كن مع الله، يكن الله معك. ومن توكّل على الله فهو حسبه، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
لن تغلبك الدّنيا وأنت تملك قلبًا يعاهد الله صبحًا ومساءً بقولك "إيّاك نعبدُ وإيّاك نستعين"، وقلبًا عمرهُ يمتدّ ما بين "الحمد لله إلى آمين".
كلّ السّعادة في الدّنيا بدايتها الرضى. فيا ربّ عوّدنا أن نرضى بكلّ ما قسمته لنا بفضلك وخيرك العظيم الّذي لا تراه أعيُننا.
أفضلُ ما تقدّمه لوالدَيك بعد رحيلهما صدقةٌ جاريةٌ تزيدُ من حسناتهما. لا تقتصرُ الصدقةُ الجارية على المال فحسب، فدماثةُ الأخلاق وحُسنُ المعشر وطيّبُ الكلم وبشاشةُ الوجه وابتسامةُ الثغر وخفضُ الجناح والرحمةُ والصفحُ الجميل، كلُّ ذلك صدقةٌ جاريةٌ لك ولهما. فالابنُ من كسبَ أباه، وتوفيقُه لكلّ ذلك مِن رضى والدَيه عليه ولا سيّما أمّه. فاجعلْ مَن يراك يدعو لمَن ربّاك.
"اللَّهُمَّ يا مَنْ أَلْقَى خَلْقَهُ فِي بَحْرِ قَضائِهِ، وَحَكَمَ عَلَيْهِم بِحُكْمِ قَهْرِهِ وَابتلائِهِ؛ اجْعَلنا مِمَّنْ حُمِلَ في سَفِيْنَةِ النَّجاةِ، وَوُقِيَ مِنْ جَمِيْعِ الآفَاتِ طُولَ الْحَياةِ، إِلَهَنَا إِنَّهُ مَنْ رَعَتْهُ عَيْنُ عِنَايَتِكَ كَانَ مَلْطُوفًا بِهِ في التَّقْديرِ، مَحْفُوظًا مَلْحُوظًا بِرِعَايَتِكَ يا قَديرُ، يَا سَميعُ يَا بَصِيرُ، يا قَرِيبُ يَا مُجِيبَ الدُّعَاء، ارْعَنا بِعَيْنِ رِعايَتِكَ يَا خَيْرَ مَنْ رَعَى".