يُروى أنّه في العام 1960، في مستشفى الأمراض العقليّة بالعبّاسيّة في مصر، ونتيجة إهمال حرس المستشفى، تمكّن 243 مجنونًا من الهرب إلى شوارع العبّاسيّة ما أدّى إلى حدوث مشكلة كبيرة، إذ تمّ استدعاء طبيب المستشفى وطُلب منه على الفور العمل من أجل إيجاد حلّ سريع لهذه المشكلة المستعصية، نظرًا لخطورتها على المجتمع.
وبسرعة قياسيّة أحضر الطّبيب المسؤول صفّارة وطلب من إداريّي المستشفى وبعض العاملين أن يمسكوا به من الخلف ويلعبوا لعبة القطار.
خرج الجميع ممسكين بالطّبيب إلى الشّارع، حيث لعب الأخير دور رأس القطار ومن خلفه القاطرات، وكلّ واحد يمسك بالآخر.
وما توقّعه الدكتور حصل:
كلّ مجنون هارب ركب موجة القطار، ونجح الطبيب المسؤول بجمع المجانين والذّهاب بهم إلى المستشفى، وحُلّت المشكلة وفرح الجميع وشكروا الدكتور الحاذق على خطّته الذكيّة وحسن تصرّفه.
ولكن عند المساء وقعت المشكلة، فعندما تمّ تفقّد المجانين الذين جاؤوا مع القطار ووصلوا إلى المستشفى كان عددهم 612 مجنونًا، علمًا بأنّ عدد الهاربين كان243 فقط!!!.
لقد قيل في السّابق أنّ هناك اثنين يكسران تقاليد المجتمع وهما:
العبقريّ والمجنون ويفصل بينهما خيط رفيع.
وفي بلادنا وللأسف الشّديد تحدث الكثير من التصرّفات تحت هذا المعيار. لذا نقول، وبالفم الملآن :
" ما أقلّ العباقرة في وطننا، وما أكثر المجانين..."