الجمعة 25 آب 2023 10:11 ص

" قطرات النّدى، ونغمات الصّدى"


* جنوبيات

أتعرفون مَن أمّي الحنونة؟ 

هي الجوهرة المكنونة التي أفنت حياتها لتربيتنا على القيم والأخلاق  والمبادئ وحسن التصرّف ونبل الصّفات. 
هي في العطر مسكونة، والعطر منها يأخذ النّفحات. 
هي التي أورثتنا عطر أريجها ليفوح أفعالًا وأقوالًا في سبيل إحقاق الحقّ وإعلاء شأن الكلمة الطيّبة بأصلها الثّابت وفرعها الذي في السّماء. 
هي بالعطاء مأمونة، على كلّ المساحات.  هي التي علّمتنا معنى العطاء بلا منّة أو مقابل، والوقوف مع المظلوم لنصرته وفكّ كربه. 
هي بالعاطفة مفتونة، وهيهات أن يجود الزّمان بمثلها هيهات. فكانت منبع الحنان والرأفة، والخير من دعائها آت. 
 علّمتنا أن نعطف بحنوّ الواعي بمقدّرات الأمور وتحسّس العواقب. 
هي للطهارة أيقونة، بكلّ المقاسات. والقدوة الحسنة إلى فعل الخيرات وترك المنكرات وحبّ المساعدة والعون على أكمل وجه. 
هي في رحاب الله مدفونة، في ملكوت  ملك السّماوات، في برزخ الإيقان وبحر الرّحمات.  
 انتقلت إلى رحمة الله راضية مرضيّة، مؤمنة بقضاء الله وقدره، محتسبة عند الله صبرها وإيمانها، وهي التي ودّعت ابنَين من أولادها سبقاها إلى عالم البرزخ والإيقان بصبر وإيمان قلّ نظيرهما، فصبرت واحتسبت وفوّضت أمورها كلّها إلى الباري عزّ وجلّ. 
هي للجنّة أنهارٌ وعيون...
أمّي... يا من أعطيتِ وما بخلتِ، وعلّمتِ وما جهلتِ، وصنعتِ المستحيل فحصّنتِ من ربّيتِ. 
أمّي الحبيبة، يا قطرات النّدى، ونغمات الصّدى، اذكريني حيث أنتِ بدعائك المحبّب إلى قلبي، فخادم قدميك يرجو رضاك حتّى يلقاك. 
رحمك الله يا أمّي وأسكنك الفردوس الأعلى مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا.

المصدر :جنوبيات