الأحد 3 أيلول 2023 21:08 م

"فتح" تقيم حفل تأبين في ذكرى 40 يوما على رحيل القائد الوطني قدري أبو بكر


* جنوبيات

أقامت حركة "فتح"، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، حفلا لتأبين القائد الوطني، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السابق، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" قدري أبو بكر، في ذكرى مرور أربعين يوما على رحيله.

وحضر حفل التأبين الذي جرى تنظيمه اليوم الأحد، في قصر رام الله الثقافي، أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح" وأعضاء من المجلس الثوري للحركة، وشخصيات رسمية واعتبارية، وممثلون عن الفعاليات الوطنية والمجتمعية.

وقال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس، إن القائد الراحل قدري أبو بكر، هو ابن "فتح" المناضل منذ البدايات، إذ بدأ في سن مبكرة وتدرب وتأهل في معسكرات الحركة وخاض معاركها بصلابة واقتدار.

وأضاف العالول أن الجميع عرفه ذا وجه ملامحه هادئة وصامتة، دمث الخلق هادئاً، ولكن كان خلف هذا الهدوء قوة الفدائي وصلابته وإيمانه الراسخ بحتمية النصر والاندفاع الدائم إلى الأمام، منوهاً إلى أن تلك الصلابة لم تفارقه أبداً حتى عند وقوعه في الأسر، حيث انعكست تلك السمات صموداً في مواجهة المحقق والسجان، إلى جانب المساهمة في قيادة الحركة الأسيرة وصياغة برامجها وقوانين العلاقات الداخلية بها، والنهج الثوري الذي حول المعتقلات إلى قلاع وأكاديميات لبناء الذات وإعادة التأهيل، ما أثر إيجاباً في تجربة السجون التي وثقها أبو فادي في العديد من الكتب والدراسات.

وبين العالول، أن أبو بكر رحل وكان ما زال يمتلك سمات الفدائيين الأوائل، إذ إنه قضى حياته في المعاناة سواء وهو فدائي يناضل في الجبال، أو في سجون الاحتلال مع رفاقه من المعتقلين من أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال ودماء الشهداء شكلت ثمناً باهظاً من أجل الحرية والاستقلال، وأنه في مقابل هذا الثمن لا يمكن القبول إلا بحريتنا واستقلالنا وحقوق شعبنا كاملة غير منقوصة، وأننا سنبقى نتحلى بالأمل في النصر بوحدتنا ونضالنا.

وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفريق جبريل الرجوب، في كلمة الحركة، إن أبو بكر كان أحد من أسس وقاد صياغة العقيدة الوطنية الاعتقالية، التي فيما بعد شكلت منظومة وبنت سياسات وحددت أهدافا بمعادلة اعتقالية ارتكزت على الديمقراطية والانتخابات والحوار.

وأوضح أن الراحل كان لديه روح المبادرة والإدراك لاستحقاقات إعادة صياغة المنهجية والنظام الاعتقالي من الزاوية الوطنية، وهو ما أسس لها من خلال انتزاعه لرؤية وفهم وأسس منسجمة مع واقعنا وطموحاتنا، شكلت حاميا وسياجا ما زال الأسرى والمعتقلون يرون فيه الوسيلة للحفاظ على الحركة الوطنية الأسيرة.

وبين الرجوب، أن أبو بكر كان يملك العطاء والفداء والتواضع، وكان زيتونة الانتماء الوطني في كل ما له علاقة بالتعامل مع أي فلسطيني.

بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال كلمة ألقاها نيابة عنه السفير أحمد صبح، إن الراحل أبو بكر كان أحد قادة الحركة الفلسطينية الأسيرة، مناضلاً مؤمناً بشعبه وحقوقه وأهدافه الوطنية.

وأضاف أنه حظي بلقائه في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لمناقشة ما يمكن عمله من أجل قضية الأسرى، ووجد فيه مناضلاً صلباً ونموذجاً مشرفاً للمسؤول الفلسطيني الواعي بقضية شعبه، مستذكراً مسيرته الوطنية المجيدة وسيرته الإنسانية الطيبة.

من جهته، قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق في جمهورية الجزائر، العيد ربيقة، في كلمة مسجلة، "في هذا اليوم، نستذكر مآثر واحد من العظام، والذي استحق بإرثه النضالي وحكمته وبصيرته المكانة العليا في مدارج الخالدين، هو المناضل الوطني والأسير المحرر والقائد الكبير قدري أبو بكر".

وأضاف: "أبو بكر عُرف بنضاله الصلب والتزامه الوطني بقضيته وحقوق شعبه، وأفنى حياته في سبيل فلسطين وفي سبيل خدمة قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وذويهم أيضا، والدفاع عن حقوقهم".

بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، الأسير المحرر كريم يونس، في كلمته عن الأسرى والمحررين، "إن القائد الراحل اللواء أبو بكر تميز بدماثة الخلق وعطائه وتعامله الذي فيه من التواضع والهدوء ما ندر مع الأسرى وذويهم، وكان دائماً عظيماً في تفهمه لقضاياهم".

وأضاف "أنه ممثل للأسرى كافة على اختلاف ثقافاتهم ومشاربهم وانتماءاتهم الفصائلية"، مؤكداً أن وصاياه ستبقى محفوظة، وإرثه سيبقى نبراساً حتى تحرير آخر أسير من سجون الاحتلال.

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأسير مروان البرغوثي، خلال كلمة ألقاها نيابة عنه عضو المجلس الثوري للحركة تيسير نصر الله، إنه تعرف إلى الراحل أبو بكر عام 1979، عندما دخل سجن طولكرم منقولاً من سجن رام الله، حيث كان أول من استقبله.

وأضاف أنه حظي في العمل بقيادة الحركة إلى جانب الراحل بعد بضعة أشهر من وصوله إلى السجن، مشيراً إلى أنه وجد في أبو بكر شاباً مفعماً بالحيوية ومحبة إخوانه وروحه العالية التي تعانق السماء، حيث التحق بحركة "فتح" وهو في السابعة عشرة من عمره، وشارك في العديد من العمليات العسكرية قبل اعتقاله.

من جانبه، قال الأسير السوري المحرر صدقي المقت، الذي أمضى أكثر من 30 عاما في سجون الاحتلال، إنه التقى بالقائد الراحل أبو بكر عندما كان شبلاً صغيراً في معتقل الرملة قبل أن يتم إبعاده، فكان الأب والقائد والموجه والمربي.

من ناحيته، شكر فادي أبو بكر، نجل القائد الراحل قدري أبو بكر، في كلمة العائلة، سيادة الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية، وكل أطر وكوادر وقيادات حركة "فتح"، وكل القوى الوطنية والإسلامية، وعائلات الأسرى والأسرى المحررين، وكل من حضر تعبيراً عن التقدير والوفاء لوالده الراحل.

يشار إلى أن أبو بكر توفي في الأول من تموز المنصرم مع مواطنين آخرين في حادث سير مروع وقع قرب بلدة جماعين، جنوب نابلس.

ولد قدري عمر أبو بكر في 10 كانون ثاني/ يناير 1953 في بلدة بديا بمحافظة سلفيت، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في بديا وأنهى الثانوية العامة من سجون الاحتلال الإسرائيلي عام 1974. حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بيروت العربية.

أصبح عضوا في حركة "فتح" عام 1968، ثم تلقى تدريبات عسكرية في معسكراتها في الأردن، ومعسكرات جيش التحرير الفلسطيني في العراق.

تعرض أبو بكر للاعتقال وحُكم عليه بالسجن 20 عامًا أمضى منها 17 عامًا ونُفي إلى العراق، عام 1986، عُيّن مديرًا لمكتب خليل الوزير لعدة سنوات، وبعد عودته إلى أرض الوطن عمل في جهاز الأمن الوقائي وكان أحد مؤسسيه حتى تقاعده.

وعُيّن عام 2009، عضوًا في اللجنة الإدارية للهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين، وتسلم مسؤولية الملف الإسرائيلي والأرشيف بعد مشاركته في المؤتمر العام السادس لحركة "فتح"، واستمر حتى المؤتمر السابع عام 2016، ليتم اختياره عضوًا بالمجلس الثوري للحركة.

في عام 2018، عُيّن رئيسًا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، وفي 2019 تم منحه رتبة وزير، ومُنح عضوية المجلس الوطني الفلسطيني.

أصدر أبو بكر أثناء وجوده في السجن كتابين بالاشتراك مع آخرين هما: كتاب "المعتقلون الفلسطينيون من القمع إلى السلطة الثورية"، وكتاب "الإدارة والتنظيم للحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة".

كما أصدر "هذه هويتي"، عام 1979، و"أساليب التحقيق لدى المخابرات الإسرائيلية"، عام 1980، و"كيف تواجه المحقق؟" عام 1980، و"من القمع إلى السلطة الثورية"، عام 1992.

المصدر :وكالة وفا