في خضمّ الأحداث العاصفة، والتداعيات المتراصفة، والأهوال الراجفة، والآثار الواجفة، والمشاكل الزاحفة، والحلول الزائفة، تنتاب كلَّ واحد منّا أوقاتٌ يشعر فيها بأنّه بات وحيدًا في ساحة كبيرة مليئة بكمّ هائل من الهموم والمتاعب والقلق. ولكن حين نتذكّر قول الله عزّ وجلّ: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}، تُشعرنا هذه الآية الكريمة بالدفء والطمأنينة برحمة الله عزّ وجلّ وكرمه.
فلكلّ مهموم أحاطت به المصائب والكروب من كلّ جهة، تذكّر قول الله تعالى في محكم التنزيل: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
ولكلّ مظلوم تكاثرت عليه أيادي الشرّ حتّى أثكلته الجراح، تذكّر قول الله عزّ وجلّ: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
ولكلّ متعب أرّقته الحياة طويلًا، فما عاد ليله ليلًا ولا نهاره نهارًا، فخالطته الظنون وتجاذبته الفتون، تذكّر قول الباري سبحانه وتعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
ولكلّ من تعثّرت قدماه في طريق طلب الرزق الحلال فبات مهمومًا، مشوّش الأفكار، تذكّر قول الرزّاق العليم: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
فإذا كفاك الله تولّاك، وسخّر لك كُلَّ شيء لتحقيق مرادك، وترطيب ودادك، ولو كان هذا الشيء في نظرك مستحيلًا.
إذا كفاك الله ﻫﻴّﺄ لك ﺃﺳﺒﺎب الفرج ﺑﺸﻜﻞٍ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ بالك، وقلَبَ لك كلّ موازين الحياة لتحصل على فرجه ورضوانه.
وإذا كفاك الله أرسل لك الخير وحملَهُ إليك ولو على ظهر عدوّك.
لذا، استعن بالله ولا تعجز، واستغنِ به عمَّن سواه، ولا تقل لو أنّ فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، فإنّ كلمة "لو" تفتح عمل الشيطان.
وتذكّر دائمًا وأبدًا بأنّ الله كافٍ عَبْدَهُ.
ملأ الله قلوبنا باليقين، وعقولنا باليقين، وأرواحنا باليقين، ونفوسنا باليقين، وجعل يقيننا به يقينًا صادقًا دائمًا ما دامت السماوات والأرض.