الأربعاء 4 كانون الثاني 2017 09:54 ص |
تحذير لبناني لفلسطينيِّي «عين الحلوة»: مخطّط دمويّ يُحضِّره الإسلاميون |
* جنوبيات
كشف رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد خضر حمود معلومات أمنية خطيرة أمام وفدين فلسطينيّين، الأول من اللجنة الامنية الفلسطينية العليا برئاسة مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب إلتقاه في مقر فرع المخابرات في ثانوية محمد زغيب في صيدا، والثاني من القوى الإسلامية الفلسطينية من عصبة «الانصار الاسلامية» و»الحركة الاسلامية المجاهدة». وقد توصّل الجيش لهذه المعلومات بعد التحقيق مع موقوفين كانوا يُحضّرون لاغتيالات ستُطاول مسؤولين في «فتح» وآخرين فلسطينيّين خارج المخيم. وفي السياق، وصَف مسؤول فلسطيني كبير شاركَ في اللقاء مع حمود ضمن اللجنة الأمنية ما سَمعه بأنّه «خطير للغاية، وهو لم يسمعه سابقاً عن المخيم»، مؤكّداً لـ«الجمهورية» «أننا نُعوّل على حكمة الجيش والوحدة الفلسطينية لإفشال هذا المخطط». ورأى أنّ «هذا الأمر يستدعي إعادة تفعيل الحوار اللبناني - الفلسطيني وتعزيز دور القوة الأمنية في مخيم عين الحلوة وتزويدها بالعتاد والعديد»، مشيراً إلى أنّ «العميد حمود كان صريحاً معنا في توصيف خطورة الوضع وفي دعوة القوى الفلسطينية لاتخاذ التدابير الكفيلة بإحباط أيّ عمل أمني داخله، خصوصاً في ظلّ توافر معلومات مؤكّدة وبناء على اعترافات موقوفين لدى الجيش عن التحضير لعمل من هذا النوع ولاغتيالات قد تُطاول مسؤولين كباراً في «فتح» بهدف تفجير الوضع في المخيم». وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه: «ما سمعناه من العميد حمود يؤكّد وجود مخاوف من اغتيالات لمسؤولين فلسطينيين خارج المخيم أيضاً وليس فقط داخله، وأنّ لدى مخابرات الجيش معلومات عن إمكان انتقال بعض المطلوبين من المخيم أو إليه، وأنّ الجيش باشَر لهذه الغاية تنفيذ إجراءات وتدابير أمنية عالية ومشدّدة عند مداخل المخيم، من حيث وضع المطلوبين في دائرة الرصد والاستطلاع والمراقبة». ولفت المسؤول إلى أنّ «العميد حمود شرَح لنا بإسهاب الأحداث الأمنية والاغتيالات التي شهدها المخيم وصولاً الى تسليم المشتبه بهم، وأنه كان صريحاً وهو يخاطبنا بأنه لم تعد تُجدي الإدانة ولجان التحقيق التي لا تُفضي الى نتيجة، وإن أفضَت فإنها لا تستطيع توقيف وتسليم من يرتكب هذه الجرائم ومعظمهم بات معروفاً بالأسماء»، مشدّداً على ضرورة تسليم كلّ من يُثبت تورّطه. وأضاف: «انّ العميد حمود سأل الوفد أين أصبحت الخطة الأمنية البديلة للجدار التي وعدت القوى الفلسطينية بوَضعها ورَفعها إلى السلطات اللبنانية لمناقشتها؟»، مشدداً على أنّ «الكرة الآن في ملعب القوى الفلسطينية لحفظ أمن المخيم الذي هو جزء من أمن صيدا، ولم يعد مسموحاً السكوت عمّا يجري». في سياق آخر، كشف مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ الأجهزة الامنية اللبنانية وضعت يدها على مجموعة عسكرية تابعة لحركة «فتح» تقوم بأعمال تفجير وتفخيخ عبوات ناسفة. وقال المصدر إنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية قبضت على شخص له علاقة بهذه الشبكة، وذلك بعد مقتل المدعو سليمان ابو النمر. وقد حقّقت الاجهزة الامنية اللبنانية في الانفجار وقبضت على الجريح الذي أخرج من المخيم وهو ابن النمر، وتبيَّن لها أنّ الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة تفجّر عن بعد عبر الريموت كنترول، وأنّ النمر ومجموعة معه كانوا يعتزمون زرع العبوة في طرق يسلكها إسلاميّون تكفيريّون متشددون خوفاً من تقدّمهم في اتجاه أحياء تابعة لحركة «فتح» في طيطبا والبركسات». ولفتت إلى أنّ طبيعة التفجير ونوعيته واستخدام الريموت كونترول فيه دَفعَ الأجهزة الامنية اللبنانية للتدقيق في الامر، فأوقفت أحد المعنيين واستمعت الى أقواله، وقد يتم استدعاء عناصر أخرى»، مؤكدة أنّ «الاجهزة الامنية اللبنانية تجهد لمعرفة علاقة هذه المجموعة بتفجيرات وعمليات اغتيال أخرى وارتباطها بجهات معادية خارج لبنان». وبهدف التخفيف من الاحتقان السائد، زار ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، المخيّم، والتقى كلّاً من أمير الحركة «الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب، والقيادي في «عصبة الأنصار الإسلامية» الشيخ أبو طارق السعدي. وأعلن بركة: «إتفقنا على مواجهة الفوضى وتفعيل دور القوة الأمنية المشتركة لحماية المخيم والحفاظ على أمنه واستقراره باعتباره رمزاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين ومحطة نضالية على طريق العودة إلى فلسطين».
إلى ذلك، سلّم المطلوب الفلسطيني نمر سامي فردوس، من سكان مخيم الرشيدية، نفسه لفرع مخابرات الجيش في الجنوب لإنهاء ملفه الأمني.
المصدر :علي داود - الجمهورية |