"ما ينطبق على بلدٍ، لا ينطبق على آخر"! |
* جنوبيات كان يُعرف الرّاحل روبرت موغابي، الرئيس السّابق لزيمبابوي، بالكثير من الأقوال التي شكّلت منهجًا لحُكمه الذي دام نحو الثلاثين عامًا.
ومن تلك الأقوال ما ذكره ذات مرّة عن الراتب، إذ قال:
"عندما يأتي راتبك في الوقت المناسب، قد تأكل دجاجًا، وعندما يقلّ الراتب ربّما تأكل منتجات الدّجاج (البيض). وبعدها تبدأ في تناول ما يأكله الدّجاج مثل الذرة والقمح.
أخيرًا، عندما ينتهي الرّاتب قد تصبح كالدّجاجة نفسها، تقضي معظم وقتك تهيم بحثًا عمّا تأكله. فراتبك بذرة تحتاج أن تأخذ بعضه وتزرعه في الاستثمار، لأنّ الرّاتب وحده لا يمكن أن يحلّ جميع مشاكلك الماليّة.
ضع خطّة بديلة من الآن، فالاستثمار الحكيم سيوفّر فرصًا للإنسان ليأكل الدّجاج متى ما شاء، إن استطاع.
وعليه،
حاول أن تفكّر في الاستثمار لأنّك لن تكون شابًّا إلى الأبد.
فكّر في تأمين حياتك لأنّك لن تكون قويًّا إلى الأبد.
فكّر في زيادة الأعمال لأنّك لن تكون موظّفًا إلى الأبد".
عذرًا "روبرت موغابي"، فما تقوله من حكم واقعيّة كمنهاج للتصرّفات الحياتيّة، ليس لها من التطبيق مكان في بلد الحريق لبنان، حيث الرّاتب مجرّد عنوان لا محلّ له من الإعراب لأنّه ممنوع من الصّرف.
الرّاتب في بلدي لا يطعم النّملة فتات الخبز، فأوجه صرفه توقعك في العجز،
العجز حتّى عن التفكير في حسن التدبير، حيث المواطن المغلوب على أمره يواجه سوء المصير.
ففي وطني الحزين مقولة فريدة من نوعها، فحواها:
"أنت فكّر والرّزق على الله"...
وصدق المثل الشّعبي :
"اللي بياخد معاش، ما عاش"!!!
المصدر :جنوبيات |