الجمعة 25 آب 2023 12:00 م |
إصابات بـ”الصَفيرة”… وتحذير من انتشار العدوى |
* جنوبيات
فيما كان اللبنانيون ينتظرون ومعهم أهالي بعلبك الهرمل متحوّر «كورونا» الجديد الذي بدأ بالانتشار في معظم الدول، ووصلت طلائعه إلى لبنان، كما أكّد وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض، أطلّ التهاب الكبد الفيروسي المعروف لدى المواطنين بـ»الصَفيرة»، في محافظة بعلبك الهرمل، مسجّلاً عدداً من الحالات التي تتزايد يوماً بعد يوم، مسبّباً الخوف من عدوى الانتشار التي تزداد وتيرتها، وتدفع بالطاقم الطبّي إلى رفع الصوت تفادياً لكارثة صحّية قد تنجم في حال عدم تعامل وزارة الصحة مع الملفّ بشكل جدّي، والبحث في أسباب انتشار المرض والعمل على الوقاية منه بالتزامن مع علاج المرضى. ما هو اليرقان أو «الصفيرة»؟ اليرقان هو مرض ناجم عن تكوّن كميّة زائدة من مادة تسمّى «بيليروبين» التي تكتسب لوناً يميل إلى الاصفرار في الدم، نتيجة خلل في عمل الكبد، حيث تجتمع تحت الجلد وفي بياض العين لتحوّلها إلى اللون الأصفر الباهت. ويصيب اليرقان أي شخص ومن أي فئة عمرية، ولا سيّما الأطفال الحديثي الولادة، وفي حالات التفشّي الناتجة من التلوّث، يصيب جميع الفئات العمرية حتى من تلقّى الطعم في الصغر أو تعرّض للمرض في فترات سابقة. ويعتبر التهاب الكبد الفيروسي معدياً للغاية ويؤثر في قدرة الكبد على أداء وظائفه الحيوية وينتقل إلى الجسم عبر الطعام أو المياه الملوثة، أو الاحتكاك المباشر مع الشخص المصاب، ويتعافى المصابون بالعدوى من دون تعرّض الكبد للتلف، حيث تمتد فترة الشفاء لأشهر إذا لم يتلقَ المريض العلاج اللازم. أما أبرز عوارضه فهي: الحمى، الغثيان، الشعور بالتعب، القيء، واصفرار البشرة. منذ بداية شهر آب الذي شهد ارتفاعاً في درجات الحرارة وانقطاع المياه عن أحياء ضمن مدينة بعلبك، وتلوّثها بمياه الصرف الصحّي، وبعد إجراء الفحوص المخبرية اللازمة التي أكّدت التلوّث، إضافة إلى ريّ بعض المزروعات بالمياه الآسنة في سهل بعلبك ومجدلون وغيرها، بدأ مرض «الصفيرة» بالظهور، حيث يسجّل يومياً عددٌ من الحالات، ليبدأ العدد بالارتفاع تدريجياً بسبب العدوى التي ينقلها المرضى. وفيما كانت تسجّل كل عام وفي مثل هذا الوقت حالات منه، إلا أنّ الأعداد ارتفعت هذا العام، فيما يعاني الناس أوضاعاً اقتصادية صعبة تمنعهم من تلقّي العلاج اللازم أو الدخول إلى المستشفيات، والاكتفاء بالطبابة المنزلية من دون الاحتكام إلى إجراءات الطبيب المعالج والدواء الموصوف من قبله، ما يسبّب انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين، وإطالة فترة الشفاء.
وفيما يؤكد عدد من الأطباء أنّ الوضع لا يزال تحت السيطرة، وهم يرسلون تسجيل تلك الحالات إلى وزارة الصحّة، يدقّ الأهالي ناقوس الخطر خوفاً على حياتهم وحياة أطفالهم، مطالبين الوزارة بالتحرّك حرصاً على عدم انتشار العدوى، والدفع باتجاه استقبال المستشفيات للحالات على نفقة الوزارة ومن دون دفع أي تكاليف. المصدر :جنوبيات |