الأربعاء 23 آب 2023 09:46 ص

سويسرا الشرق في استقبال عمرو دياب


* جنوبيات

لا شيء غريب في دولةِ السمسرات والسرقات والبهورات الشعبية والسياسية والمشترك والميثاقية والرّز بحليب، فنحن نُجلدُ يوميُّا على أعين قاطني هذا الكوكب، حتّى وصل بنا القبول والتأقلم بالواقع حدّ الخدر الكامل، في الوقت الذي يكثر الحديث عن لا مركزية إدارية وتقسيم وسوى ذلك، وكأنّ  لا شيء في هذا العالم، سوى الاستفاقة على عبقريات كانت مخبّأة في "مراطبين" بعيدة عن الأنظار.

في خضمّ هذا" التّعتير" بكل تجلّياته، أطلّ علينا الرَّفيق عمرو دياب، بمجموعة من أغانيه التي "هزّت النواعم والخصور" لها، في دولة حلمٌ نصف سكّانها الوصول لنصف الشّهر دون إشهار الافلاس، فهل يصدّقُ عاقلٌ أن شعبًا بهذا المشهد، تهافت على حفلة عمرو دياب وكأنّها يوم القيامة؟

المشكلة ليست في عمرو دياب ولا حتّى في هيفاء وهبة، الازمة الحقيقة أزمة مسؤولية وطنية وواقع لا يمكن لأعتى خبراء الاقتصاد في العالم دراسته، فكيف يمكن لشعب فقد مقدراته في المصارف و"هبطت" عملته لدركٍ جهنمي، أن يرقصَ و"ويتشخلع" على أنغام صوت عمرو دياب او سواه.

لسنا ضدّ الفرح والحياة، بل نحن أبناء الحياة والفرح والدّبكة والأغنية وسواها، ولكنّ صورة عشرات الجماهير المجهّزة باللون الابيض لاستقبال الاخ الكبير، تعكسُ حالة الانفصام عن الواقع.

عذرًا ان خدشنا شعور عشّاق عمرو، الذين ضحّوا بالأخضر والغالي والنفيس لسماعه، ولكنّنا نؤكّد كلّ يوم، أننا لم نرتقِ لشعبٍ بكلّ معنى الكلمة، وحتّى ذلك الوقت، ندعو للرَّفيق عمرو دياب أن يصلَ للقاهرة سالمًا غانمًا، هذا أن نجا من "الجور" التي تنتظره في جمهوريةٍ قلّ نظيرها في مجموعتنا الشّمسيّة.

المصدر :جنوبيات